عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2013, 11:00 AM
المشاركة 424
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان ننتقل للتعرف على عناصر الروعه في رواية- : 12ـ الخروف الأسود، للمؤلف أونوريه دي بلزاك.

- أونوريه دي بلزاك Honoré de Balzac (و. 20 مايو 1799 - 18 أغسطس 1850) روائي فرنسي، يعتبر مع فلوبير، مؤسسا الواقعية في الأدب الأوروبي.
- إنتاجه الغزير من الروايات والقصص، يسمى في مجموعه الكوميديا الإنسانية Comédie humaine، كان بمثابة بانوراما للمجتمع الفرنسي في فترة عودة الملكية (1815-1830) وملكية يوليو (1830-1848).
- وكان أونوريه دي بلزاك من رواد الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر في الفترة التي اعقبت سقوط نابليون وكان روائياً وكاتباً مسرحياً وناقداً أدبياً وناقداً فنياً أيضاً كما اشتهر بكونه كاتباً صحفياً وطابعة وقد ترك بصمة كبيرة في الأدب الفرنسي برواياته التي تتعدى ال91 رواية وقصص قصيرة(137 قصة) نشرت ما بين 1829 إلى 1852 وقد ولد في 20 مايو 1799، وتوفي في باريس 18 أغسطس 1850.
- وقيل بانه كان من مدمني العمل الأدبي مما اثر على وضعه الصحي (توفي في سن مبكرة عن عمر ناهز ال51 عاما)،
- وكان في حياته يعني من الديون التي اثقلت كاهله بسبب الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر التي غامر بالقيام بها، وقضى عمره فاراً من دائنيه مختفياً ومتقمصاً أسماء وهمية وفي منازل مختلفة، وعاش بلزاك مع العديد من النساء قبل أن يتزوج في 1850 الكونتيسة "هانسكا" التي ظل يتودد إليها لأكثر من سبعة عشر عاما.
- أونوريه دي بلزاك هي واحدة من أسياد بلا منازع من الرواية الفرنسية التي وجهها العديد من الأنواع : الخيال التاريخي / السياسي، مع Chouans، الرواية الفلسفية مع التحفة غير معروف، ورواية خيالية مع كدر بو دي لوس انجليس، الرواية الشعرية مع زنبق الوادي.
- لكن رواياته واقعية ونفسية أكثر مشهورة مثل Grandet Goriot وأوجيني، التي هي جزء مهم جدا من عمله أدت إلى tort7، وهو التصنيف التبسيطي لل"المؤلف واقعية" (8).
- عندما بدأ بلزاك الكتابة في الربع الأول من القرن 19 كانت الرواية والقصة الرائجة ينبغي أن تكون إحدى ثلاث: غرامية، أو قصة سوداء، أو فكاهة، فالأولى عادة تصور مغامرات غرامية لأبناء الطبقة الراقية، مع التركيز على المواعظ الأخلاقية، والمقابلة بين اللذة والفضيلة، والدأب على وعظ القارئات الشابات بأن سلامتهن تكمن في طاعة أمهاتهن والحذر من الغواية، مع استرسال في الأحلام والوهم، والقصة السوداء هي التي تعتمد على الحوادث الغريبة، الخارقة، والمخيفة، وتجري أحداثها عادة في الدهاليز والسراديب المظلمة، ولابد أن يكون في أبطالها عفاريت ومسوخ، وأرواح شريرة أو خيرة، ونفوس موتى تتقمص بعض الأبطال، أو تسكن في قلاع أو قصور مهجورة وتتميز بوحدة المكان الذي هو عادة قصر أو بيت مسحور أو مسكون بهذه الخوارق.
- أما القصة الفكاهية أو الساخرة فتعالج عادة هموم الطبقتين الوسطى والدنيا وتقوم على أساس المفارقات والمواقف غير المرنة والحيل اللفظية، والعقد، وغيرها من سبل السخرية وفنون الإضحاك.
- وهذه الأنواع الثلاث نجدها في الواقع تقتسم معظم إنتاج بلزاك، وإن كان استفاد في وقت مبكر من مقومات الرواية التاريخية كما أظهرها الأديب الاسكتلندي ولترسكوت الذي كان مدينا له مثل معاصريه بالكثير.
- إلا أن الحدود بين هذه الأنواع الثلاثة الرائجة وقتها، لم تكن واضحة أحيانا في بعض أعمال بلزاك، فمثلا في قصة "وريثة بيراج" تعود بنا أحداث القصة إلى القرن 17م حيث نجد مغامرا ايطاليا "فارس أحلام" يتزوج الفرنسية لويزدي بيراج ليستولي على ثروتها، فهذه قصة غرامية أولا، إلا أنها بسرعة تتحول إلى قصة سوداء، تدور أحداثها في قصر مسحور، يحاول المغامر الشرير استغلال معرفته بأسرار كثيرة وغامضة، إلى حين ظهور نفس خيرة، تخلص الفتاة الضحية من زواج الإكراه المفروض عليها.

