عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
2480
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
03-18-2020, 04:39 PM
المشاركة 1
03-18-2020, 04:39 PM
المشاركة 1
افتراضي الشاعر ابْنُ العُلَيْفِ الحَلَوَيُّ
الشاعر ابْنُ العُلَيْفِ الحَلَوَيُّ
كتبه عبده بن فايز المُصْلِحِيّ الزُّبَيْدِيّ
.................................................. ...................
مقدمة:
نسمع في المجالس العامة و الخاصة حديثَ النَّاس عن سلطنة حلي ابن يعقوب ، وعن مكانة هذا الوادي و أهله قديما و حديثا، وأنه إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، كان محطَّ أنظار الناس في الجزيرة العربية والحجاج المارين به ، لخصوبة أرضه و وفرة ميائه ، و كثرة محاصيله ،حتى قالوا: ( أوصلني حلي ابن يعقوب ،و اتركني).كناية عن أن أهل حلي ابن يعقوب في رغد عيش و في بحبوحة حياة، وأنَّ وادي حلي ابن يعقوب طوق نجاة في زمن القحطِ _ بعد فضل الله و كرمه _ لما ذكرتُ لك .
وكنت أسأل نفسي إذا كان كلام العوام صحيحا ، فلماذا لا نجد كُتبا تتكلم عن هذا ،و إذا كانت حلي ابن يعقوب سلطنة فأين تأريخ أولئك السلاطين ، ماذا كان يجري في بلاطهم ، من هم شعراؤهم و كتابهم ، بل ما هي أسماؤهم؟
تلك الأسئلة و غيرها ما كنت أجد لها جوابا ، مدة من الزمن ، ولكن كرم الله و لطفه أوقفاني على ما يستحق ذكره ، والحمد لله وحده .
ومن هذا ، ما وقفت عليه من سيرة أسرة العليف الحلوية ، فهي أسرة عريقة في الأدب وقد أثنى على جملة صالحة منهم كثيرٌ من أهل التراجم و السير ، كجلال الدين السيوطي و ابن عماد الحنبلي و ابن تغري بردي و الخزرجي ، و الباباني ، و الطيب بامخرمة ، و اليافعي ، و الملَطي ، وحاجي خليفة و عمر رضا كحالة و ابن فهد ، وغيرهم.

والشاعر ابنُ العُليف الحلوي عاش في ما بين منتصف القرن الثامن الهجري و بداية القرن التاسع الهجري,
......
الأوضاع السياسية ما بين ( 742- 815 ) هجري :
الفترة ما بين ( 742- 815 ) هجري ، هي فترة حياة الشاعر ابن عليف الحلوي مولدا ونشأة ، المكي وفاة ، الشافعي مذهبا ، وكان فيه غلو في التشيع لعلي بن أبي طالب ، وسأبين حكم الفقه فيه.
وفيها كانت الدولة الرسولية في تَعَزَّ في اليمن ،ودولة المماليك في مصروالشام ، والأشراف أبي نمي في الحجاز ، نواب عن المماليك ، وبنو حرام في حلي بن يعقوب.
والصفويون في إيران ، وكان المغرب العربي مقسما بين: الحفصيين ( تونس وليبيا)، و الزيانيين ( الجزائر) ، و المرينيين (المغرب) .
.................................................. .......
الأوضاع الدينية ما بين ( 742- 815 ) هجري :
كان المذهب الشافعي أكثر المذاهب شيوعا في ذلك الزمن ، وعليه كل من الدولة الرسولية في اليمن ، و دولة المماليك في مصر و الشام و الحجاز ، وقد كفلت كلا الدولتين الحرية و التسامح لبقية المذاهب من مالكية و حنفية و حنبلية.
وكان المغرب العربي سنيا ، ولذا كانت العلاقة بين المماليك و بني حفص طيبة جدا .
وحرَّم المماليكُ المذاهبَ المخالفة للسنة مثل المذهب الإسماعيلي، و المذهب الاثنا عشري الرافضي ،الذي كان يرعاه الصفويون في إيران .
وانتشر التصوف في تلك الحقبة و ما بعدها ، وكان يلقى رواجا لرعاية الحكومات المحسوبة على السنة في تلك الفترة و ما بعدها له.

