عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2010, 04:50 AM
المشاركة 34
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الظلام هو أن تمدح نفسك مدحا ً خفيا ًمن خلال انتقاصك لجهد الآخرين
الظلام أن نغلف انتقاداتنا بصورة النصح , بينما حقيقتها هي الغيرة والحسد .
تفاصيل دقيقة في جوانب النفس الإنسانية تحتاج لنور الرسالة لكشف ظلماتها .
سلامي لك سحر الناجي
أخي عبد السلام ..
سرني مرورك الكريم وكلماتك المعبرة التي حملت شئ من الغضب ..
وقد أجدت التعريف والبيان بارك الله فيك .. وأتيتك بما يدعم تعقيبك القيم حول الغيرة والحسد بالمنقول التالي بتصرف وإيجاز , وإن كان ليس هذا بمكانه غير أنني أسأل الله أن ينفع به ويكفينا شر الحاسدين :
* حالقة الدين لا حالقة الشعر :
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏: (‏دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء‏؛ هي الحالقة ، حالقة الدِّين لا حالقة الشعر‏.‏
والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا‏.‏ أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم‏؟‏ أفشوا السلام بينكم) ‏رواه الترمذي .
اعلم‏‏ أن الغيظ إذا كظم لعجز عن التشفي في الحال رجع إلى الباطن، فاحتقن فيه فصار حقداً‏.‏ وعلامته دوام بغض الشخص واستثقاله والنفور منه .
فالحقد ثمرة الغضب، والحسد من نتائج الحقد‏.
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من هذين الخلقين _ اللذين فتكا بأمم قبل أمة الإسلام _ أشد تحذير. ‏والحسد هو تمني زوال النعمة، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب‏ .
وقال ابن سيرين‏:‏ ما حسدت أحداً على شيء من أمر الدنيا، لأنه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا، وهو يصير إلى الجنة،
وإن كان من أهل النار، فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا، وهو يصير إلى النار‏.‏ ‏
واعلم‏:‏ أن الله تعالى إذا أنعم على أخيك نعمة، فلك فيها حالتان‏:‏ إحداها‏:‏ أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها، فهذا هو الحسد.
والحالة الثانية‏:‏ أن لا تكره وجودها ولا تحب زوالها، ولكنك تشتهي لنفسك مثلها، فهذا يسمى غبطة‏ .
‏ * علاج الحسد
يكون تارة بالرضى بالقضاء .
وتارة بالنظر فيما يتعلق بتلك النعم من هموم الدنيا وحساب الآخرة .
فيتسلى بذلك ولا يعمل بمقتضى ما في النفس أصلاً، ولا ينطق، فإذا فعل ذلك لم يضره ما وضع في جِبِلَّته‏.
أما البغضاء فهي شدة الكره، والعداوة والبغضاء من أشد أسباب الحسد ،
والحسد يلزم البغض والعداوة ولا يفارقهما، وإنما غاية التقى أن لا يبغي، وأن يكره ذلك من نفسه، فأما أن يبغض إنساناً فيستوي عنده مسرته ومساءته، فهذا غير ممكن‏.‏
ويصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم العلاج فيقول: (والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا‏.‏ أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم‏؟‏ أفشوا السلام بينكم)
نعم إن الحب هو العلاج، فإذا أحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه فإنه لن يجد في نفسه أثرا لحسد أو بغض نحوه. والله أعلم.
والحب أن تتمنى الخير للمسلمين في كل مجالات الحياة من نجاح وغنى ورفعة وخير في الدنيا والآخرة بدون أن تدفعك الغيرة إلى الحقد والحسد وتمنى زوال النعمة ..
نسأل الله عز وجل ملء قلوبنا بالمحبة وحب الخير للجميع وبنفس زاهده عن ملذات الدنيا
دمتم بحفظ الرحمن ورعايته ورضى منه ..