عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2012, 12:34 PM
المشاركة 6
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وقد شاهدت لك فى موقعك أقوالا وأمورا كارثية فى الحقيقة ..
أمور وعقائد حسمها النبي عليه الصلاة والسلام وفسرها وثبتت لدينا بالسنة النبوية الصحيحة ,
فجئت أنت ونهجت نهج المنكرين وأبديت رأيك فيما لا رأى فيه بعد رأى رسل الله عليه الصلاة والسلام , و
أنا أظن بكم الظن الحسن الواجب فى كل مسلم أن أقوال النبي عليه الصلاة والسلام لم تبلغك فى هذا الشأن ولا أعتقد أنها لو بلغتك ستصر على رأيك ..
ولهذا ــ أنا لن أناقشك فى مجمل محتوى موقعك ــ فالأمر يطول ..
وأترك لك فقط نصيحة أن تعيد قراءة مقالاتك وأفكارك ولكن فى ضوء السنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم , فلست أدرى كيف أدخلت نفسك فى معترك تفسير القرآن بل وخضت فى المتشابه نفسه دون أن تكون على دراية بحقيقة يعلمها أهل العلم جميعا وهو أن تلك الأمور فيها نصوص ثابتة لا يجوز تفاديها أو تأويل الأمر على غير ما أجمعت عليه كلمة علماء المسلمين فى كل العصور ..
وإجماع العلماء أخى الفاضل هو مصدر رئيسي للتشريع لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ..
ثم إن الأمة أيها الصديق لا تحتاج اجتهادا منك فى العقيدة , بل تحتاجه فى آيات الإعجاز وأنت نجم من نجوم العلم فلماذا تترك أرضك إلى غيرها ؟!
وما هو النفع الذى سيئول للأمة فى نظرك لو أنك فعلت ما فعلت من إنكار لرفع المسيح وإنكار لنسخ القرآن ــ رغم أن النسخ ليس مجرد مسألة علمية بل هو علم كامل من علوم القرآن اسمه علم الناسخ والمنسوخ ــ وكلامك فى تفسير الإستواء على العرش !!
يا أخى الفاضل هذه أمور عقائدية ومن الغيب المطلق والتوغل فيها ضلال ما بعده ضلال ,
والإمام مالك عندما سأله أحد المبتدعة ( كيف استوى الله على العرش ؟ )
احمر وجهه وقال : الإستواء معلوم ( بنص القرآن ) والكيف مجهول , والسؤال عنه بدعة
وهذه الأمور التى تنكرها بمجرد الرأى وبتفسيرات غريبة لا تستوى حتى مع المنطق العقلانى البسيط فضلا على مضاربتها للنصوص الثابتة , هى أمور حفلت بها كتب العقيدة الإسلامية ورد العلماء عليها مرارا , ونبهوا مرارا على خطورة الخوض فيها بالكلام , وهم أنفسهم ما خاضوا فيها إلا عندما اضطروا للرد على المبتدعة ..
والمفروض فى أى باحث إذا أراد البحث فى أى مسألة علمية ألا يقرر فيها رأيا محسوما , ونظرية ما باجتهاده الشخصي إلا بعد أن يطالع من سبقه من الباحثين والعلماء لأن العلم تراكمى , فلو أنك أجهدت نفسك بالمطالعة الضرورية فى هذا الشأن لوجدت أن ما تثيره من أمور العقيدة إما أنه شبهات رددها البعض فردها عليهم العلماء .. وإما هى أقوال حسمتها السنة المطهرة بالنصوص الصريحة , فما الداعى للخوض فيها إذا؟!