- وهذا يصدق أيضا على قصة "كلوتيلد دي لويزنيان" حيث نجد الملك جانت هاربا من بلاده قبرص، ولاجئا بإقليم بروفنس الفرنسي، اثر صراعه مع قراصنة البندقية، وهنا يتآمر قرصان شرير لتسليمه إليهم، فيخف الفارس الكونت جاستون للدفاع عنه، لذا يقرر تزويجه بابنته الجميلة كلوتيلد، إلا أن هذه مغرمة بشاب وسيم، فترفض الزواج إلى حين تنكشف العقدة، وهي أن الكونت جاستون هو نفسه الشاب الوسيم، وهكذا تختلط القصة الغرامية مع القصة السوداء أيضا حسب معايير تلك الأيام.

- وتمثل قصة "كاهن الأردين نموذجا" فاضحا لهذا الاختلاط في أجناس القصص، إذ نجد شابا يجهل أبويه، فيغرم بفتاة، ثم يرجح أنها أخته، وللتكفير عن هذه الخطيئة يتجه للتدين، وفجأة يعثر على أمه وتخبره أن تلك الفتاة ليست أخته، فيترك الدين ويعود للحب، وهنا تبدأ سلسلة من الأحداث العنيفة المقحمة "إذ يظهر فجأة عدو لهذا الشاب هو زعيم القراصنة آرجو" ويقع الاختطاف ثم ينتصر المحبان، ويعودان للحب، بعد هزيمة "آرجو" هذه الشخصية العنيفة التي استعارها بلزاك من الشاعر الإنجليزي بايرون.

- وأخيرا سنضرب مثالا آخر هو رواية "الجنية الأخيرة"، وبطلها الرئيسي شاب يدعى "أبيل" يعاني من شغف شديد بصور الجنيات، ويستهلك وقتا كبيرا في تخيلها، فلما كبر فقد أبويه، ووقع في حب فتاة بائسة تدعي "كاترين" لأنها تشبه صورة إحدى الجنيات، وفجأة تغويه سيدة إنجليزية شقراء كانت شديدة الشبه بصورة لجنية يحتفظ بها، ولأنه ثرثار يخبرها بذلك، فتمسك الخيط من بدايته وتعلن له أنها هي تلك الجنية فعلا، وتتزوجه وفجأة يظهر المخلص خادم وسيم، يخبره بوفاة حبيبته كاترين، فيحزن، وعندما تهجره السيدة وقد ساء حاله، تنكشف العقدة يزيح له الخادم القناع عن وجهه فإذا به كاترين متنكرة، ويعودان للحب بعد انتهاء الكوابيس، وانتهاء دور الجنيات والأرواح الشريرة في الرواية.

