عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2020, 12:56 PM
المشاركة 3
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مع مصــــــطفى محمـــــــود .. الحلقة 2
ننتظر باقي الحلقات ،،
مع الشكر سلفا
---------------------------------------------------------------------
س : ألا تعتقد أن تفسيركم لما فى الجنة من أنهار العسل واللبن مختلف الطيبات بأنها مجرد رموز يمثل صدمة خصوصا بالنسبة للفقراء الذين يعيشون على أمل التمتع فى الجنة تعويضا عن الحرمان الذى وجدوه فى دنياهم ؟
_ أنا لم أنكر اللذة الحسية والمتع الحســية فى الآخرة ، وإنما قلت بأن هذه اللذة الحسية لا أحد يعرفها تفصيلا . فليس العسل المحكى عنه فى القرآن هو العسل الذى نعرفه ، ولا اللبن هو اللبن ، ولا النساء هن النساء ، وإنما هى درجات من اللذة هى بالنسبة إلينا غيب ، كأن يقول فنان مثلا :
كانت امرأة جميلة كالضياء
إن الفنان هنا يروى حلمه
ومثله الأعلى ، وبالمثل يمكن أن تكون الجنة ولذتها هى من نوع هذه المراتب العليا التى لا نعرف لها مثيلا على الأرض . وأذكر أيضا أنى قلت إن نعيم الروح درجات يبدأ من المتع الحسية ويرتفع حتى يصل إلى مقام الأنبياء الذين ينعمون بالله ذاته وبجمال وجهه وبحضرته الجلالية وفى ذلك يقول القرآن عن الرجل التقى أنه :
" فى مقعد صدق عند مليك مقتدر "
فهنا تجد أن الجنة هى الجوار المطلق للحضرة الإلهية وهو أقصى ما يمكن أن يتصوره الإنسان من سعادة ولا يجب أن نفهم من القرآن أن آياته نزلت لإشباع أحلام الفقراء وإنما القرآن يقدم لنا منتهى العلم .