الموضوع: المركا
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2018, 11:08 AM
المشاركة 27
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع قراءة معمقة لقصة المركا للقاص مبارك الحمود :

اقتباس " سحبه مسافة طويلة, وقدم الشيخ تنزف دما من طوق الحديد الذي حولها, غير الكدمات والرضوخ بكل جسده من الجر الشديد على الأرض, حتى لاح مع الأفق أنوار لضفة مدينة.. أوصله لمكان تنثال إليه المراكي من أماكن عدة, ينظر لها وهي تدخل إلى مصنع تدوير.. أصابه الرعب وهو يراها تلقي بنفسها إلى حاوية, وتتطاير أشلاؤها ونتفها الأسفنجية, حاول الانفكاك من السلسلة لكن بلاجدوى. ارتفعت يداه فجأة وبقوة إلى فوق ونزع بشته نفسه منه, نظر الشيخ منصدما إليه والبشت يطير بعيدا في الأفق كطائر أسطوري, قبل أن يدخل النشارة لتتفرقع أشلاؤه عاليا, ويعم بعدها صمت الصحراء المهيب".

-بدأ القاص هذه الفقرة الأخيرة بالحركة أيضا التي تعطي النص الحياة، وذلك بحديثه عن سحب المركا للشيخ مسافة طويلة، والحديث عن الدم يعني الإيحاء باللون الأحمر وهذه من المحسنات المهمة حيث يظهر النص وكأنه لوحة ملونة. لكن طبعة الحدث الدرامية ( شيخ تجره المركا مسافة طويلة وقدمه تنزف بسبب طوق الحديد وليس ذلك فقط بل تظهر عله كدمات ورضوض في كل جسده، كونه يجر بشدة على الارض) هو العنصر الاكثر تأثيرا هنا.

-يعود القاص لتحدث عن انوار لضفة مدينة وهذا يعني تسخير الألوان وفي نفس الوقت تسخير التضاد حيث ان ذلك الحدث جرى في الليل فكل ما أصاب الشيخ من تحطيم كان يجري في الظلمة.

-وفي حديث القاص عن إيصال المركا للشيخ الى مكان تلتقي فيه المراكي استثمار للتضاد حيث ان الوصول عكس الحركة والسحب. لكن استخدام كلمة تنثال توح بمزيد من الحركة فه تأتي مسرعة الى حتفها وليس ببطء.

-وفي حديثه عن (النظر) الى المراكي وهي تدخل المصنع ...هو ايقاظ لحاسة البصر لدى المتلقي حيث. وفي الحديث عن مصنع تدوير يعني مزيد من الحركة.

-وفي حديثه عن رعب الشيخ مما ينتظره في ظل ذلك الموقف استثارة لمخاوف المتلقي فيتفاعل مع النص في ظل ذلك الجو المرعب.

-وفي حديث القاص عن القاء المراكي لنفسها الى حاوية مزيد من الحركة. وكذلك في حديثه عن تطاير أشلاء ونتف المراكي الى أشلاء. وفي ذكره لكملة ( يراها ) استثارة لحاسة البصر وهو ما يجعل هذا المشهد الأشد درامية من بين مشاهد القصة كلها.
- وفي حديث القاص عن محاول الشيخ الفكاك من السلسلة تسخير للتضاد فهو مقيد ويحاول الفكاك، ونلاحظ ان القاص يحشد عن قصد كلمات عديدة ف هذه الفقرة تحتوي على احرف الهمس ( سحبه، مسافة، الشيخ، تنزف، جسده، الشديد، اوصله، بنفسها، اشلاؤها ، الاسفنجية، مصنع، السلسلة ).

- وفي ارتفاع يدي الشيخ فجأة وبقوة مزيد من الحركةـ وكذلك في نزع البشت لنفسه من الشيخ حركة.

-وفي نظرة الشيخ الى البشت وهو ينزع نفسه ايقاظ لحاسة البصر لدى المتلقي.

-وفي جعل البشت يطير كطائر اسطوري تسخير لمزيد من الحركة. وفي الحديث عن طائر اسطوري تسخير للاسطورة هذه المرة ولا شك ان غاية القاص هنا إكساب النص هالة اسطورية، مما يكثف من سحرية السرد وأثره وبلاغته.

-وفي حديث القاص عن يدا الشيخ وهي ترتفع تسخر لحاسة اللمس عند المتلقي.

-وفي دخول الشيخ الى المصنع لتتفرقع اشلاؤه مزيد من الحركة والاثارة والدرامية. وبعد حديث القاص عن الفرقة يعم الصمت واي صمت انه صمت الصحراء المهيب وبذلك هو يسخر التضاد في اعلى حالاته. وهو ما يترك ابلغ الأثر ف المتلقي.
يتبع..