عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2012, 04:17 PM
المشاركة 204
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ........... الروائي السوري عبد الكريم ناصيف للوكالة: السياسة قاتلة للأدب.. والفقر سبب رئيسي للإبداع
الاربعاء, 2012.01.11 (gmt+3)


هزيمة حزيران هي من أبعدني عن السياسة
يئست من السياسة وكان السبب الرئيسي هو هزيمة حزيران التي حولتنا لشعب مهزوم سياسيا ولا نملك شيئا نستطيع من خلاله أن نطور هذا الوطن وأن نرتقي إلى مستوى الأمم فأحلامنا تحطمت في حزيران فهي قامت لضرب المد الثوري القومي العربي فكانت هذه الحرب لتحطيم أحلام الثوريين والقوميين العرب ولكننا بقينا نقاوم عسى أن نعوض، وهذا ما أبعدني عن السياسة وفضلت أن أقدم تجربتي الأدبية للقارئ وللناس وأقدمها للوطن وفعلا كتبت بمجموع كتاباتي سيرة وطن فكانت كتاباتي منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم ولم أقصد الوطن هو سورية فقط بل أنا قصدت الوطن العربي بشكل كامل فكان همي الوطن
الرواية أكبر بكثير من الدراما

-كتبت الكثير من الأعمال التلفزيونية ولكن لو تحولت إحدى رواياتك لعمل تلفزيوني، كيف تنظر للموضوع؟ هل سيضيف عليها شيئاً أم سينعكس سلبا ؟
الرواية كنص أكبر بكثير من الدراما وعندما تحول إلى عمل درامي فهي تفقد الكثير من روحها لأنه لن يستطيع أي تلفزيون أو أي مسلسل أن ينقل كل ما في الرواية من مشاعر وخفقات وعواطف طبعا ليست هي مسؤولية المخرج أو الممثل وهنا أتكلم عن النص الجيد وليس عن رواية عادية فربما هنا يضفي عليها المخرج ويعطيها أشياء جديدة فتصبح أفضل من النص المكتوب لنعطي مثال الحرب والسلم لتولستوي رأيتها فليلماً ومسلسلاً، لكن أين هذه الأعمال من الرواية الحقيقية التي هي ثابتة وعلاقات متداخلة ومتعمقة بتفاصيل دقيقة بين الشخصيات ومثالنا أيضا الطريق إلى الشمس لا يمكن لأي عمل تلفزيوني أو سينمائي أن يقدمها للقارئ حيث أن التلفزيون يقدم الأشياء الصغيرة ولا يتطرق للأمور الكبيرة فهو يقدم أشياء قصيرة ولا يحمل رسالة كبرى بينما الكتاب هو حامل رسالة ولا يمكن للكتاب أن يموت إلا إذا مات القرآن وهذا مستحيل فالكتاب هو الحامل الرئيسي للرسالة وفيه فكر فأنا لم أكتب عن أمور صغيرة في حياتي حتى أن الكثير من المخرجين طلبوا مني أعمالاً اعتبرتها صغيرة واعتذرت عنها ولكن عندما يأتي ويطلب مني عملا كبيرا مثلا كخالد ابن الوليد كتبت ومن خلاله يمكن أن أقدم رسالة للمشاهد أن الإسلام كان رسالة بحد ذاتها ولا يلتفت للجزئيات الصغيرة ورسالته بالغة الأهمية ووصلت لمختلف أصقاع العالم .

