عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2016, 06:32 PM
المشاركة 19
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أيها الساعي

أيها الساعي تهيّب من ثقل الرسائل ، فما غلفتها بالدفء إن لم تملّكها فؤادك ، تمهل في الخطو على هدي الرسل ، هم وحدهم عانقوا ابتلاء الرسالات ، هم وحدهم فهموا غربة بني الإنسان و تعطشهم إلى السمو و تلمس رياض الروح ، أيها الساعي مالي أراك ضاحكا ما توجّعت روحك و حبر الدموع يفوح من ثنايا القراطيس ، مالي أشهد الغفلة في عينيك المكحّلة بسواد اللامبالاة ، قصف الرّعد حتى ابتلت الأغلفة بنزيف القلوب ، حسبتك تستنشق الذهول من بين حروف المتن . تعقّل بقلبك و خذ الرسالة بيد المتنسّك المتبتل ، ألبس نفسك ثوب الرحمة و عطر جسدك بريح الطهر و الفضيلة .
أستحلفك أن تكون خادما في رحاب الرسائل ، تستشعر فيها السلام، تحمله كما الحمامة الوديعة في مشيتها في تحليقها في هديلها و سكونها . تتقمص فيها الحب تنثره إشراقة شفافة كوجه القمر ، تتنفس فيها الحياء كإطلالة العذراء من ثوب الزفاف . يا حامل الرجاء إلى القلوب المكلومة ، يا واصل الأرحام المفصولة ، يا ساقي شتلات البساتين بربك سر بوقار و اغتنم من معزوفة الناي صدى الأرواح بها تهذب قلقلة اللسان .


بوح رسالة

أنا الموعظة أهدهد الروح الفائرة ، أفتح في وجهك سبل السكينة ، أمسح عن حلمك قرع الكوابيس ، لا تبتئس و ارفع عن بصرك غشاوة العمى ، حروفي ترضعك الشفاء ، تلهمك الصواب ، تنعش فيك الأمل ، خذ من رحيقي أزهاري ربيع السعادة ، ارتشف من أكوابي خمرة الهناء ، اغترف من ينابيعي ما به تغالب ظمأ الأشواق .
أنا النبراس أزيل ظلمة الليالي بخطوط من نور ، وهجي يبهج القلوب و يكسر جدران القنوط ، اسأل الطير إن غدت في الضياء تغزل نغمات الانشراح و بحمرة الشفق تنسج لحن السكينة عند الرواح ، اسأل الفراشات تلتحف شعاعي و بطيفي تنط باسمة في وجه الزهور .
أنا الحكمة أرتب ما تناثر من قبس أفكارك وأسكنك بيت الرشاد ، فتسكت جوع النفوس الغرقى في لجة الجهل ، أقودك إلى علياء العرفان ، إلى شواطئ النبل ، إلى رياض الأمن والسلام .


الأستاذتان المحترمتان فاطمة جلال و جليلة ماجد

كنت هنا و ما نويت مقاطعة هذا الحوار الجميل

لكن وجدت نفسي أكتب

وتلك رسالتي