- كانت بدايات بلزاك إذن مثل الكثير من معاصريه مليئة بالغثاثة والارتباك السردي، وكانت قصصه ورواياته تعاني الكثير من العيوب مثل ازدحام حشد غير معقول من الشخصيات الثانوية التي تصعب السيطرة على تنظيم أدوارها وأصواتها في حوارات قصة واحدة، من كاهن متحذلق لا ينطق إلا بالحكم والأمثال إلى خادمة جوفاء لا تعرف أن تمسك يسرا ولا يهدأ لها لسان، وغيرهم من شخوص يشكلون عبئا حقيقيا على الكثير من قصصه، وينخرون بنيتها من الداخل، وهو ما تنجم عنه قصة أورواية غثة، وحبكة مهزوزة غير متوازنة في نهاية التحليل.

- وبفضل تجربته المكثفة والمتواصلة في الكتابة اهتدى بلزاك في أعماله المتأخرة إلى تجاوز الكثير من هذه النقائص السردية، وقدم روايات أطول وأكثر انسجاما وتماسك حبكة، وهنا رست عبقريته على تأسيس بدايات الرواية الحديثة مع رؤية واقعية هي التي سيشتهر بها لاحقا، وسيشيد بها سانت بوفولامارتينوستندال، وفي مرحلة لاحقة سيفتتن بها مارسيل بروست، وهي التي يعود لها الفضل في ترسيخ اسم بلزاك في تاريخ الأدب الروائي العالمي.

- وأهم ما يميز هذه الواقعية هو القدرة على التقاط مشاهد الحياة العادية، وتحويلها الى أيقونات متناسقة لرؤية موحدة للحياة، مع تركيز خاص على القضايا الأخلاقية العاصفة التي كانت تهز المجتمع الفرنسي المفجوع بإخفاقات الثورة التي تحولت من حلم للملايين، إلى وحش هائج يأكل أبنائه، رغم الشعارات البراقة التي حملتها في البدء، فكان بلزاك بذلك شاهدا على عصر التحولات بين أحلام القرن الثامن عشر وكوابيس التاسع عشر، ورومانسيته أيضا، وهي شهادة ثمينة سجلت أكثر من مرة، وأخيرا جمعها في سلسلة من أعماله، دائم بينها بطريقة عجيبة، ونشرها في مجلدات أسماها "الكوميديا البشرية" تيمنا بدانتي، وأيضا فضحا لعصر دراماتيكي انقشعت فيه هشاشة وزيف الطبقة البرجوازية وحلم فاوست الذي استبطنته، واتضح فيه أن دعاوى عصر الأنوار كانت غير مضمونة النتائج، وبالتعبير عن هذه النهاية، نهاية الحلم، كان بلزاك يقف على شرفة حلم آخر هو الحلم الرومانسي بكل تفاصيله ولا واقعيته وهنا المفارقة.

- أما من حيث آليات السرد فإن القصص والروايات الأخيرة من أعمال بلزاك وأيضا "أوجين جراندة" تتوافر فيها حبكة متماسكة مع ميل إلى المنطق أحيانا، إلا أن ابتداعه لآلية "عودة البطل" أدت به إلى تعامل أكثر مرونة وتسامحا مع زمن السرد، ومع تراكم تجربته المكثفة أصبح من اليسير أن نلحظ لديه معظم بذور الرواية الحديثة، كما أن تجربته في كتابة "القصص السوداء" جعلت بعض قرائه يرون في بعض أعماله بداية تأسيس فعلي للرواية البوليسية التي ستزدهر بعده بزمن طويل.

- والحقيقة أن تضيف أدب بلزاك الروائي يحوي في حد ذاته أكثر من مخاطرة، فنظرا لكثرة وتنوع ما كتب من قصص نجد البعض يصفه كأب للواقعية، أو للرواية البوليسية، أو للرواية الجديدة، وغيرها ولعل السبب في ذلك أيضا أن المصنفين ينطلق كل منهم من جزء من أعماله دون جزء آخر، وهي أعمال غير متناسقة مع بعضها البعض، إن لم نقل إنها غير متكاملة وغير كاملة بطبيعة الحال شأن أي عمل أدبي.


================================================== ===========================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية تعرف لماذا هنا:


فيديو حول العلاقة بين اليتم والعبقرية.." نظرية تفسير الطاقة الابداعية "...



http://www.youtube.com/channel/UCHE0...gged_out_right