عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2020, 11:22 AM
المشاركة 18
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: لســـــت وحــــدي ... رواية مسلسلة

( رحيل خالتي )

خرجت خالتي من الغرفة تطلب مني اللحاق بها لنشر الغسيل .. فتبعتها من غير كلام .. وساعدتها ..
وأكملنا عمل البيت سوية .. وخلال تلك الفترة تأخذني وإياها حوارات عديدة ..
بعضها له علاقة بأحمد ... وما أن تذكر اسمه وكأنني أنظر إلى وجهي وقد طفح الدم في عروقي يفضح ما في قلبي تجاهه
لم يخلُ لي وجه أحمد مفرداً حتى أراه عن قرب وأشبع رغبتي في التأمل في عينيه
ففي كل مرة يكون بالقرب منه واحداً من أفراد العائلة ..
آه .. كم أتوق للحديث معه عن قرب ..وأتحيّن فرصة الجلوس بمفردي ليكون أحمد رفيق أفكاري بل عنوانها
وتلك الفرصة لا تأتي إلا وأنا في فراشي ألقي القبض على الماضي الذي يحمل عنوان أمي .. وأتبختر في حاضري ( أحمد )
وذات مرة .. خلا الفكر إلا من أحمد .. لا أحد غيره يهيمن على مشاعري
تباً لي .. أعاتب نفسي بشدة .. ما هذا الذي تفكرين به .. ألا تخجلين من نفسك .. كيف فرغ قلبك بهذه السرعة من أمك ؟ وأردّ على نفسي المعاتبة : لا لا وألف لا .. لم تغادر أمي قلبي فهي منقوشة في شغافه بل هي القلب .. ولكن ..
أسأل نفسي : ولكن كيف ؟ وها هو أحمد يحتل مساحة كبيرة من تفكيرك ..
لم أحتمل هذا العتاب .. لأنه يحرمني من سعادة لم أعرف طعمها البتة ..
أزيح برأسي وكأنني أنفض عن مخيلتي هذا الحوار .. لأفكر في النوم .. وسرعان ما أغط في نوم عميق .. يكون أحمد آخر حلم تغفو على رؤياه أجفاني
لم تمض ساعة على نومي .. وإذ بأصوات تختلط ببعضها ..
أمي أمي ماذا جرى لك .. أفيقي ..
وزوج خالتي يصرخ ..اتصل بالاسعاف يا احمد هيا
الصغار صحو من نومهم على الجلبة التي حدثت بالبيت بعد منتصف الليل .. وهم يفركون أعينهم ..
خرجت من الغرفة أتساءل .. ماذا جرى .. مالك يا خالتي .. كانت طبيعية اليوم .. ما الذي حدث لا أحد يرد علي وخالتي شاخصة البصر لا شيء فيها يتحرك سوى نبض
هزيل ..
لحظات وحملوها هامدة إلى المستشفى .. لم أستطع مرافقتها .. فقد همس لي زوج خالتي : ديري بالك على الأولاد
انتابتني حالة بكاء مرّ .. فمشاهد جثة أمي عادت تحضرني وكأنها بالأمس مرضت
بالأمس تعذبت يالأمس صرخت بالأمس طرحت بالأمس ماتت
لملمت الصغار من شتاتهم .. وأعدت كل واحد إلى مكان نومه وأنا أعدهم خيراً بأن خالتي ستعود .. ولعله خير
جلست بمفردي أنتظر زوج خالتي وأحمد وسماح حتى شقشق الفجر ..
عادوا يحملونها على حمالة المستشفى وقد فارقت الحياة .. جلطة دماغية قاضية
أتت عليها فجاءت المنيّة تسبق كل احتمال
رحم الله خالتي سميحة ..
يتبع
تحية من ... ناريمان