الموضوع: المركا
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2018, 10:43 AM
المشاركة 26
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تباع قراءة معمقة في قصة " المركا" لمبارك الحمود :


اقتباس "في منتصف الليل شعر الشيخ بحركة بجانبه, أقرب للرجفة, رفع رأسه, ولم يشعر سوى بشيء يسحبه بقوة, وينطلق به إلى المساحة الشاسعة من الصحراء, كان المركا ينطلق بسرعة كبيرة, والشيخ ببشته يتخبط خلفه مستسلما, يمر به على الصخور والأشواك, ويكنس به الرمال..".

وفي هذه الفقرة السابعة يكرس القاص الحركة بشكل ملف. فبينما انهى الفقرة السابقة بحديثه عن نوم الشيخ، نجده يبدأ الفقرة هذه بالحديث عن شعوره بحركة بجانبه، وفي هذا ايضا استثمار للتضاد.

لكنه يركز على الحركة الباعثة على الحياة في النص، فبدلا من الحديث عن مجرد حركة عادية جعلها اقرب الى الرجفة، ثم يرفع الشيخ رأسه، ولم يشعر الا وبشيء يسحبه، اي مزيد من الحركة العنيفة هذه المرة، وكأنها سمفونية من الحركات، اولا حركة عادية ثم رجفة ثم يسحبه بقوة وينطلق اي كلمة تعني مزيد من الحركة، والمساحة الشاسعة في الصحراء تضخم حركة المركا التي تنطلق بسرعة كبيرة وهي تجر الشيخ ، وهو يتخبط وبشته يتخبط خلفه، والشيخ مستسلم لما حل به، وكلمات تجر ، ويمر ويكنس تكرس الحركة في الفقرة ايضا.

فهي اذا فقرة مفعمة بالحركة من اولها لاخرها، وهذا ما يجعلها مفعمة بالحياة.

وهنا يقدم لنا القاص حل جزئي للعقدة. فهو يخبرنا بأن تلك المراكي انما كانت تختفي بنفسها، ولم يكن احد وراء اختفاءها، فلا جريمة اذا وراء اختفاء المراكي، وقد جاء هذا التوضيح بعد ان المح لنا في فقرة سابقة ان المراكي تختفي في اوقات تختار بعناية مما جعلنا نعتقد ان كائنا ذكيا يقف وراء اختفاءها، وهنا يتأكد لنا بأنها المراكي نفسها، لكنه هنا يدخلنا في عقدة جديدة حيث يبدأ المتلقي يحاول فهم كيف يمكن لمثل ذلك الحدث ان يحصل؟ وما السبب الذي جعل المراكي تختفي؟ ولماذا تختفي من بيت الشيخ؟ لكنها لم تختف من بت ذلك المسن؟ ولم تختف هذه المركا لوحدها بل جرت الشيخ معها الى الصحراء الواسعة؟ فهل السبب الشيخ في اختفاء المراكي؟

ولا شك ان هذا وصف تصويري جميل للغاية وهو درامي الى حد بعيد خاصة ان القاص هنا يكرس جعل الجامد متحرك والمتحرك جامد او مجرور لا حول له ولا قوة ف حالة الشيخ.

ونجد ان السرد يظل في هذه الفقرة مشوق في اعلى درجات التشويق. فالقاص يفاجئ المتلقي بان جعل المركا هي التي تجر الشيخ وتنطلق به الى الصحراء الواسعة. ويجعل الشيخ يتخبط فوق الاشواك والصخور في مشهد درامي عنيف ودامي ومؤلم وغير متوقع.

كما انه هنا يضيف وبكلمة واحدة عقدة جديدة، وهي كلمة ( البشت ) ولا بد انها اضافه عن قصد ، لاننا نكتشف ذلك في الفقرة اللاحقة حيث يجعل القاص البشت يخلع نفسه من الشيخ قبل ان يلقى الشيخ مصيره المرعب؟؟!!.

يتبع،،