عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2018, 09:46 AM
المشاركة 34
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من كلامنا :
دَلِعٌ للرجل و دَلِعَةٌو دَلْعَةٌ للمرأة ، وتقال كذلك للأطفال ، فالطفل كثير الحركة والذي لا يحترم المكان ولا أهله نصفه بالدلع و الفعل منه يتدلع و يدلع بإدغام التاء في الدال حتى يصبحا دالا واحدة مشددة .
أما البالغ من الرجال فهو الخارج عن حد المألوف من الأخلاق و الأعراف و طبيعي التصرفات ،الذي لا يسمع ولا يطيع أحدا،
وكذلك من النساء.
جاء في لسان العرب :
(الدِّلْعَوْسُ المرأَةُ الجَرِيئة بالليل الدائبة الدُّلْجَةِ، وكذلك الناقة)
وكذلك :
(الدِّلْعَوْسُ المرأَة الجريئة على أَمرها العَصِيَّةُ لأَهلها؛ قال: والدِّلْعَوْسُ الناقة النَّشِزَةُ الجريئة بالليل. )
ولاحظ أخي و أختي أن الدلعوس تحولت إلى الدلع و دلع بإسقاط (وس) من كثرة الاستخدام كما أسقطت العرب الهمزة من (أخير ) و (أشر) فقالوا : خير و شر ، لكثرة جيرانها على ألسنتهم.

تنبيه :
أظن أن (الدِّلْعَوْسُ) عربية قديمة جدا جدا ، ولعل العربية القديمة كانت تجعل من ( وس) علامة تزيد الصفة معنى من باب زيادة المبنى زيادة في المعنى ، فقد وجدت كلمات مثل :
عيطموس وتعني المرأة الجميلة في طول
والمعروف في العربية المتوسطة عيطاء

ومما يحسن لي هذا التوجه عدة أمور منها : 1. ما جاء في شعر الأفوه الأودي وهو شاعر جاهلي يعده المؤرخون من أقدم من قصد القصائد *، قوله :
مِنْ كلِّ بيضاءَ كنانيِةٍ
أو عاتِقٍ بَكْريَّةٍ غَيْطَمُوْسْ
أو حُرّة ٍ جَردَاءَ مَلبُونَةٍ
أو مُقْرَمٍ في إبْلِهِ عَلطَمِيْسْ

قال د. محمد التونجي محقق ديوان الأفوه الأودي: ( غَيْطَمُوْسْ لم نجدها في المظان)

قلت : نعم ، فلا ذكر ل (غيطموس) في كل المعاجم ، ولعله تصحيف وقع فيه المحقق والصواب عيطموس.

2. ما ذكره الصاغاني في العباب الزاخر حول عطروس :
(ابن عباد: عطروس في شعر الخنساء لم يفسر، في قولها:
إذا يخالف طهر البيض عطروس
قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجد للخنساء قصيدة ولا قطعة على قافية السين مضمومة من بحر البسيط مع كثرة ما طالعت من نسخ ديوان شعرها.)
فإما أن يكون من شعر الخنساء رضي الله عنها في الجاهلية وفقد ، وإما أن يكون لغيرها ممن عاصرتهم ، فهو قديم في كلا الحالين .
.............
ذكر محمد التونجي في مقدمة ديوان الأفوه الأيدي ، ص : 26 ، :
(يعد الأفوه الأودي من أقدم شعراء العرب . وقد اختلفوا في تاريخ وجوده حتى أوصله بعضهم إلى زمن السيد المسيح ، وهذه مغالاة ، ........ ، على أن المؤرخين المعقولين يجعلونه من زمن الجاهلية القريبة .... )






وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا