عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2014, 10:53 PM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم و رحمة الله

شكرا للدكتور زياد الحكيم على ترجمة هذا النص القصصي لأنطون تشيخوف ، وجعله في متناول المنابريين ، و ما يتيحه لهم من تلمس الأدب الروسي و تعرف بعض أعلامه ، وتوسيع دائرة المدارك ، و تنويع مشارب الثقافة والإبداع .
شدني الحوار حول النص الذي يتناول فيه الكاتب بالنقد حالة الشباب الروسي في الحقبة القيصرية ، وذلك بتناوله لحالة "ميتيا كالدروف" ذلك الشاب السكير الذي جاء بعد منتصف الليل وقد تمكن منه السكر حاملا صحيفة تناولت حادثة سير ، كانت تصرفاته سببا في وقوعها ، ليعلن النصر و الفرحة لوجود اسمه في الجريدة وانضمامه إلى لائحة المشاهير .
النص يضع تحت الضوء السكر كجنون يفتك بالشباب ، وينتقص من مسؤوليته ، فنلاحظ أن الشاب ، لا يملك مسكنا وهو موظف ، ولا يزال يعتمد على اسرته في إيوائه ، ونلاحظ كيف قض مضجعهم وهم في حاجة إلى الراحة ، كما نلاحظ الأم و هي تبتهل طمعا ورغبة في انقاذ ولدها من هذا الجنون .
لكن ما يأخذني أكثر في هذه القصص هو درجة التطور المجتمعي عند هؤلاء و الأمر يتعلق بالقرن التاسع عشر ، كيف عالج الأب الموقف بهدوء ، الأخت كانت تقرأ رواية ، الأطفال يذهبون إلى المدارس ، انتشار الجرائد ، الأب يضع نظارتين ، الأب يقرأ ، الأطفال يرتدون ثياب النوم ، الشرطة حررت محضرا ، عرض المصاب على الطبيب ....
من حيث تطور القصة ، أعتقد أن القصة الكلاسيكية تبقى رائدة رغم كل التطور الذي عرفته القصة ، فهناك تناول للزمان و المكان بقوة ، هناك بناء للشخصيات ، هناك حدث رئيسي و أحداث جزئية ، هناك نهاية قوية .....
فلو أخذنا النهاية المفتوحة في هذا النص جاءت على نفس سلوك البداية ، بل ازداد الحماس و الاندفاع ، وضع قبعته بعد منتصف الليل ليعيد نفس القصة مع الأسر الأخرى الصديقة . و هنا يتضح إصرار القاص على نقد هذا التصرف بجعل البطل يتمادى في غبائه و جنونه .