الشركة المنتجة شوهت نص مسلسل خالد ابن الوليد
-ما مدى تاثير سلطة المال والمخرج على النص؟
الدراما التلفزيونية لا تستطيع أن تقدم مافي الكتاب من فكر وقيم ومشاعر وعواطف والسبب أن الكاتب يكتب مفرداً بروحه ولا يشتغل معه أحد ولا يتدخل فيه أحد بينما العمل الدرامي يتدخل فيه عشرات الأشخاص من فني للمنتج والممثل والمخرج وغيره وأنا أعتقد أن عمل الجماعة أقل إبداعا من عمل الفرد وغالبا لا تتفق رؤية الكاتب مع رؤية المخرج ومن تجربتي أتكلم فالمخرج يمارس سلطته على النص لكي يحمل بصمته وأيضا المنتج فمسلسل خالد ابن الوليد كتب 60 حلقة يمكن أن تكون تجسيدا لتاريخ الإسلام في بداياته من بداية الدعوة حتى فتح سورية والعراق وهي المرحلة الأساسية في حياة الإسلام وهذا النص يغطي تلك المرحلة درامياً وفنياً ووثائقياً وكنت راضيا عن النص جدا لكن مع الأسف الشركة المنتجة شوهت النص ولم أستطع أن أمنع هذا التشويه
أوافق بشرط أن لا يشوهوها
-لو طلب منك تحويل رواية المخطوفون لعمل درامي أو سينمائي هل ستوافق ؟
نعم ولم لا لكن بشرط أن لا يشوهوها وأن تقدم للمشاهد بروحها ولكن أعتقد أن هذا صعب فلايمكن لأي مخرج أو منتج أو ممثل أن يشعر بشعور الكاتب عندما يكتب نصه
الأدب هو اللا موضوعية
من باب الموضوعية عند ترجمتك للعديد من الأعمال هل يبقى المترجم حيادياً دون تدخل ؟
الأدب هو اللا موضوعية والأدب هو الذات وهي تدخل بشكل دائم والأديب لولا ذاته الإبداعية الخاصة لا يمكن أن يكتب أدبا والترجمة جزء مهم من الأدب ومن واجبنا الأساسي هو أن ننقل من الآداب العالمية ونسد ثغرات موجودة في أدبنا لزيد مكتبنا العربية فخلال عملي بوزارة الثقافة كنت رئيس تحرير مجلة المعرفة ورئيس لجنة التأليف والترجمة وكانت خطتنا أن ننقل أكبر عدد من الأعمال العالمية المهمة إلى لغتنا العربية لرفد المكتبة العربية بها حتى لا نعتمد على نشاط بيروت الذي كان تجاريا وكنت أنتقي الكتاب الذي سنترجمه لي وللآخرين وأنتقيه انتقاءً خاصاً مثلاً أن يكون حاصلا على جائزة أو موضوعه معمم جدا أو كاتبه مشهور جدا فكانت تأتينا نشرات باللغات الأجنبية عن أهم الإصدارات وكنا ننتقي منها 20 كتابا ونضع خطة سنوية للترجمة ولكن يجب علينا في كل ترجمة أن نقدم بيانا عربيا سليما جدا يجسد لغتنا الفصحى ويمنع عنها الموضوعات العادية وأنا لم أؤمن بالترجمة الحرفية أبدا فمن الكتب الأولى التي ترجمتها " أطفال منتصف الليل "لسلمان رشدي وطبعنا منه 4 آلاف نسخة أتاني أستاذين من الجامعة هما موسى الخوري وغسان المالح من قسم اللغة الإنكليزية الذي تخرجت منه وشكراني على هذه الترجمة لما أضفيته على الرواية من سحر اللغة العربية وهي طبعت مرة ثانية
بعد تقاعدي من اتحاد الكتاب العرب بدأت بمشروعي وهو إعادة كتابة أعمالي العربية باللغة الإنكليزية وهنا نعيد كتابة هذا العمل وهذا يتطلب أن تتجاوز بعض التفاصيل التي لاتهم القارئ الغربي وأن تكون حريصا بأن تراعي هذا القارئ
وأنا حريص جدا أن أقدم نص للقارئ الغربي وكأني كاتب من بيئته نفسها
طموحي أن أصل للعالمية
-يمكن أن نعتبر هذا توجها للعالمية وكم تقدر من الوقت أن يصل عبد الكريم ناصيف للعالمية؟