وسأرد ردا علميا على بعض ما ذكرته هنا بمنابر , لأنبهك ــ بعد إذنك ــ لخطأ المنهج الذى تعتمد عليه ألا وهو التأويل الشخصي بمعزل عن أدلة القرآن والسنة والإجماع :
تقول :
إن القول بأن في القرآن "محكم" و "متشابه" فيه إجحاف ونقص من قدرته وحكمته عز وجل وتعالى، فكل القرآن محكم لا لبس فيه:
الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (هود:1)
ولست أدرى أين التناقض بين أن يكون فى القرآن محكم ومتشابه وبين نص الآية التى استدللت بها ..
إن مجرد مطالعتك لأى تفسير معتمد من تفاسير أهل السنة كان كافيا لتدرك أنه ليس بالأمر أى تناقض , فالإحكام فى القرآن ــ كما حدد العلماء ــ جاء بمفهومين ,
إحكام الصنعة واللفظ , وهذا عام على كل آيات القرآن قطعا , وإحكام آخر معناه القابلية للتفسير ..
أما تقسيم القرآن الكريم للمحكم والمتشابه فهذا ثابت بنص القرآن والسنة والإجماع أيضا ..
يقول تعالى :
[هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ] {آل عمران:7}
والنص صريح ,
فى أن آيات المتشابه لا يعرفها إلا الله عز وجل ولن يطلع عليها إنسان وهى تمثل خطا أحمر فى التعرض لها بتفسير .. بدليل أن القرآن الكريم وصف من يتتبعونها بغرض معرفة تأويلها أن فى قلوبهم زيغ ووصف الراسخين فى العلم بأنهم أولئك العلماء الذين يقفون عند تلك الحدود التى حددها الله عز وجل فلا يخوضون فى تفسير المتشابه
فلو كان القرآن ــ كما تقول ــ ليس فيه المتشابه , وليس فيه خطوط حمراء , فكيف نفسر نهى الله عز وجل عن الخوض فيما سيماه هو متشابه القرآن ؟!
الدليل الثانى الصريح ..
ما أخرج مسلم فى صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألبابقالت :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم
الدليل الثالث :
اختلف العلماء فى تحديد المتشابه والمحكم حصرا , ولكنهم أجمعوا قطعا على وجود المتشابه فى القرآن , كما أجمعوا فيما بينهم على أن آيات أسماء الله وصفاته وآيات الغيب المطلق كالإستواء على العرش والروح وموعد قيام الساعة والبعث والصراط وما شاكلها هى كلها من المتشابه المحرم الخوض فيه ..
الدليل الرابع :
من العقل , فلو أننا قلنا بعدم وجود المتشابه فى القرآن , لكانت مشكلة كبري يعترضنا فيها وجودآيات فى القرآن الكريم غير قابلة للتفسير البشري لأن تفسيرها بيد الله سبحانه وحده , وقد ضربنا الأمثلة على ذلك بمتشابه صفات الله وأسمائه والبعث والصراط والروح وكافة ما يتعلق بيوم القيامة وصفة الجنة والنار ,
فلو كانت هذه الآيات محكمة ــ بمعنى قابليتها للتفسير ــ لتصورنا أن العقل البشري بالعلم سيصل لحقائق تفسير هذه الأمور وهذا محال قطعا لأن الغيب عند الله عز وجل وحده ..

وتقول :
كما إن القول بأن في القرآن الكريم آيات أمرنا بعدم التفكر فيها ووضع خطوط حمراء على آياته تعالى أعتبره قولا عظيما له تبعات جسيمة لذا ينبغي التفكر به مليا والاستدلال عليه جليا قبل طرحه فنحن بهذا قد ندخل فيمن قال تعالى عنهم:
وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون (الأنعام:26)
إن القول العظيم حقا أن نتصور بأننا أعلم بكتاب الله من نبيه عليه الصلاة والسلام , والذى نهانا وحذرنا من الخوض فى متشابه القرآن أو من الخوض مع الخائضين فيه .. كما أنه قال عليه السلام
( تحدثوا فى خلق الله ولا تتحدثوا فى ذات الله فتهلكوا )
فهذا الذى تعتبره قولا عظيما نهى عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام وحدد لنا الخطوط الحمراء التى نتوقف عندها ألا وهى ذات الله عز وجل وغيبياته ..
وسبحان الله !
هل فرغنا يا أخى من التدبر فى محكم القرآن حتى تخوض بالنقاش فى المتشابه وتعتبر كتاب الله كله مستباحا للآراء البشرية ؟!
علام إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول وينهى ( من قال فى القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب )
علام كان أبو بكر الصديق يقول ( أى أرض تقلنى وأى سماء تظلنى لو أننى قلت فى القرآن برأيي )
وكما قلت لك , إن فى ما أباحه الله عز وجل متسع وأى متسع , فقد قال رسول الله عليه السلام عن القرآن ( لا يشبع منه العلماء , ولا يخلق من كثرة الرد )
ولاحظ أنه حدد العلماء ..
وأمامك آيات الإعجاز فى الخلق والكون والأرض وهى تمتلئ بعشرات الإستدلالات التى تسببت فى هداية الكثيرين للإسلام , فلما نترك المباح إلى حيث ما حذرنا رسول الله عليه السلام منه ..

