عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2010, 06:57 AM
المشاركة 29
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
موازين الرجال




[GASIDA="type=0 bkcolor=#000000 color=#FFFFFF font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]تسير بها الأَوائل والتَّوَالي=وترفع بيننا أسمى مثالِ
وتتَّخذ الرِّياحَ لها بساطاً=تطير به إلى رُتَب المعالي
سحائبُ من عقيدتنا، سقتْنا=بماءٍ من مبادئنا زُلالِ
ونَبْعٌ لم يزلْ ثَرّاً غنيَّاً=يغرِّد خِصْبُه فوقَ التِّلالِ
ونهرٌ لم يزلْ يجري نقيَّاً=يُسَلْسِلُ ماؤُه خَرَزَ الرِّمالِ
قوافل، ما مشتْ فيها مطايا=على رملٍ، ولا خُدِعَتْ بآلِ
ولا تخشى مواجهةَ الرَّزايا=ولا تخشى العَناءَ ولا تُبالي
رأتْ فوقَ النُّجوم الزُّهْرِ حصناً=له بابٌ من الرُّكنِ الشمالي
ومن شُرُفاته برزتْ وجوهٌ=تحدِّثنا بأسرارِ الجَمَالِ
هنالكَ حدَّثَ التاريخُ عنَّا=حديثَ حقيقةٍ مثلَ الخيالِ
وليَّ العهدِ، في بلدٍ أمينٍ=تََلأْلأُ فيه أَوسمةُ الجَلاَلِ
رأيتُكَ، والمواقفُ ناطقاتٌ=يفتِّش عن إجابتها سؤالي
رأيتُكِ في مواجهةِ القضايا=تذكِّر بالحقوقِ ولا تغالي
دعوك إلى زيارتهم، ولكنْ=رأيتَ القُدس مُوْحِشَةَ اللَّيالي
رأيتَ الحربَ دائرةً، وجيشاً=دَعَا الطفلَ الرَّضيعَ إلى النِّزالِ
فقلتَ لمن دعوكَ، أَما رأيتم=ضحايا قدسِنا في شرِّ حالِ؟!
نعم، أنا لن أزورَ بلادَ قومٍ=تُؤيِّد جَوْرَ مذمومِ الخصالِ
تَمُدُّ له اليَدَ اليُمْنَى احتفاءً=وتمنح غيرَه طَرَفَ الشِّمال
عَصَا (الفيتو) تُلوِّح في يديها=لتضربَ من ينادي باعتدالِ
وكيف تُزارُ أَرَضٌ، وهي تَحمي=ظهورَ الماردين على الضَّلالِ؟!
وتَحتضن الذين بغوا علينا=وداسونا بجيش الإحتلالِ
وكيف تُزارُ أرضٌ وهي تدري=بما نلقى، ولكنْ لا تُبالي؟!
هي الأرض التي مدَّتْ يديها=موطَّأَةً لإخوانِ السَّعالي
لها تمثالُها الموصوفُ زوراً=بأحسنِ ما يُصاغُ من المقالِ
دَعاوى لم تصدِّقْها فَعَالٌ=وما نَفْعُ الكلامِ بلا فَعَالِ؟
نعم، أَيَظنُّ (قَرْنُ الوَهمِ) أنَّا=سننسى جَوْرَ ساحات القتال؟!
ولسنا مِن دُعاةِ الحربِ، لكنْ=رأينا القُدْسَ منها في اشتعالِ
تُشَبُّ على الأَراملِ واليتامى=وتقتحم البيوتَ على العيالِ
وعينُ الغربِ تَرصُدهم، ولكنْ=بعينِ الذئِب راصدةِ الغزالِ
ترى الأشلاءَ في الأقصى، ولكنْ=كَمَن شُغلُوا بـ (أَلعاب التَّسالي)
تُراهم ما رأوا طفلاً صَريعاً=وشيخاً، ثوبُه المشقوقُ بالي؟
ولا سمعوا أَنينَ زهورِ يافا=ولا شكوى حقولِ (البرتقالِ)؟
ولا سمعوا عن الأقصى حديثاً=ينادينا إلى شَدِّ الرِّحالِ؟
نعوذ برِّبنا من شرِّ قومٍ=رأوا فِعْلَ الحرامِ من الحَلاَلِ
كأني بالجَوائح قد أغارتْ=على أهلِ التَّطاوُل والتَّعالي
أَعبدَ اللَّه شكراً ثم شكراَ=يُزَفُّ إليكَ من بلد النِّضالِ
يُزَفُّ إليكَ من طفلٍ جريحٍ=ومن حَسَراتِ رَبَّاتِ الحِجالِ
ومن شيخٍ بلا مَأْوى، يُرينا=بهيكل عَظْمِه معنى الهُزَالِ
أعَبْدَ اللَّهِ ما كلُّ المرَايا=تُرينا صورةَ الوجه المثالي
ولا كلُّ الغيومِ تُثير بَرْقاً=يحرِّك وَمْضُه شَغَفَ الجبالِ
وفي كلِّ الزُّهور شَذَاً، ولكنْ=قليلٌ من شذا الأَزهارِ غالي
هي الأمجادُ، تعرف حين تسعى=لغايتها موازينَ الرِّجالِ
وتعرف أنَّ أهلَ الحقِّ أولى=بها من كلِّ ذي جاهٍ ومالِ
عقيدُتنا تعلِّمنا وفاءً=وصِدْقَ مقالةٍ وهدوءَ بَالِ
أعبَد اللَّه ما وقفتْ خُطانا=عن السَّير الحثيثِ إلى الكمالِ
فإِنَّ رياحَنا تجري رُخاءً=تَسوقُ مواكبَ السُّحُبِ الثِّقالِ
تَزفُّ إلى أَصَالتِنا التَّحايا=مُنَضَّدَةَ الجواهرِ والَّلآلي
تَحذِّرنا من الباغي علينا=ومن أَتْباع نَهْجِ (أبي رِغالِ)
تبشِّرنا بنصر الله، إِني=لأسمعُه على شفتَيْ (بلالِ)
تقرِّبه المآذنُ وهي رَمْزٌ=عظيمٌ للتَّلاحُمِ والوِصالِ
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى=لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ=إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ[/GASIDA]