أحلم وأطمح وطموحي لا يتوقف ومشروعي هو قديم وهو أن أكتب للقارئ الإنكليزي لأنه اللغة الإنكليزية منتشرة في كل العالم وأردت أن أذهب لهذا القارئ بلغته وكان همي الأساسي أن أقدم له قضايا وطني وهمومي بلغته بعيدا عن الإعلام الموجه وهو لا يعرف عني شيئاً ويخضع لإعلام موجه وبما أن القارئ الغربي يقرأ بنهم على العكس منا وما تزال تطبع المؤلفات بملايين النسخ فكتاب العار ترجم للإسبانية وطبع فيها ونحن طبعنا منه 4 آلاف نسخة وكان ذلك قياسياً وأننا حققنا رقماً كبيراً بينما طبع في إسبانيا طبع ثمانية طبعات خلال عام 1984 وكانت كل طبعة مليون نسخة وهذا ما شجعني أن أكتب باللغة الإنكليزية ولدي إمكانية لذلك وباعتباري أكتب الرواية السياسية ولم أفكر بالعائد المادي من خلال عدد النسخ بقدر ما فكرت أن تصل هذه الأعمال للقارئ الغربي وكان هذا المشروع مؤجلاً
-دائما مشاريعك وأحلامك مؤجلة
نعم أتاني عرض وأنا في وزارة الثقافة وكنت وقتها رئيس تحرير مجلة المعرفة والعرض هو أن أستلم رئاسة تحرير مجلة الناقد في بريطانية ووقتها كانت هناك عدة ظروف منعتني من السفر أحدها أن تمسكت بي د.نجاح العطار حيث كانت وزيرة للثقافة وطلبت مني أن أبقى لرفع سوية مجلة المعرفة.
-كيف ترى واقع الرواية في سورية ؟
الرواية جديدة على مجتمعنا حيث ظهرت منتصف القرن العشرين وأول من أخرج رواية للسوريين هو شكيب الجابري عام 1937 ومن الأديبات وداد سكاكيني وسلمى الحفار وهو وجنس أدبي جديد وهذا الجنس الأدبي الجديد طغى على الأجناس الأدبية الأخرى واحتل الصدارة في الساحة الأدبية لأن الشعر تراجع وسبب تراجعه هو الصراع بين الحديث والقديم والنثر والتفعيلة والشعر هو ديوان العرب الأساسي ولكن هذا الصراع بين الكلاسيك والحداثة أخر وجود الشعر ودفع أسلوب القص للأمام حيث أصبح هذا الفن هو الأبرز والرواية بشكل ملحوظ وظهرت أسماء جيدة وهناك تجارب جديدة على صعيد الوطن العربي وعلى صعيد سورية وهناك من قدم أعمالا متقدمة حتى أصبح بعضهم يكتبون كما يكتب الكاتب الغربي ولكن على صعيد الروائيات كان الظهور أبرز وكأن الشعر عند المرأة تراجع وظهر فن القص بشكل جلي ولو وجدنا 5 شاعرات لكان مقابلهن عشرات الروائيات والقاصات لأن الكاتب عموماً والكاتبة خصوصاً تتجه باتجاه فن القص وسجل هذا الفن سبقا على بقية الأجناس.

الفقر والمعاناة يصنعان الإبداع
-ما سر منطقة "السلمية" التي فرزت الكثير من الأسماء كالماغوط وعلي الجندي وعبد الكريم ناصيف وغيرهم؟
السلمية بلد فقيرة والمعاناة هي السبب وهي أصيبت بالجفاف فكانت واحة جميلة لكن من الخمسينات أصبح هناك جفاف ومثال ذلك قريتي المبعوجة ومعنى الكلمة أنها مبعوجة بالماء ففيها مستنقعات وحتى أن البدو يسمونها بالمنبعجة بالماء أما الآن فأنت بحاجة لحفر بئر لسحب الماء وحالة الفقر هذه صنعت معاناة لدى الناس والمعاناة هي التي تخلق الإبداع وأنا أعتقد أنه لا يوجد إبداع بدون معاناة وبلا وجع
والفقر سبب رئيسي للإبداع لكن في سلمية ارتفاع مستوى التعليم وهي من أوائل المناطق في سورية تعليمياً ثم أن الجو العام وقربها من البادية وبساطة الناس وعدم تقوقعها على نوع معين من السكان وهناك مزيج جميل بين أطياف المجتمع.