وأنت تنكر وجود خطوط حمراء فى تفسير القرآن ,
وأمامك ما أوردناه من نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن المتشابه وعن الخوض بالرأى فى القرآن , وهذه هى الحدود للمباح الذى دعانا النبي عليه السلام للتدبر والتأمل فيه ..
فإلى جانب آيات وأحاديث الإباحة جاءت أحاديث الضوابط التى يجب أن تحكمنا عند التصدى للتفسير والكلام , فالأمر ليس متروكا هكذا بلا رابط أو ضابط ..
وإن أهون العلوم على وجه الأرض لابد له من ضوابط , فما بالنا بعلم هو مختص بكتاب الله المنزل ومعجزته الدائمة على خلقه ..
ودعنى أسألك سؤالا منطقيا يرتبط بما قلته عن أحوال الأمة ..
إن الأمة الإسلامية فى عصورها السالفة , والتى التزمت فيها بهذه الضوابط ولم تخض فى المتشابه قط , كانت فيها الأمة هى سيدة العالم أجمع ..
ومنذ أن ظهرت البدع وانتشرت وخاض الخائضون فى كتاب الله بغير علم وأهملوا السنة وجماهير العلماء أصبح حال الأمة كما ترى !
أفلا ترى فى ذلك دلالة ما تشير لنا على الطريق الصحيح ..؟

وتقول :
وقد حدث هذا بالفعل في العصور الأولي من الإسلام فانتشر نور الله تعالى في الناس. إلا أنه بعد ذلك، وخصوصا في زمن انحطاط الدولة العباسية بدأت القيود و "الضوابط" التي لا نجدها في الكتاب ولا في السنة ولا حتى عند الصحابة أنفسهم.
وهذا قول غير صحيح بالمرة مع الأسف الشديد ..
لأننا أثبتنا لك أن هذه الضوابط وضعها النبي عليه الصلاة والسلام ووضعها العلماء فى الصدر الأول ووضعها قبلهم الصحابة ,
ونقلنا لك قول أبو بكر كما أن عمر بن الخطاب ضرب بجريد النخل مجموعة وجدها تتحدث فى القرآن برأيها مخالفة أوامر النبي عليه الصلاة والسلام , ونقلنا لك قول الإمام مالك والذى أجمعت عليه كلمة الأئمة من بعده الشافعى وابن حنبل وبن راهويه والثورى والبخارى وغيرهم من أساطين العلماء وهم الذين صنفوا فى كتبهم فصولا كاملة جعلوا عنوانها ( النهى عن الخوض فى القرآن بالرأى )
فكيف تقول أن الضوابط والمحاذير لم تأت عن الصحابة ولا عن العلماء فى عز الدولة الإسلامية ؟!
وبعكس ما تقول :
إنه فى زمن انحطاط الدولة العباسية ــ لو أنك راجعت تاريخ الفرق ــ انتشرت هذه البدع ونسي الناس الضوابط الحاكمة للتفسير فانتشرت أقوال الفرق الشاذة فى القرآن وتفسيراتهم التى تمت على الهوى الشخصي وحده , فأصبحت لهذه الفرق دولا تحارب بها دولة الخلافة ,
وراجع إن شئت الدولة البويهية الشيعية وظروف نشأتها ومعتقداتها ودولة القرامطة والباطنية وأقوالهم بالرأى فى تفسير القرآن , وراجع تاريخ المعتزلة ــ أول من قال بالرأى فى القرآن وتعرضوا للمتشابه ــ وكان هذا فى زمان المأمون فانتشرت بدعة خلق القرآن وتفسير الإستواء على العرش بالإستيلاء ودخلت الفلسفة الأوربية إلى علوم الإسلام وكانت طامة كبري ..
وقولك إن الضوابط التى تحدثت لك عنها فى الرد السابق لم ترد إلا فى زمن انحطاط المسلمين يعنى أنك حتى فى التاريخ ووقائعه تدخل فيه برأيك المحض وإلا فإن أقل تصفح لتاريخ الفرق يقول بعكس ذلك ..

