الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2020, 09:15 PM
المشاركة 2459
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كشكول منابر
كثيرا من المنح هي بنات المحن ، وكثيرا من افراحنا المتاخره قدمت إلينا في اثواب الحزن والالم ، وكثيرا من الاحداث اعتبرناها مصائب للوهله الاولئ فبين لنا الزمن إنها على العكس واصبحنا نشكر ربنا عليها!
على سبيل القصص:
الشاب الذي كان يحب تلك الفتاة بشغف، وارد ان يتزوجها ، فرفض ابواه بشده ، فغضب وشن هجمة مشاعرية تجاه ظلم ابويه حينها ، والان بعد مرور السنين يشكر قرار اهله الصارم ، ويحمد ربه إنه لم يتزوج تلك الفتاة التي بان عوارها ، ولو تزوجها ممكن تكون حياته مسلسل اليم من المساوئ بعدما كشفت له التجارب وصهرت عمره الايام واصبح اكثر وعياً بأن تلك الفتاة لاتليق به ...
كنت اظن صديقي الذي قرر فراقي في ظرف كنت انا في اشد الحاجة إليه ، جرح لن يبراه الزمن ، وكسرا لن تجبره الايام، ولكن اكتشفت اليوم إن ذاك الفراق كان في مصلحتي من شتئ النواحي ، وجبرا من حيث لا ادري ، حيث قررت بعدها الاعتماد على نفسي اكثر من ذي قبل ، وترك لي مساحة فارغة من الاكتاف المواسية ، حتى نضجت بذاك الدرس ثم استويت صلباً ، والان اشكر الله إنه قرر فراقي ولكن بعد جملة من المحن تنكشف لنا استار الحياة عما مضئ لنا فيها من مواجع امطرتنا نعماً. ..
فكم مجداً غمس صاحبه في إنا المهانة والذل،وكم ذوا شان لاقئ من الحياة اصناف المواجع والمحن فقام بعد سقوط وضحكت تلك الاعين التي ادبتها الدموع والعبرات وصنعتها ليالي الفراق الكئيبة!
يوسف عليه السلام لاشك ارتاع وخاف وحزن على غدر اخوانه الذين ابتغوا موته وتمنوا فراقه ، وكلما تأملت في حال يوسف وهو في البئر طفلا صغير قد تلطخت ثيابه بالماء ، وجحظت عيناه من الخوف ، وتكالبت اوجاعة من القهر والحزن على مافعلوا به اقرب الناس إليه!
اقول سبحان الله لولا تلك الحوداث الاسيفة في بداية العمر لما كان يوسف في النهاية ملك معظم ، وسيد موقر ، ولولا تلك الدراهم التي بيع بها عبدا لما استطاع ان يوصل للعرش ملكاً عزيزا .
ولو خيروك اليوم ان تمر بذات الضروف اليوسفية لربما انتحر الكثير قبل الوصول لظنهم إن بعض المصائب هي كل الحكاية ونسوا إن الاقدار فصول علينا انتظارها..
يقول تعالى( (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
كثير من العظماء التحفتهم المحن وعلى قدر الاحراق كان الاشراق..
احمد بن حنبل خلدته الفتنة فتنة خلق القران التي تعذب فيها وذاق الويلات ثم كان الفرج والخلود حتى قيل : حفظ الاسلام بابوبكر يوم الردة واحمد يوم الفتنة فقرن اسم احمد باعظم رجل بعد الانبياء.
غاندي صنعته السجون والتمسك بالمبادي والعهود الشاقة لدرجة انه ترك كل شهوات نفسه وبذل كل شي في تحسينها وتعرض لمحن قاصمة وكبيرة فثبت حتى اصبح العظيم غاندي.
اثبت ولاتياس مهما كانت المشاق والاحزان كن يوسفياً بصبرك احمدياً بجهدك وحتما سوف تنال المراد لو بعد الف غصة وسوف يصفوا لك نهر الحياة بعد حين فلا تحزن إن الله معنا !
#عامرالعيص