عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2011, 09:17 AM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قرءاه نقدية مغايرة لقصة "انتقام" لكاتبها مبارك الحمود

محاولة لفكفكة لغة القصة الكودية واستخراج عناصر الجمال منها:

حينما نتعمق في دراسة النصوص القصصيه لـلقاص مبارك الحمود نجد أن عقل القاص هنا يعمل خارج اطر السائد والمألوف وهو يرفض الخضوع للأطر والقوالب الجاهزة...فعلى الرغم انه يكتب قصة قصيرة باحتراف، ونجده يسخر لذلك كل عناصر القصة القصيرة، لكننا نجد في نصوصه ما يجعلها مميزه دائما وخارج الأطر التقليدية المعهودة...فهو مثلا يُقدم في كل مرة على تقسيم نصه إلى وحدات أو فقرات غالبا ما يفصل بينها بأرقام أو أحرف أو إشارات، رغم درايته بأن ذلك أمر غير مألوف في كتابة القصة، كما أننا لا نجد أن مثل هذا التقسيم يؤثر على وحدة النص أو استمرارية السرد، وهو ما يشير إلى أن الإضافة غير التقليدية، إما أن تكون مقصودة بهدف التدليل على محاولة القاص الخروج على الأطر السائدة، أو ربما أن مبارك الحمود يحتفظ لنفسه بما يبرر وجودها ... أو أنها تأتي كجزء من نشاط ذهنه الاستثنائي اثناء الكتابة الابداعية فتشكل جزء من اللغة الكودية التي يبدو أن نصوص مبارك الحمود تمتاز بها.

ونجد مبارك الحمود يتقن دائما اختيار العناوين لنصوصه، وغالبا ما يقتصر العنوان عنده على كلمة واحدة تكون غاية في الدلالة مثل ( عاطل ، المهلهل، المريض الخ..)، وهي هنا كلمة "انتقام"... وهي أشبه ما تكون بقنبلة ذهنية موقوتة تتفجر في ذهن المتلقي فور أن تقع عيونه عليها، فتثير في ذهنه الكثير من الدهشة والشد والاهتمام والصدمة والأسئلة وتخلق الاندفاع نحو الاستمرار في القراءة، فيندفع المتلقي لمتابعة القراءة لمعرفة محتوى النص التالي، ولعله يحصل على إجابات لتلك الأسئلة الكثيرة التي يجدها قد تدفقت فجأة في ذهنه مثل: من الذي سينتقم؟ ولماذا؟ وما سبب الرغبة في الانتقام؟ وكيف سينتقم؟ وهل سينتقم؟ وكيف سيحدث ذلك؟ وهل سينجح في مسعاه؟ فيندفع في متابعة القراءة ليجد بأن النص ليس بأقل اثراً من العنوان المشوق.

أما السمة الأخرى التي تمتاز بها نصوص مبارك الحمود فهي قدرته على رسم شخوصه باقتدار وبصورة تكاد تجعلهم أحياء... يطلون برؤؤسهم من بين السطور...هو لا شك قادر على معالجة البعد النفسي لشخوصه بحرفية...فيجد المتلقي انه مشدود للنص بصورة مهولة، يتابع تسلسل الحدث الذي يظل صاعدا في قوته وشده... وحينما نقترب من النهاية التي نتشوق لمعرفتها ونكاد نقفز لمعرفتها لنستريح او ندهش اكثر...نجده وقد فاجأنا بنهاية ملتوية غير متوقعه تترك أثرا مهولا ومزلزلا وغاية في الادهاش.

يتبع،،،