ثم تتهم علماء التفسير اتهاما خطيرا فتقول :
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شىء إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {الأنعام الكريمة:159}
إلا إن المفسرين يطبقون هذه الآية وغيرها على بضع من مشركي قريش قد ماتوا وشبعوا موتا. فهل القرآن الكريم الحي كتاب أموات من منظورهم؟

وهو قول محض بلا أى دليل ..
فبالرجوع إلى كتب التفسير المعتمدة لم أجد مفسرا واحدا قال إن المقصود بذلك هم مشركوا قريش ! , فمن أين أتيت بهذا الكلام ..؟!
بل إن معظم العلماء أجمعوا على أن الآية نزلت فى من ضل من أهل الكتاب وفى الأمة الإسلامية التى أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنها ستتفرق إلى بضع وسبعين فرقة ..
ويقول بن كثير فى تفسيره بعد ترجيح آراء المفسرين :
( والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفا له ، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق ، فمن اختلف فيه ( وكانوا شيعا) أي : فرقا كأهل الملل والنحل - وهي الأهواء والضلالات - فالله قد برأ رسوله مما هم فيه . وهذه الآية كقوله تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الآية [ الشورى : 13 ] ، وفي الحديث : " نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ، ديننا واحد ")
فكيف تسوغ لنفسك التهوين من أقدار العلماء وترميهم بقصور الفهم وأنهم ظنوا أن كتاب الله للأموات فقط ..
والله يا أخى لست أدرى ما أقول حقا , ولكنى بالفعل أتمنى أن تراجع منهجك كله مراجعة حقيقية فليس العلم أن تهدم ما بنى سلف الأمة وكان بناء محكما بآيات القرآن والسنة وأقوال الصحابة , وليس كما تفعل بالرأى والهوى المحض وإن كنت تبحث عن الجديد فى القرآن فلا يمنعك أحد ولكن تسلح بمقومات هذا العلم أولا وبمبادئه , وهذا أقل المطلوب لهذه المهمة ..

وتقول :
إن العلم والإيمان لا يمكن قياسهما بالميزان. وبالتالي فكيف لي أن أقول مثلا أن علي المفسر أن يكون عالما أو مؤمنا بدرجة معينة أو ما إلى ذلك إن كنا نحن الناس لا نستطيع قياس ذلك؟ فهل ندخل في صدور الناس لنحكم؟

ولست أدرى من أين أتيت فى كلامى بأنى أقول نفتش عن صدور الناس ..
يا أخى النيات يعلمها الله ..
ما طالبتك به وطالبك به غيري إنما طالبوك بقواعد وأصول التصدى لأى علم فى الوجود وبألا تحرف الكلم عن مواضعه وتمل الآيات ما لا تحتمله ولا دليل يؤيده ,
إن كرة القدم وهى لعبة ترفيهية لها قواعد وأصول يتعلمها الهاوى قبل أن يحترف فيها ..
فهل نستكثر ذلك على علوم تعالج كتاب الله ؟!
وكررتها لك مرارا وأكررها ,
أنت تخوض برأيك المحض فى القرآن بلا أى دليل ولا مستند ولا مقتضي من اللفظ وواقع الحال , فكيف تتخيل أنك ستصيب تفسيرا صحيحا بهذا الأسلوب ؟!

