محطاتٌ نائية
(1)
صليل
صليلُ الحسامِ يبرقُ في خشوعٍ
والحلمُ كأجراسٍ مطاردةٍ تحشرجُ
في ضفافِ المشانقِ
والزيتونُ بوأتُه الجبلَ يجهضُ
بشذاهُ شفتيَّ المولعتين بالانبهارِ
(2)
ملامحُكم
ملامحُكم هجعَتْ لِرائيها
يا جبالاً من نجوم كاذبة
تشهقُ كالمهورِ المنكّسةِ
رؤوسَها تغثو المللَ المكسوَّ بالغلِّ
(3)
عيناك
عيناك تأسراني بسلاسلِهما
الغافيةِ والدافئةِ كالصفصافِ
كطعنةِ سكينٍ صفراءَ
تمطرُ رصاصاً فتنتشي بالآلامِ
يثلمُ الصقرُ ضوءَها المصدَّفَ
ومغرورقتان بالمآسي
يرمقهما قلبي دونما تخاذلٍ أو مللٍ
يا ذاتَ الضفيرةِ القانيةِ الغليلِ
يتدفّقُ ثغرُ مجدِكِ متجمِّلاً كخنجرين
يغطُّ في شراعِ سفينةٍ
(4)
توسّل
أتوسّلُ الحطبَ المعطّرَ كحلزونياتٍ
كثيفةٍ نحوَ مداراتِ البؤبؤِ وخائنةِ الأعينِ
لتدق رأسَ الزنبقِ فتذروه هشيماً
وصريرُ تفاحِكِ وَجيبُ امرأةٍ
يتكاثرُني كما الزيفِ
وعروقِ النخيلِ أوردَتِي
(5)
سئمتُكَ
سئمتُكَ يا سيّدَ الاستعاراتِ والتنكّرِ
والانكسارِ والهزائمِ
يا إمبراطوريةً فجائيّةَ التكوينِ
الحدأةُ ترفرفُ على قوائِمِكَ المسوّسةِ
فكم تشتهيكَ عفناً
وكم سئمتُك يا سيّدَ الانحطاطِ
والاصفرارِ والانحلالِ والفِتَنِ
حسن الشيخ ناصر