الموضوع: وحش يلاحقني
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3222
 
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي


علي بن حسن الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,762

+التقييم
0.33

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
الرياض - السعودية

رقم العضوية
7494
09-06-2011, 08:51 PM
المشاركة 1
09-06-2011, 08:51 PM
المشاركة 1
افتراضي وحش يلاحقني
وحش يلاحقني - قصيدة للشاعر/ عبدالرحمن العشماوي، عن الغلاء.
الرياض 4 / 10 / 1432 هـ

وحشٌ يلاحقني ، فَكيفَ المَخرَجُ ** ومتى قَناديلُ السَّعادة تُسْرَجُ ؟


وحْشٌ مُخيفٌ ، حينَ أدخُلُ منزلي ** أَلْقاهُ مُرْتَقِباً ، ولمَّا أخرُجُ


أَنَّى اتجهْتُ رأيتُهُ مُترصِّداً ** يرنو إليَّ بمقلةٍ تتوهَّجُ


في السوقِ يلْقاني بنظرة ِ فاتِكِ ** فيصُدُّ عني كُلَّ ما هو مُبْهِجُ


فإذا وقفتُ ، بدا أمامي واقفاً ** و إذا درَجْتُ بدَا أمامي يدْرُجُ


يغْتالُ أحلامي ويقتُلُ فرحتي ** و إليَّ من جبلِ الأسى يَتَدَحْرَجُ


يهذي فأسكُتُ خائفاً مُتوجِّساً ** ويظلُّ في هذيانِهِ يتَلَجْلَجُ


وحشٌ يلاحقني ، وفي نظراتِهِ ** ما يقتُلُ الحُلمَ الجميلَ ويُزْعِجُ


ويظَلُّ ينهَشُ كُلَّ شهرٍ رَاتبي ** و الرَّاتب المسكين " قرصٌ مُدْمَجُ "


وحشٌ يُشاركني الطَّعامَ فَلُقمَتي ** بلُعَابهِ من قبل أكلي تُمْزَجُ


حتَى الثِّيابُ ، إذا اكتَسَيْتُ ، اَظُنُّها ** بيديه في دُور الخِياطَةِ تُنسجُ


وحشٌ يُقاسمني الحياةَ ، وما لهُ ** من رادعٍ وهو العنيف الأهوجُ


كم حاجَةٍ لي في حياتي صَدَّها ** مُتعمِّداً ، وأنا إِليْها أحْوَجُ


الكُلُّ يعرفه ويعرفُ أنَّهُ ** قاسٍ ، لهُ طبعٌ قبيحٌ أعوجُ


" وحشُ الغَلاءِ " أَما رأيتُم أنَّهُ ** ما زالَ في ليلِ التَّهاوُنِ يُدْلِجُ


يترنَّحُ الفقراءُ منهُ ، وما لهم ** من حَملَةِ الإعلامِ إلاَّ البهرجُ


أُسَرٌّ تئِنُّ منَ الغلاءِ وتشتكي ** لكنَّ بابَ العطف عنها مُرْتَجُ


أُسرٌ يُلاحقها عناء معيشةٍ ** فالبؤسُ فيها و العناءُ مُبَرْمَجُ


تبكي ، وتكتمُ صوتها ، لكنَّهُ ** ما زالَ صوتاً باكياً يتهدَّجُ


أُسَرٌ تُلاحِقُها الهُمومُ ودرْبُها ** نحوَ الخلاصِ منَ الأسى ،مُتَعَرِّجُ


إِنِّي أقولُ ، وقد يئستُ منَ الذي ** عند العباد ، وإِنْ أَجَادَ المُخْرِجُ


يا مَن تعيشونَ الهمومَ ثقيلةً ** مُدُّوا أكُفًّا للضَّراعَةِ ، والْهَجُوا


خَلُّوا وُجُوهَ الغافلينَ وراءَكُم ** فالغافلونَ ، خيولهم لا تُسْرَجُ


وتعلَّقوا بالله ، فهوَ ملاذُكم ** وبعَونِهِ ، كُلُّ الشَّدائدِ تُفرجُ


زحمة وجوه وعابرين!