من سوء حظنا نحن العرب .. أننا نفهم في كل شيء .. ونتحدث بكل شيء عن كل شيء !!
لا بل ندعي أننا نفهم في كل شيء
و نتصنـّع الفهم في كل شيء !!
فما أن يسألنا أحدهم عن مكان ما .. نتبرع أن نعطي كافة المعلومات التي نعرفها
والتي لا نعرفها !
ليس في الأمر لغز ..
إنما هي الحقيقة
حتى في المسائل الفقهية التي لا تحتمل التخمين ، نتبرع بالجواب والإفتاء من غير علم
وما أن يسألنا أحدهم عن أي شيء .. فإننا نجاهد في أن نرد بأي شيء
المهم أن نقول شيئاً ، يعني ذلك أننا نخجل من جملة ( لا أدري )
تعالوا بنا إلى الغربيين ..
من السهل جداً أن يقول أحدهم ( لا أدري )
حتى ولو كان أستاذاً جامعياً
ثقافة ( لا أدري ) نخجل منها ولم نحاول مرة أن نرد بجواب ( لا أدري )
لأننا باختصار فلاسفة فقهاء جهابذة علماء
ما شاء الله علينا ..
نعرف كل شيء عن كل شيء
وهذا على سبيل المثال لا الحصر :
في لقاء عابر مع فنانة تغني ( الهشك بشك ) فقط
ولا تعرف من الدنيا إلا كيف تتراقص أمام الميكروفون وتتلوى كالأفعى
يكون لها النصيب الأوفى - طبعاً - في وسائل الاعلام .. والمذيع الفهمان يسألها عن كل شيء
حتى يبدو برنامجه مثل سفرة طعام شهية تكتمل فيها كل العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم
لا يتورع في أن يستفتيها في مسألة فقهية عجز العلماء عن الفتوى فيها أو يخافون من الله تعالى أن يخوضوا بمثل هذه الفتاوى ..
لكنها - ما شاء الله كان - تفتي على أنغام ( الهشك بشك ) لأنها لا تعرف سواه
فيتراقص الجمهور طرباً
وغيرها الكثير من هذه المشاهد ما لا يحصى ولا يعد
فهلا حاولنا مرة أن نقول ( لا أدري ) ؟!!
هذه العبارة تذكرني بعبارة أخرى تقول :
تعلم لا أدري ولا تتعلم أدري .. فإنك إن قلت أدري سألوك حتى لا تدري
وإن قلت لا أدري .. سألوك حتى تدري !!
مع التحية ... ناريمان