الموضوع: السِواك
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3074
 
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية

سعاد الأمين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
176

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
May 2012

الاقامة

رقم العضوية
11181
06-26-2015, 04:58 PM
المشاركة 1
06-26-2015, 04:58 PM
المشاركة 1
افتراضي السِواك


تحسست مؤخرتها، وتفقدت سروالها المهترئ بأصابعها المرتعشة،فتلوثت بالبرازالمتراكم، زحفت نحو حافة مرقدها ضجرة اوشكت أن تسقط على الأرض، وهى تمد كفها تتلمس كوب الماء فوق المنضدة العرجاء، سقط الكوب مندلقا، وأحدث ضجة، تحدث نفسها الكئيبة:
ــ تبا لي لقد تغوط على فراشي. فى هذه الليلة الباردة.
صوت مألوف اخترق طبلتي أذنيها وهى فى محنتها، محاولة أخفاء ما أحدثت.
ــ أين أنت ياعزرائيل ..هل نسيتها؟!
أسرعت بلف الغطاء حول رأسها، حتى لاتسمع المزيد من هذا الصوت القمئ الذي مانفك يوبخها كل شروق..متوغلا فى تلافيف ذاكرتها...إنه يرعبها..بنبرته ذات الصفير، منذرا بالآتي!
فى صباح البراز هذا كانت قد بلغت الخامسة والثمانين وخمسة أشهر وخمسة أيام وخمس ساعات.. منذ أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وأعلن ذلك ذات صباح بهيج، قذفها رحم أمها فكانت صرخة ميلادها،حدفها الزمن الغابر إلى سجنها سجن العمر الإجباري، لم ينبت رحمها بذورا من ثلاث زيجات..يائسة تحصي عمرها وتدعو الله:
ــ حذني إليك يارب.. وأرحمني...
تنظر إلى النافذة المحطمة منذ زمن بعيد،منذ تلك العاصفة الهوجاء. تحرك المعلقة داخل فنجان القهوة الصباحية..قدمتها لها مشمئزة تغطى أنفها بثوبها:
ــ لن أرى برازك بعد اليوم..
ــ أتغادرين بنيتي؟أنا آسفة كان البرد قارصا..الليلة الماضية..والظلام..
ــ ولا كلمة!؟عليك اللعنة
قذفت العجوز رجعات القهوة المرة، دفعة واحدة، فى جوفها الفارغ فاحترق!