عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
20

المشاهدات
6613
 
عبير المعموري
من آل منابر ثقافية

عبير المعموري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
266

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
بابل_العراق

رقم العضوية
12965
01-29-2015, 09:17 PM
المشاركة 1
01-29-2015, 09:17 PM
المشاركة 1
افتراضي طلقني ان كنت رجلا!
عاد وقع خطواته العجلى يملأ أرجاء المنزل صخبا ، تردد جدرانه صداه..كانت تجلس القرفصاء في إحدى زوايا الغرفة المطلية باللون الأزرق..دقات قلبها تضطرب شيئا فشيئا..كلما اقترب ذلك الصخب..

القادم إليها..لازالت اليوم..مثل الأمس..كما هو الحال منذ خمس سنوات..لا تفارقها تلك المشاعر الخائفة..

كطفلة كسرت الإناء..و لاذت بالفرار تخشى عقاب والدتها..لتختبئ في إحدى الزوايا المظلمة..أو تدس جسدها الصغير وسط كومة الملابس داخل الدولاب!!

اليوم أين تختبئ تلك المرأة من ذلك الغول..الرجل الأنيق المهذب الذي سرعان ما يتحول إلى حيوان مفترس للانقضاض على الفريسة!!

دفع الباب بهدوء و هو يمد رأسه إلى الداخل..تسارعت دقات قلبها الشاب..

مالبث أن رآها حتى ركل الباب بقدمه تعبيرا عن حنق وغضب شديدين...

و الآن ماذا؟؟..سأل الزوج باستهزاء..ماذا في جعبتك أيتها الساقطة..ثم تعالى صوته مقهقها كمجنون فقد صوابه..أخبريني..؟ عاد يكمل سؤاله الساخر..مالذي تنونين فعله معي..!!

اقترب منها..و يده تلوح لها بحركات الوعيد..أأقتلك الآن أم أنتظر قليلا كي تقتليني أنت أولا؟؟

لم تكن خطاه متزنة..بعد كل عبارة يقولها يوشك

على السقوط أرضا (مظاهر التعب والإعياء تبدو جلية عليه)..من هو.؟؟...تناول كأس الماء الذي

وضعه عند الصباح على طاولة مستديرة و هو يتصفح آخر الأخبار الاقتصادية..اتكأ على الحائط..ثم استأنف حديثه المشبع بالسباب والشتائم القاسية..!!

من..هو سعيد أحمد..؟؟

تحرك ذلك الجسد النحيل المتعب..من تلك الزاوية من

الغرفة..بشيء من الشجاعة أجابته بصوت أنثوي خفيض..قائلة:

سعيد أحمد البدري أضافت لقب الشاب بثقة..أحد طلابي عندما كنت أعمل في التدريس..له من العمر13 عاما!! لم أره منذ أن تزوجتك و تركت عملي بناء على رغبتك أنت..!!..عادت خطوات الزوج..تذرع الغرفة جيئة..و ذهابا..وقد احتل العرق جبينه..وعلى غير المعتاد أجابها بصوت هادئ حليم:

و لكنه الآن في الثامنة عشرة عندما التقيته صباح اليوم..سألني عنك..و بعث لك بتحيات و سلام!!

ماذا يعني هذا برأيك؟؟

هذا يعني برأيي..(أجابته دون ابطاء)..تلزمك مراجعة سريعة لدكتور نفسي!!

(ولكن هل أنت مجنون لتتوقف أفكارك عن هذا الحد!!

منذ خمس سنوات و أنا لم أر الشارع بأم عيني..

حتى هاتفي قد أخذته و رميته في المرجاض

في ذلك المساء..و كل يوم يتكرر نفس المساء..!!

نفس الشتائم..السباب..الأسئلة الغبية تكرر نفسها..

بل تنقسم إلى أجزاء متعددة..و باستمرار دون انقطاع..

ليلا و نهارا..و لكن انظر في المرآة..

و أخبرني..حتى متى سأبقى أدفع ضريبة

خيانة زوجتك السابقة..

لم يبق سوى الهواء..لم تقطعه عني..و لو كان بيدك أمره لما تأخرت!..أصبحت أحدث نفسي كامرأة عجوز..

إذ لا أجد بفضلك من أتحدث معه..

هل تعجبك نظراتك المتلاحقة لي و خطواتك العجلى و أنت تراقبني..هل يعجبك مسلسل الشك..فأدمنت بطولته البائسة..

و لكن طفح الكيل معك..أطلق سراحي..أخرجني من زنزانة مخيلتك المريضة..و طلقني إن كنت رجلا!!


حتما..طريقي صعب..ولكنني يقينآ..سأكون!
عبير المعموري