وتقول :
ولقد تعهد سبحانه وتعالى بحفظ كتابه العزيز كما في آية الحجر العظيمة:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحفظونَ {الحجر: 9}
والبعض ينظر إلى هذا الحفظ من منظور حفظ الكتابة فقط. ولكن من وجهة نظري أراها تشمل بالإضافة معاني وتأويلات القرآن الكريم، وذلك يتضح أيضا من الآية 17 من سورة الرعد الكريمة:
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبطل فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأمثال {17}
وهذا استدلال فى غاية الغرابة ..
لأنك تستدل بآية الحفظ على أنها صك وشيك على بياض ليقول كل الناس فى القرآن ما شاءوا ؟!
إن حفظ الله للقرآن الكريم وللدين بفهمه الصحيح لا يعنى عدم ظهور البدع والقول فى القرآن بالرأى وتتبع المتشابه من أهل الضلال ..
ولو كان الأمر كذلك لما كانت هناك فائدة من تحذير النبي عليه السلام لنا من البدع ومن تتبع متشابه القرآن , فكيف سينهانا عن أمر لن يقع ما دام كتاب الله محفوظ بفهمك هذا ؟!
وقد ظهرت التفسيرات الباطنية لكتاب الله من المعتزلة والباطنية والشيعة وقالوا فى التفسير أقوالا شنيعة ,
وهذا لا يقدح إطلاقا فى حفظ القرآن والدين لأن النبي عليه الصلاة والسلام بشرنا بأن هذه الأمة سيأتى لها دوما علماء يجددون لها دينها ويردون العقائد إلى منهلها العذب الصافي بالقرآن والسنة .. وهو ما يتحقق فعلا ..

وتقول :
ألا نرى أن المجتمعات الحرة من القيود تكون أكثر إنتاجية وثراء وفكرا من تلك القابعة تحت القيود. والإتحاد السوفيتي وسقوطه أكبر دليل.
فالحرية تنتج الإبداع والازدهار والنمو في أي مجال كان. والقيود لا تنتج إلا الكبت والفشل والاحباط والاحساس بعدم المسؤلية ...
هذه ليست حرية .. هذا هو التعريف المثالى للفوضي ..
فمن قال إن المجتمعات الحرة ليس لها قيود أو ضوابط , ما هى فائدة الدساتير والقوانين إذا ؟!
والضوابط التى تحكم أى علم فى الدنيا هى مقياس نجاحه وليست هذه قيودا , فلو كانت قيودا لانفرط عقد المجتمعات عندما يتلاشي الفارق بين العلم وضوابطه ..

وتقول :
أشير إلى أن العديد من المواقع حذف مشاركتي برسالة بسيطة تقول: إما أن تأتي بأقوال السلف الصالح أو لا تتكلم فيما لا يعنيك!
فأقول لهم فالعبد الضيف سيكون من السلف أيضا بعد ألف سنة، فلم لا تقبلون بقولي سلفاً ؟؟؟
هذا أمر طبيعى ..
لأننا مأمورون ــ كما أوضحت لك ــ باتباع السلف فى أمور العقيدة والثوابت الدينية .. ومجال الإجتهاد مفتوح عن آخره فيما دون ذلك ..
ولو أنك خضت فى مجال تخصصك أو تكلمت فى الآيات التى يجوز الخلاف فى تفسيرها والإجتهاد فيها .. لكان لك الحق ..
لكن الكارثة أنك تأتى إلى متشابه القرآن وحقائق الغيب فتدلى فيها برأيك , ثم تعترض
عندما يعترض عليك الناس ؟!
أى منطق هذا الذى يدعوك إلى إنكار النسخ وإنكار نزول عيسي عليه السلام وقولك بموته , إلى غير ذلك من الأمور التى ثبتت بالأدلة القطعية وبالسنة الصريحة ..
ومرة أخرى أدعوك لقراءة السنة الصحيحة الثابتة فى هذه الأمور , لأنى أظن أنها لم تبلغك ولا أعتقد أنها لو بلغتك ستعرض عنها ..
وأسأل الله لنا ولكم سواء السبيل ..