عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2016, 09:15 AM
المشاركة 54
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ يزيد
مرحباً بك من جديد

اتفق معك بان النظام العالمي وفي محاولة مستميتة للحفاظ على الوضع القائم status qou قام فيما سبق بعدة ثورات استباقية او ايد قيام عدة ثورات استباقية بعد ان يكون قد هيئ البديل لاستمرار مصالحه .

وهذا ما حصل مع الشاه والسادات ولكن ثورات الربيع العربي امر مختلف وقد جاءت لاسباب محليه اقتصادية واولا وعلى حين غره ومفاجئة للدوائر المختصة في دول المحور التي تدير النظام العالمي

وعندها هبت تلك الدول والقت بكل ثقلها لإفشال الثورات التي كانت تهدد بالخروج من بيت الطاعة ولو انها ضمنت الولاء على نفس النهج القديم من النظام الجديد كانت ستدعمه بكل قوة وهذا ما يحصل في تونس الان.

بينما ويمكنك ان تراقب معي بانهم سيدفعون الامور باتجاه تغيير اخر تحت مسمى ثورة تصحيحية في مصر قريبا جدا لان النظام حرق كل اوراقه هناك فقطع مثلا كل السبل للتصالح مع الاخوان وهذا خطأ جسيم ومصدر قلق لهم لا يمكن السكوت عنه.

والأزمة في مصر كبيرة ومؤشراتها واضحة من حيث الفشل الاقتصادي والعجز المالي وانخفاض قيمة العملة وارتفاع الأسعار ولا افق بتحسن الامور في المدى المنظور

ولو ان النظام العالمي وجد في الثورة المضادة انها تحقق مصلحته لكان مول النظام من خلال برامج الاستثمار والمساعدات وما الي ذلك ولكان دفع الدول القادرة ومنها الخليج وتلك التي تدور في فلكة للتمويل لانقاذ الموقف

لكنه وجد حتما بان هذا النظام لا بد ان يكون انتقالي ولا يحقق مصالحه وان الأوان ان للاتيان بنظام اخر يطرح نفسه على اساس انه يحقق المصالحة الوطنية فتنشأ حكومة على شاكلة ما جرى في تونس...

وهذه ستعد ثورة استباقية لانه لا يمكن للأمور ان تستمر على ما هي عليه والمؤشر على ضخامة الأزمة ما ورد في خطاب الرئيس الاخير حتى انه يعرض نفسه للبيع تصور مدى الازمة التي وصلت اليها الامور وما كانت الامور لتصل الى هذا الحد لو انهم راضين عنه

اذا مشكلة الثورات العربية انها تواجه الاستعمار بكل جبروته ودوائر تخطيطه وذلك يجعل نجاح الثورات غير المرضي عنها ولا تدور في فلك البنك الدولي او لا تدخل بيت الطاعة مهمة مستحيلة
فلا توجد دولة حاليا قادرة على البقاء مستقلة بحالها حتى ان الدول العظمى من النواحي الاقتصادية ما تلبث ان تقع في أزمة اذا ما تبنت دول النظام العالمي مقاطعة لتلك الدول وهذا ما حصل مع روسيا فكيف اذا ستتدبر دول إفريقية حالها ؟

والمشكلة ان الواقع مر ويشكل ارض خصبة لتحريك ازمات فإذا ما حاول النظام الخروج من بيت الطاعة يتم إشعال النار في الهشيم وما سد اثيوبيا عن ذلك ببعيد واللعب على الانقسامات الطائفية أيضاً
وعليه اذا لم تندلع حرب عالمية ويحدث تغيير في موازين القوى وبحيث يفقد النظام العالمي القائم توازنه وسيطرته على الدول الصغيرة قبل الكبيرة فلن يكتب النجاح لأي ثورة تحاول اقامة نظام خارج بيت الطاعة

وهذا احد الاسباب التي أسقطت حكومة الاخوان في مصر لانهم وضعوا خطط تنمية مستقلة وأرادوا ان يزرعوا وأرادوا ان يأكلوا مما يزرعوا وأرادوا ان يصنعوا ويستقلوا فتالبت عليهم الدول لان ذلك يتناقض مع مبادي اقتصاد السوق والبنك الدولي والنظام العالمي القائم

ان اي حاكم يعتقد انه يستطيع ان يمسك العصا من النص او انه يستطيع ان يتصرف باستقلالية عن سياسات البنك الدولي سيجد نفسه بين عشية وضحاها خارج اللعبة وهو حتما واهم وستجد انهم سيشنون عليه حملات تظهره على انه فاقد لعقله اقل ما في الامر ثم تبدا مسرحية اسقاطه التي يرحب بها الناس لانهم برمجوا على ان يعتقدوا بانهم يتخلصون من عبئ عليهم

اما دول الخليج فما كان ليحدث فيها ثورات بسبب طفرة النفط والوفرة الاقتصادية والخطر يكمن في ان يكون انخفاض سعر النفط بهذا الحد هادف الي ايقاع هذه الدول في ازمات اقتصادية طاحنة لتتوفر ظروف الثورات الاستباقية حتى لا تخرج الامور عن سيطرة القوى الاستعمارية وكما حدث في دول الربيع العربي

لانهم اذا استشعروا بوجود الخطر فلن يترددوا في استباق الامور

لكل ذلك اقول عظم الله أجرنا من وراء الربيع العربي في ظل نفوذ البنك الدولي والقوى الاستعمارية ولو انه يظل حلما جميلا




*