عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 08:02 PM
المشاركة 16
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الفصل الخامس
(أحمد في قلبي )


يوم جديد .. ,مع اطلالة شمسه صحوتُ أشعر بنشاط غير عادي
أنفض عن مخيلتي غبار المراحل الفائتة.. وأطليها بلون مغاير عن الألوان التي اعتدت أن أراها
فتحت عيوني على زقزقات العصافير تغني للأطفال الذاهبين في رحلة العلم والتعليم .. نهضت من فراشي وإذ بسماح قد صحت مبكرة تحمل نشاطها على كتفها لتكمل مسيرها
نهضت وغيرت ملابس النوم ورتبت سريري على جناح السرعة
وخرجت لأسمع زقزقات الطيور عن قرب ..
فالأطفال غادروا الى مدارسهم .. ولم يتبق سواي وخالتي

سارعت إلى خالتي أقبل يدها وألقي عليها تحية الصباح المفعمة بالأماني الطيبة .. وكعادتي .. كان علي أن أساعدها في شؤون البيت
فحُمْتُ هنا وهناك ..
وآثرتُ أن أرتّبَ غرفة أحمد .. أزين كآبتها بشيء من فرحي المتواضع
طاولة عرجاء .. تتكئ إحدى أقدامها على لفافة من ورق لتعتدل في وقفتها ..
وتستطيع حمل هذا الكم من الكتب والأوراق
رتبت الأوراق بعناية فائقة .. وبالغت في ترتيبها وكأنني جزعة من الاقتراب من فراشه
لئلا يأخذني الحنين الى رائحته ..
جلست على الكرسي المتاخم للطاولة المنهكة .. وأغمضت عيني أفكر
عندما اقترب مني ذات يوم يعرض خدماته القرائية علي
عندها دارَ شجار عنيف بينه وبين أخته سماح ..
فكل منهما يريد أن يكون له السبق في تعليمي حروف اللغة ..
واتفق كلاهما على أن يعلمني أحمد القراءة .. وتعلمني سماح الكتابة
وابتدأ الدرس ..
ويبدو أن أحمد لم يختر هذا الخيار عابثاً ..
ففي الدرس الأول .. قرأ لي حكاية حب جميلة
أحفظ منها ( أحبها .. وألهبت قلبه بصوتها .. أحب فيها حزنها .. ابتسامتها ..
كل شيء فيها
فكيف يعبر لها عما في قلبه ؟ ومتى يبوح لها بسره ؟
يخاف عليها .. ولا يستطيع أن يـُبين .. فحزنها الطازج يمنعه من التجوال في دمها ؟ )
أستذكر الحكاية .. وأتساءل .. ترى هل كان هذا مكتوب فعلا في الكتاب الصغير الذي كان يحمله بين يديه وهو يعلمني كيف أقرأ ؟
أم إنها مشاعره الحقيقية سجلها في مخيلته .. ونقلها إلى مسامعي ليختبر قلبي الصغير ؟؟
امتلأت عيوني بدمعها .. فرحاً .. وربما ترحيباً بقلب يزور قلبي لأول مرة
فتحتُ عيوني لأرى خالتي تقف أمامي ..
عدتُ وأغمضتـُها سريعاً لئلا ترى أحمداً يستحم بماء عيوني




........ يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف[/center]