هذه الشخصية التي ابتكرها الأديب العربي المصري . نجيب محفوظ .
والتي قدم دورها الفنان يحي شاهين -والفنان ومحمود مرسي لشخصية سي السيد .احمد عبدالجواد .. في الرائعة الثلاثية الشهيرة بين القصرين
حيث كانت تتصف بالجبروت والقسوة والسلطوية في المنزل والهادفة الى
تربية الابناء وتنشئتهم على القيم والادبيات الاجتماعية العصامية الشفافة
والمتعلمة المتحضرة . فيما كان سي السيد عكس هذه المعطيات خارج اسوار
المنزل . وقد يتجاوز الحدود وتصل لحد ممارسة كل ما هو ممنوع .ويتبدل اسلوبها
اي هذه الشخصية وتظهر معالم مختلفة مرحة فكاهية و شعبيات ومصطلحات مختلفة
والابتسامة والطرفة والظرافة
...وفي المنزل شخصية سي السيد غضنفر الشرس القاسي
العابس العبوس القمطرير ويتحدث بنظرته قبل لسانه ولا يسمح لاحد ان يضحك
او يتبسم الا بسبب واذن مسبق وايضا لا يسمح لاحد ان يصاب بداء الكحة . ومن ثم التشديد
والتشدد على التحصيل العلمي والاقتصاد ولا مانع من استخدام البخل كهدف
توفير وزُهد وخلافها . وكانت لهذه الشخصية المتباينة انعكاسات تربوية ونواتج
فيها المفيد ونقيضه . اما الان . لا نقول ان شخصية سي السيد اختفت او انتهى
زمانها . بل هي موجودة لكن بنظام مختلف يميل الى سلاسة
الاسلوب وقليل من الضعف ونسيان او فقدان الاسس التربوية واصطف مع بقية
افراد العائلة . ممسكا بيده هاتفه يتنقل بين اروقة التواصل الاجتماعي في صمت مطبق
وهمس مع الذات ومحاكات الحروف مع رواد واصدقاء الانتر نيت
بمعية ابتسامات لها اسبابها اما كردة فعل رومنسية او دعابة او التعمق وتقطيب
الوجه بسبب حوار ونقاش بيزنطي لا طائل منه . فاصبح سي السيد مشغول
سارح لاهي غافل دون متابعة ابنائه المراهقين والتحقق مما يتعاطونه من خلال
الاحتكاك مع اخرين بافكار غريبة ومفاسد ومنزلقات . والوحيدة المكلومة
زوجته . التي عانت وصبرت عليه حينما كان غضنفري وبعد ان تغيير واصبح ديجيتلي
تماثلي وانتقل الى اتش دي .وتعيش الزوجة في صمت وتقوم بنفس ادوارها
وبرامجها اليومية تبداء يومها من المطبخ وتنتهي من المطبخ .همها اسعاد
سي السيد ديجتل وابنائه .ولكن كما يقال شعبيا بالامثال . نوم الظالم عبادة
كونها بعيدة عن ازعاج وجبروت سي السيد وسلطويته . الا اذا . ركبت الموجة معهم
وتتعايش مع الاخرين عبر هذه الوسيلة . ولا نستغرب .