عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 01:46 PM
المشاركة 3
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة الفاضلة هند..
قرأت مقالك كاملا، ووجدت فيه من إثارة الهموم والمواجع كثيرا كثيرا، مابين التأييد المطلق لما أوردته، وبين المعارضة المقيدة، وسأوضح لك ذلك..
سيدتي..
كل التأييد لك فيما ذهبت من مظاهر البذح التي تصاحب الزواجات العربية، والخليجية تحديدا؛ وخاصة ممن يستدينون من أجل أن يسعدوا الآخرين، ويلعنوا بعضهم بعد انقضاء شهر العسل، وربما فيه، ومنهم من يصبر لتلحق اللعنة بالأطفال من الذكور والإناث..
ولكنني أعود وأعارضك في قضية القبول بالمهر الضئيل، وهي قضية جدلية، حيث إنني أرى أن كثيرا من الشباب، وعندما أقول "كثيرا" فإنني لا أملك إحصائيات، ولكنني أستنتج مما قرأت وسمعت، حيث هذا الــ"كثير" يهلل ويكبر عندما تقدر ظروفه، ومع أول مشكلة زوجية يظهر الوجه القبيح باستنقاص "قيمة" الزوجة، وأنها متاع بمبلغ زهيد سيارته أغلى منها، أو يظل يتفاخر بأنه ربما تزوج عليها، وأخص بعض الفقراء الذين لا يحترمون فقرهم، وقلة ذات اليد، وأعرف من تزوج الثانية والثالثة بمهور لا تتعدى خمسة آلاف ريال سعودي، لأن أهل الفتاة معسرين، وراتبه هو لم يتعد ثلاثة آلاف ريال، ويعيشون في فقر مدقع مع أطفال ثلاث نساء (تخيلوا عدد الأطفال)..ولا قوة إلا بالله.
للأسف أختي هند بأن الزواج ارتبط في ذهن الشاب بالجنس فقط، والغطاء الذي نسمعه هو:"إكمال نصف الدين" !
لماذا نخجل من هذه الحقيقة التي ربما انطفأت مع أول سنة زواج، لأننا أهملنا الهدف الحقيقي والأسمى من الزواج، والذي شرعه لنا رب العالمين في كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ولن أستطرد في تلك الأهداف لأنكم تعرفونها..
ومن يقول بأن الرسول والصحابة زوجوا بناتهم بأيسر المهور والأمور، نقول له:" وهل أنت مثل الصحابة؟ هل أنت تعيش زمن الصحابة؟ أم أنك تختزل زمن الصحابة في قضاء حوائجك فقط؟ سبحان الله ! ".
أعتذر عن الاستطراد، ولكنني مضطرب ما بين مؤيد ومعارض، ما بين مقتنع كليا بعدم التبذير، وغير مقتنع في خفض المهور إلى الحد الذي يجعل المرأة متاعا جديدا اليوم، باليا غدا، وهكذا...
ولكنني أحب أن أطمئن الآباء بأن الإحصائيات التي يتداولها الناس بأن عدد العوانس في السعودية مليون ونصف عانس، أحب أن أطمئنهم بأن هذه الأرقام المخيفة غير معقولة البتة، لعدة أسباب، سأذكر أهمها، هو: أن الأكاديمي الذي أطلق ذلك الرقم في السعودية وضع في استبانته النساء من سن (صفر إلى 80 )، وبالفعل ظهر ذلك الرقم منذ سنوات ومازال يتداول، مع العلم أن الخلل يكمن في المرحلة العمرية للباحث، فهل يعقل أن نقيس على مرحلة عمرية من الــ(صفر) ؟!
ولا أعلم عن سر الــ 15 مليون عانس في مصر ؟!
وفقك الله أستاذة هند لما يحب ويرضى.
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!