عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2011, 07:41 PM
المشاركة 208
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (42)




هَاتِي يَدَيْكِ




أحبُّ عينيكِ يُغريني بريقُهما
إنِّي بليلِهما أيقظتُ أحلامي


إذا نظرتِ إلى عينيَّ طالعَني
وجدٌ تألَّقَ في شعري وأنغامي


فأسهرُ الليلَ مجنونَ الرُّؤى أَرقاً
أَملا كؤوسَ الهوى من دَنِّ أوهامي


أعاتبُ السِّرَّ إنْ نامتْ كوامنُه
وأنفضُ النومَ عن جُرحِ الهوى الدامي


* * *

حبيبتي .. هل سألتِ الليلَ عن سهري ؟
وبسمةَ الفجرِ عن شوقي وتَهيامي


فلو سألتِ مناديلَ الهوى نطقتْ
وأخبرتكِ بأنِّي نَهْبُ آلامي


وحدَّثتكِ بما ألقاهُ من شغفٍ
فكلُّ خيطٍ بها من نَسْجِ نمَّامِ


كأنَّني وهوى عينيكِ يجذبُني
طفلٌ يحاولُ أن يمشي بإقدامِ


يخشى السقوطَ ويمضي من سذاجتِه
يعاقبُ النفسَ إنْ همَّتْ بإحجامِ


* * *

حبيبتي .. يا جنى عمْري الذي نضبتْ
منه المواسمُ في روضِ الهوى الظَّامي


إنِّي أخافُ ثواني العمرِ تأكلُها
عقارب الوقتِ تمحو كلَّ أرقامي


وأنتِ بسمةُ زهرٍ في تَفتُّحِهِ
ونفحةُ الوردِ مزهوَّاً بأكمامِ


هاتي يديكِ تعالي نختلقْ سَبَباً
يُبرِّرُ الوصلَ أو نَفنى بآثامِ


إنِّي صُلِيْتُ سعير الهجرِ أحرقني
من كنتُ أهواهُ إمعاناً بإجرامِ


وجاء حبُّكِ يُطفي النارَ في كبدي
يروي غليلي ويشفي كلَّ أسقامي


فأزهرَ العمرُ يا عمري بروضِ هوىً
يحنو عليَّ لقد جدَّدْتِ أيامي


وقد رجعتُ ربيعاً دائماً وزهتْ
فيَّ الدماءُ وصارَ السَّعدُ خَدَّامي