عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2011, 09:45 PM
المشاركة 543
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وديع صوالحة

معلم من زمن المدرسة والحزب

مهند مبيضين
سيرته تحكي قصة جيل بنى البلد وتشكلت من رحمه الطبقة البيروقراطية والنخبة الليبرالية والأفندية، سواء كانوا زملاء مهنة التعليم ام طلبة علم "بعضهم ابتعدوا عني، لكنهم عندما يلقونني يسلمون بكل ترحاب وودّ".
طلابه الذين درّسهم في عمان والكرك وغور الصافي ومعان والعقبة والسلط، هم الرصيد الذي يوصله تخوم الإيمان، ويشعره بأنّ جهده لم يضع سدى، فهو راضٍ "لأني تركت بذورا نبتت، وكان ثمرها جيدا"، ويزيد "أرى أني وضعت لبنة في بناء الشباب، نحن لم نكن ندرس اللغة الانجليزية فقط، بل كنا نقدم الفكر والتوجيه والنصح والثقافة".
نشأ ابو متري حياة طفولة مرة، فقد ذاق اليتم مبكرا إذ مات والده وعمره بعد ثلاث سنوات، ويقول "لا أعرفه الآن، وليس من صورة له، ولا اذكر صوته".

في ذاكرته ما يزال الفقر عالقاً "في الصيف كنا نعمل في النافعة –نقل الحجار للجماعة الذين يرصفون الطرق- وكانت الأجرة ليرة ونص شهريا"، إلى جانب ذلك عمل في سن الحادية عشرة في مطعم عند جسر المهاجرين "كنا ننزل من الساعة الخامسة والنصف إلى مطعم لواحد لبناني ونسلق الفول والحمص ونهرسه ونقدمه للزبائن".
عايش وديع متري حداد تاريخ عمان منذ العام 1945 وحتى اليوم، كانت الرحلة لعمان إثر الشُّح وقلة المال والحاجة للتعليم في آن، ولما لم يكن في مأدبا مدارس ثانوية والظروف الاقتصادية صعبة على الأسرة، رحلت لعمان وسكنت الأم والأخ خلف ووديع، في جبل عمان بجانب مدرسة المطران "كنا نطلع على الحاووز ونرمي الدلاء وننقل الماء للبيت".
بقي في الكرك حتى العام 1970 عندما تقاعد بعد ستة عشر عاما من التدريس "طلبت التقاعد من ذوقان الهنداوي يوم كان وزير تربية، وبدعم من داوود المجالي وافق ولبى الطلب".

عمل صوالحة بعد ذلك بحقل التأمين لخمسة أعوام، ثم لزم التفرغ للحياة العامة والكتابة غير المنتظمة والترجمة.