عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2012, 10:47 PM
المشاركة 594
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
79- الحصارفوزية رشيد البحرين


نبذة النيل والفرات:
"الدماء المحتقنة في الوجوه لم تنزّ بعد، حاول الجميع أن يمتلكوا رباطة جأشهم حتى آخر لحظة. وبينما هم يكتمون أنفاسهم، خرج منصور ناكساً رأسه. علّه فعل ذلك خوفاً من البطش الذي يعرفه جيداً حيث يلمّ بحشد كامل متفق في رأيه حول شيء ما. اقترب متجهاً إلى قاسم وهو يتأمل الآخرين. عيناه ثابتتان عليه وحده ولسانه للجميع: أنتم تدركون أن الأمر ليس بالسهولة التي يتوقعونها. السيد روبنسون، يشير إلى الفرقة التي خرج منها، يرى أن القضية قضية عصيان، ومن ثم لا يريد أن يرضخ للأمر من هذه الزاوية! يحاول قاسم أن يقاطعه بينما يصرّ هو على إكمال حديثه بلهجة ودية هذه المرة: لذلك فليس من الخير جميعاً الاستمرار في مثل هذا العصيان. شعر قاسم أنه الموكّل ليجيب عن رأي الآخرين؛ فرد مقاطعاً ومتسائلاً بغضب: أي عصيان هذا؟ لا أعتقد أن هذا-يشير أيضاً إلى النافذة-يحلم بعمل يستغرب معظم وقتنا وجهدنا ليطلب منا أن نرضخ نحن لشروطه غير العادلة. ينتفض آخر مكملاً الحديث: إنّ "رجب" و"حسن" والشيخ مصطفى لم يفعلوا سوى أن نادوا بمثل ما ننادي به الآن، وكان مصيرهم الطرد أو السجن. هل يعني هذا أن مصيرنا مثلهم لمجرد أن نقدم أي اعتراض". تمضي الروائية في تلمس آلام العامة، العاملين منهم لتصور ضمن إطار قصصي مدى معاناتهم في سبيل لقمة عيشهم التي أبى صاحب العمل الأجنبي إلا اجتزاءها من خلال استغلال جهودهم، لينتهي الأمر إلى خروج صرخة تتجاوب معها أرجاء المدينة ليمضي الجميع متعاطفين مع هؤلاء ضد أصحاب العمل الأجانب. وتجدر الإشارة إلى أنه تم اختيار هذه الرواية عام 2000 من بين أهم مئة رواية عربية في القرن العشرين، وذلك في استفتاء قام به اتحاد الكتّاب في مصر، كذلك تمّ اختيار الرواية من بين (105) مئة وخمس روايات للترجمة إلى ست لغات عالمية حية عن طريق اتحاد الكتاب العرب في دمشق. هذا وتعتبر تلك الرواية إحدى أول روايتين صدرتا في البحرين، في إطار الحركة الأدبية البحرانية المعاصرة.

==


نبذة النيل والفرات:
نظرات محمد تنتقل جمراً يحرق وجنتيه، يرد عليه بغضب. كفى أيها الدنيء.. ليس هكذا نفهم أحزان الآخرين.
ران صمت ثقيل، وشعر الكل بغرابة علي وتصرفه الصبياني، إهانة مباشرة لعباس الذي لم يتفوه بأية كلمة وإنما استغرق في صمته.
تعالت الأصوات من الغرف الأخرى المجاورة وقد كانت همساً غير مسموع، تشتم وتعلن وتطالب بالصمت ووضع حد لكل ما يجري.
وقبل أن يخلد الأربعة في الغرفة التي ينام فيها خالد قال علي متداركاً خطأه وكأنه يحاور نفسه: أن أضحك! فذلك أكثر قدرة في استيعاب حزني من فعل البكاء. لا تستغرب يا محمد! وأنت يا عباس؟ لا تعتقد أني كنت أهزأ من ألمك. قال ذلك وخلد إلى النوم مباشرة!





نبذة الناشر:
رغم تنوع موضوعات القصص، وتباين الأوعية التي تصب فيها أحداثها -ما بين الواقعية المجنحة، والواقعية الشعرية والحلم، والأسطورة المنتزعة في أغوار الماضي كي يضيئها نور وعي معاصر، ويبقى الإنسان وهم الإنسان الشغل الشاغل لفوزية رشيد. الإنسان طفلاً ورجلاً وامرأة. الإنسان شاباً أو عجوزاً. الإنسان مخطئاً أو مصيباً أو محيراً لا يدري أخطأ هو أم صواب. وتلجأ فوزية رشيد إلى الشعر وتقنيات الفن القصصي المعاصر. المونولوج الداخلي. تداخل الزمان والمكان. تعايش الماضي والحاضر ولكن ركيزتها الأساسية نفس شديدة الحس، وعاطفة دفاقة وروح تتعذب بالفعل وتقتطع من عذابها قطعاً تصنع منها قصصاً. إن على فوزية رشيد ألا تكتب إلا وهي مشتعلة، هكذا نطلب نحن الأنانيين!