عرض مشاركة واحدة
قديم 07-19-2011, 11:07 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اقتباس من الاستاذ محمد سالم العمري:
"ينتهج هذا الطرح في مقالتك بعدا دلاليا يؤشر على مجمل الأطروحات التي صيغت حول وضع تعريف ابستمولوجي لمنحى العبقرية في الذات الأنسانية .. غير انه _ أي المقال_ يحمل تأشيرا يمثل الدافع أو المسبب للنتاج العبقري وإذا أمكننا الأتفاق حول أن هذا الطرح يشكل وجهة نظر لا حكما قيميا فيمكننا الأستدراك بشواهد تاريخية تنتمي في سياقها لغير الوجهة التي إقترحها مقالك المستنير مع أنني أتفق تماما مع أن النتاج العبقري في مجمله نابع عن عوامل نقص تعتري الشخص كالتشوه الخلقي والأمراض المزمنة والأحساس المفرط بالعجز وعدم القدرة على التفاعل الأجتماعي وما إلى ذلك..وتأكيدا سيكون من بينها عامل الحرمان الأسري المتمثل بفقد الوالدين.
ولعل منهجية كارل غوستاف يونغ في تفسير النتاج العبقري والتي تقسم الدماغ إلى أربع محاور
هي : الوعي واللا وعي والأحساس والشعور وأن النتاج العبقري أو ما يسميه بالحالة المتجاوزة للتفكير ناتج أصلا عن حالة تداخل وتشابك بين هذه المحاور وبهذا فأنه يؤطر الفعل الخلاق بماهية قدرة الشخص على فتح قنوات إتصال بين هذه المحاور. ليس هذا تحليل لمقالتك أو إستدراكا عليها بقدر ما يؤكد أهمية الموضوع وضرورة دراسته من جوانب عدة. دمت رائعا كما أنت وتقبل مروري المتواضع"
- اشكرك على هذه المداخله المهمة.
- طبعا كان لا بد من التعريج على كل ما طرحه الاخرون حول مفهوم العبقرية حتى يتعرف المتلقي على ذلك التراث قبل الانتقال للحديث عن التفسير الجديد للعبقرية.
- فيما يتعلق بكون المقال وجهة نظر..هو حتما ليس وجهة نظر كونه خلاصة دراسة احصائية على عينة محددة ومحايدة ( الخالدون المائة كتاب مايكل هارت وهي منشورة في منبر الدراسات النقدية) وهذا الاسلوب من البحث اصبح مقبولا ومعتمدا منذ زمن بعيد على انه اسلوب علمي يمكن الاعتماد عليه في التوصل الى استنتاجات ترتقي الى مستوى الاستنتاجات العلمية التجريبية ولذلك هو حتما لا يمثل وجهة نظر.
- ربما ان كل ما سبق هذا التفسير للعبقرية يمثل وجهة نظر بما في ذلك طرح ( كارل يونغ) الذي اعتمد في تفسيره للابداع والعبقرية على نظرية الحجرات الوراثية archtypes والتي لا دليل عليها وعلى صحتها، وهي مجرد اجتهاد حاول ان يأتي بجديد مغاير لاستاذه فرويد الذي هو ايضا بنى نظريته في التحليل النفسي على افتراضات لم تقم على اسس علمية ولا حتى احصائية وانما مجرد انطباعات ذاتية ومن هنا نجد بأن فرويد قد أخطأ في تحليل مريضته Ann O واعتبر ان مرضها النفسي نتج عن الخلل في العلاقة الجنسية مع والدها الذي توفي وعمرها 8 سنوات ولم يخطر في ذهن فرويد ان السبب الحقيقي هو الموت بذاته وصدمته واثر تلك الصدمة على كيمياء الدماغ، وليس ما نتج عنه من خلل في العلاقة الجنسية المفترضة ( عقدة الكترا) بحد ذاته وما يتركه الموت من اثر في زيادة حدة الطاقة في ذهن الذي تصيبه مصيبة الموت. بينما نجد ان ادلر وهو تلميذ اخر من تلامذة فرويد كان اقرب الى فهم سر الابداع والعبقرية من خلال طرحه لنظرية التعويض ولكنه على ما يبدو اقتصر في بحثه ونظريته على الاعاقات الجسدية والحواس ولم يدرك اثر اليتم الذي يؤدي حتما الى اعلى حالة من حالات الابداع وهو الانتاج العبقري وفي ذلك يكمن سر العبقرية.
ومن هنا اعود للتأكيد بأن المقال لا يمثل وجهة نظر وانما دراسة بحثية تعتمد الاسلوب الاحصائي في البحث والخلاصة هي نتيجة لتحليل تلك المعطيات الاحصائية.

ونجد ان احد الفلاسفة المعاصرين وهو الفرنسي ميشيل انفري قد سخر وقت طويل لدراسة طروحات فرويد وخلص الى نقض هذه الطروحات من خلال كتابه "افول صنم" وخرج بنظرية بديله تقول ان الابداع يعود الى كيمياء الجسد، ولكن ما قدمته انت من شواهد ظاهرة للعيان ( عوامل نقص تعتري الشخص كالتشوه الخلقي والأمراض المزمنة والأحساس المفرط بالعجز وعدم القدرة على التفاعل الأجتماعي وما إلى ذلك..وتأكيدا سيكون من بينها عامل الحرمان الأسري المتمثل بفقد الوالدين) يشير الى عدم صحة نظرية ميشل انفري ايضا، ولو دققنا لوجدنا ان ستيفن هوكنكس Stephen William Hawking مثلا صاحب نظرية الثقوب السوداء، والذي يعتبر معاق بنسبة 100% ولا يعمل فيه الا عقله.. يخرج علينا كل عام بنظرية اكثر عبقرية واذهال مما سبقها من استنتاجات.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%81%D9%86_%D9%87%D9%88%D9%83% D9%8A%D9%86%D8%AC

وهذا مؤشر بأن طرحي القائم على ان الابداع ناتج عن ازدياد حاد في كيمياء الدماغ وليس كيمياء الجسد وما يتبع ذلك من زيادة في نشاط لدماع... هو البديل الموضوعي والاحدث في مجال تفسير العبقرية وكما هو مشروح في المقاله اعلاه.

واخيرا اسعدني مرورك وتفاعلك مع الموضوع.. وقد اغناه فعلا. شكرا جزيلا..

للاطلاع على الدراسة الاحصائية حول العلاقة بين اليتم والابداع في اعلى حالاته (العبقرية) انقر هنا لطفا:


وهنا ايتام مبدعون: