عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2021, 05:01 PM
المشاركة 3
حمزه حسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تأملات في المعرّي …… إهداء
هذه القصيدة إهداء مني للوالد الحبيب
مثلما طلبه منّي كهدية في يوم مولده
أرجو أن ينال رضاه ورضى القرّاء



أتحيا ولا نَجْلٌ هناك ولا عُرسُ
بلى أنتَ حيّ ليس في أمرِهِ لبسُ

تلمستُ إرشادي إلى حكمة الحِجا
فأدّى إلى استقصاء آرائِكَ اللَّمسُ

حنانًا رهينَ المحبسينِ ورحمةً
على الكون، قد أزرى بسكانِهِ الحبسُ

قتلتَ به الأشياءَ عِلمًا وخبرةً
فلم يُخفِ عنك اليومُ ما ضمَّهُ الأمسُ

أتيتَ بني الإنسانِ عن عبقريةٍ
يضيقُ عن استيعابِها الجِنُّ والإنْسُ

وغُصتَ بأسرار ابنِ آدمَ سالكًا
مجاهِلَهُ الشَّتَّى فأرهفكَ الحِسُّ

غرستَ بهم معنى الحياةِ سماحةً
وهل غيرُ هذا دون وحشتِهم أُنْسُ؟

وفَنَّدتَ بالرأي السَّديدِ مزاعمًا
مِن النّاسِ، لم تُشرقْ بساحتِها شمسُ

ولما نبا عنهم من الفهمِ ما نَبَا
تضاربتِ الآراءُ وارتطمَ الحَدْسُ

فَشَطُّوا، وأدنى ما رمَوْكَ بشَرّهِ
على جهلهمّ، هُزْءٌ برأيكَ أو بَخسُ

أناتُكَ أنّ القومَ شطّت حُلومُهم
ولو لم يكن هذا، لما فَسَدَ الغرسُ

وسِعْت صغار الطيرِ والوحش رحمةً
وضِقتَ فلم تظفرْ بها الخُرَّدُ اللُّعْسُ

أكنتَ ترى الأشياءَ قبل وقوعِها
فبادرَكَ الإشفاقُ أن يفسُدَ الجِنسُ

هو الفِكرُ إن ألقى على الغَيبِ ضوءَه
تكشّفَ حتى تستضيءَ به النفسُ

فتبصرُ بالإلهامِ ما غابَ دقةً
وتدركُ بالإيحاءِ ما دونهُ الهمسُ

سكبتَ على الغفران فيضَ بلاغةٍ
يَحار الحِجا فيها وآياتُها خُرسُ

تبوَّأْتَ في هذي القلوبِ مكانةً
مُهيأةً فانطقْ وإنْ صمتَ الرمسُ

لعلّ وراء الموتِ سرًّا كشفتَهُ
فآثارُنا علمٌ وما بعده طمْسُ

لقد كنتَ درسَ المعجزاتِ بأمَّةٍ
ونبراسها إذ يشهد الرومُ والفرسُ

وما زِلتَ تُعطيه لِمنْ ساغَ ذوقَهُ
أقبْلَ الرَّدى درسٌ، وبعد الرَّدى درسُ

إذا ثار فكرُ العبقريِّ تحطمتْ
مقاييسُ أهل الرأي وانكشفَ اللبسُ


ياسَمِين الْحُمود
ها هي فارسة المنابر قد وفت
فحلقت في سماء الشعر والقوافي
وسطرت معلقة المعري الكبير
هدية للقلب الكبير

معلقة نفخر بها أن تعلق على جدران منابر
ويفخر ممدوحها أن تعلق على صدر ذكراه
ويفخر بها الأستاذ ناصر أن يتقبلها هدية أنيقة منمقة رشيقة محلقة وقصيدة معلقة بحق

فهنيئا لكما ببعضكما
فقد قرأت هنا شعرا حقيقيا يناغم التراث بنكهة الحداثة
كلمات ومعنى وسبكا
مع الالتفات دوما للوزن الصعب والقافية الأصعب

هذا ما توقعته من ياسمين الشاعرة والإنسانة
وسنرى الكثير الكثير من هذا الجمال إن شاء الله تعالى

سعادتي بهذا المحفل الجميل والتحدي الرائع

أفواج زغاريد وياسمين
وتحيات وتقدير
وشكرا كثيرا شاسعا
وورود
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة