عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2010, 10:49 AM
المشاركة 6
هوازن البدر
أديـبة وإعلاميـة فلسطيـنيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
.
.






فِنجانُ قَهوتِها










تلكَ طاولةٌ
ثَمَّ في الجانب الأيسر المُتواري
عن العين أعرفُها قربَ نافذةٍ ربَّمَا هيَ تَعرفُني



كنتُ أقطفُ منها اشتهاءَ المَكان وأصرفُ عنىِّ اختفائي
أنا لمْ أكنْ أنتحي ذلكَ المقعدَ اللغويَّ بطاولةٍ تتقمَّصُ ذاكرةً لي
وتُلقي عليَّ التَّحيةَ. أذكرُ فنجانَ قهوتِنا. واحدا كانَ نرشفُه لنظلَّ قريبيْن منا
وكنا إذا الوقتُ يَرمُقنا باردا نَحتمي، نحنُ، بالنظراتِ إلينا، وفنجانُ قهوتِنا يَتثاءبُ فينا



أنِمنا ؟ أشكُّ. أفكُّ أساريرَ طاولةٍ ثُمَّ أشبُكُها بحرير أحاديثنا حينَ كنا اختلسنا بضحكةِ عُمريْن طاولةً ووضعنا بها أدواتِ الغيابِ، وفنجانُ قهوتنا ليسَ يظمأ إمَّا نمدُّ يدينا لنرفعَ ما كانَ حيثُ يَكونُ، ولكنْ إذا مرَّ ليلٌ بنافذةِ الليل واختارَ مَوعدَه لانصرافٍ أكانَ سَيسهُو عن الجانب الأيسر المُتواري عن الكلماتِ ؟




هُنالكَ طاولةٌ
ذاك فنجانُ قهوتِها
سَوفَ تأتي، إذن، لتُسِرَّ إليَّ بدهشتِها
إذ ترى أنَّ فنجانَ قهوتِها لمْ يُغادرْ، وإذْ تَتناولُه / تَتناولُني ضاحكه



لستُ أدري، ولكنْ أكنا هُناكَ ؟ رأيتُ أنا شَبحيْن لنا واقفيْن هُنا يَضحكان، ولا طاوله ..





.
.
الحرفُ يتنفسُ هنـــــا ... رزمة كاملة من الإحساس ... ورشفة واحدة من فنجان ِ القهوة لاتكفيني ..ومن هذا الجمال لا يكفيني نَفَسان بل أكثر ...
كانت الصورة كالضباب في نهاية الشجن الجميل ...ولكن كانت أجمل لوحة ...
على طاولة الذكرى هذه وفنجان القهوة وتلك الأنثى الغائبة الحاضرة كلياً فيك ..
السيد الرائع ...
تنحني الحروف لكَ .. بارعٌ أنت ياسيدي ..
أحببتُ هذا الحرف ..
الهوازن ..

لا شيءيضاهي بزوغ الحب الصادق في قلب امرأة ..أمضت الكثير من الوقت راجفة على شواطئ الإنتظار..