عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2017, 12:26 AM
المشاركة 8
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


الاستاذ صابر تحيتي لك ,,,
فكرة راائعة ,, كم اتمنى ان يزدهر هذا المنبر بالابداع و يعج بالكتاب

ساشارككم هذه القصة و التي اتمنى ان تنال اعجابكم ، سانتظر منك التقييم استاذ


حلـــــم العودة ...



وقفَ على ردهات تلك الأزقة الضيقة التي احتضنها البؤس من كل ناحية، عاد اليها من الجزائر بعد سفر طويل إلى حيث صَرخَ صرخته الأولى في ذلك المخيم و احتواه قلب أمٍ تقطع كبدها على فقدان ابنيها في غارات القتل خارج القانون و الشرائع في جنوب لبنان، فلم يبق لها من الحياة الا عين واحدة هي عينه التي ترى بها و قلبٌ هو قلبه الذي يخفق بحبه في الحضور و الغياب.
مشى يعيد للذاكرة شريطها.. أول مدرسة انتسب اليها، صديق طفولته الدمشقي الذي عرفه وعانق أحلامه، يغازل تلك الأمكنة التي التقى فيها بتلك الفتاة المزهرة التي عرف معها أول لحظات السعادة بين تلك الأبنية الرثة حيث احتضن الحب يد الشقاء و سار به الى حيث تنتهي كل نواميس الأسباب و تتجلى خيوط القدر مكشره على انيابها تفتك بكل مَنْ تُسول له نفسه كسر طوق الموت المحكم على رقاب المشردين الذين يحلمون بالعودة الى الوطن.
كان عليه أن يقول للعالم الذي يتلذذ بعذاباته، لقد فَشِلْتَ أن تأسرني في مساحة ضيقة ليلتهمني الإهمال و يَقضي على بقايااحلامي الفقر و اللامبالاة.
لقد فَشِلَتْ كل تلك المظاهر العابسة المُطْبَقَةعلى قلبٍ هَطَلَ عليه مطر الحب و نما في جوانحه و ترعرع، كانت تلك الجملة التي همست بها عبير في أذني كافية ان تغير مجرى حياتي ..
اذهب يا محمد الى حيث الحياة و دعني هنا لأموت و جسدي ..سأعتني بوالدتك في غيابك ما استطعت لذلك سبيلا.. اصنع نفسك و عد إليْ حيث روحي التي ستنمو كزهور النرجس الذي يتدفق اليها الحب كالسواقي من كل مكان، ستجدني عروسا اجمل من كل تلك الصبايا التي تلتقي بهن في الصالات الفاخرة و المطارات..
عُدْ فإني سأنتظرك..
قال لها و هو يودعها ..
لا ادري كيف يبدو شكل الحب وحياتي بعدك يا عبير ؟
و عاد إليها بعد سنين الدراسة الجامعية و الامل يحذوه و الوفاء يقوده ..لكنها فقدته الى الابد ...
لقد سقط صريعا على أبواب المخيم حين قادته أقداره في يوم العودة إلى أتون معركة حمى و طيسها و اشتد ت حمية الانتقام بين مصاصي الدماء و تجار النكبة في سوريا الحبيبة.