....................
حلي ابن يعقوب :
الموقع:
حلي بن يعقوب مركز تابع لمحافظة القنفذة من أعمال مكة المكرمة شرفها ، يقع مركز حلي 65 كم جنوب مدينة القنفذة و 400 كم جنوب مدينة مكة المكرمة و تبلغ مساحة المركز حوالي 6000 كم2 و تتبع مركز حلي عدد من القرى أهمها: حلي قديم : ويقال كان بها مركز سلطنة حلي ابن يعقوب ، الكدوة ، الفريق و السلامة ، مخشوش ، السبطة ، الشعب ، الغوانمة ، الخيع ، ساحل حلي ، الصلب ، البيضين ، العصامي، الفلحة ، الفاهمة ، بني يحيى ، كياد ، ، العينة ، الهجرة ، قعموصة ، باشوت ، الخيع ، الحدبة ، الرميضة، البيضين .
ويسمى مرسى حلي ابن يعقوب بالكُدُوف و به اليوم مركز لسلاح الحدود ..
وحلي أرض شبه مستوية يخترقها وادي حلي الذي ينحدر من جبال السروات ويصب باتجاه الغرب ويتخللها عدد من الجبال والمرتفعات في الجهة الشرقية وحرات جنوب شرق حلي وحوض خصيب في الجهة الغربية وهو يجمع بين سهول تهامة وجبال السروات شاسع المساحة كثير القرى يميزه واديه الذي يقسم حلي نصفين شمالي وجنوبي متعرض يأخذ مصابه من مرتفعات جبال عسير وهو دائم الجريان وتكتنفه المزارع من جانبيه .
وادي حلي:
وهو من فحول الأودية في الجزيرة العربية، يبلغ اجمالي طوله 160 كيلو متر ومتوسط انحداره 17,5 م / كم، فهو أحد أكبر أودية المملكة العربية السعودية. تبدأ روافد هذا الوادي من أعالي جبال السروات وجبال الحجاز من رجال ألمع جنوبا إلى بلاد بارق شمالا ويتجه في جريانه منحدرا نحو الغرب حيث يعد من أكبر أودية تهامة، ومن أهم روافده وادي تيه، ووادي بقرة. يمتاز هذا الوادي بغزارة مياهه وعذوبتها وبكثرة بساتينه وتنوع محاصيله الزراعية التي منها القمح والدخن والسمسم.

سد وادي حلي:
يعتبر هذا السد من أكبر السدود في المملكة العربية السعودية من حيث الحجم والطاقة التخزينية للمياه، حيث يصل ارتفاعه إلى 87 أمتار وتبلغ طاقته التخزينية 250 مليون متر مكعب كثاني أكبر السدود في المملكة. ويعتبر وادي حلي أحد أكبر الأودية بالجزيرة العربية حيث يزيد طوله عند موقع السد عن 145 كيلومتر، كما يتميز الوادي بارتفاع معدلات هطول الأمطار في منابعه وروافده.
...............................
التسمية:
كما قيل كثرة الأسماء تدل على كبير قدر المسمى ، ولحلي عبر التأريخ أسماء عرف بها ، منها: ( حَلْيَة ) و (حُلَيَّةُ ) و (حَلِيٌّ ) و( حَلِيُّ ابن يعقوب ) و( حَلِيّ قَدِيْم ) و ( حَلْيٌ) ، وحلي اليماني .
قال ياقوت الحموي في معحم البلدان:
( حَلْيَة: (1)
بالفتح ثم السكون، وياء خفيفة، وهاء: مأسدة بناحية اليمن، قال بعضهم:
كأنهم يخشون منك مدرّبا ... بحلية، مشبوح الذراعين مهزعا
وقيل: حلية واد بين أعيار وعليب يفرغ في السّرّين، وقيل: هو من أرض اليمن، وقيل:
حلية موضع بنواحي الطائف، وقال الزمخشري:
حلية واد بتهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة، وقال أبو المنذر: ظعنت بجيلة وخثعم إلى جبال السراة فنزلوها وسكنوا فيها فنزلت قسر بن عبقر بن أنمار ابن أراش جبال حلية وأسالم وما صاقبها، وأهلها يومئذ من العاربة الأولى يقال لهم بنو ثابر، فأجلوهم عنها وحلّوا مساكنهم ثم قاتلوهم فغلبوهم على السراة ونفوهم وقاتلوا بعد ذلك خثعم فنفوهم عن بلادهم، فقال سويد بن جدعة أحد بني أفصى بن نذير بن قسر:
ونحن أزحنا ثابرا عن بلادهم ... بحلية أغناما، ونحن أسودها
إذا سنة طالت وطال طوالها ... وأقحط عنها القطر وابيضّ عودها
وجدنا سراة لا يحوّل ضيفنا، ... إذا خطّة تعيا بقوم نكيدها
ونحن نفينا خثعما عن بلادهم ... تقتّل، حتى عاد مولى سنيدها
فريقين: فرق باليمامة منهم، ... وفرق يخيف الخيل تترى حدودها
وحلية أيضا: حصن من حصون تعزّ في جبل صبر من أرض اليمن أيضا.
حُلَيَّةُ:
بالضم ثم الفتح، وياء مشددة: ماء بضريّة لغنيّ، وعندها كان اجتماع غنيّ للخصومة في عين نفي، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
وكأنها، وسط النساء، غمامة ... فرعت بريّقها نشيء نشاص
أو مغزل بالخلّ، أو بحليّة، ... تقر والسلام بشادن مخماص
وأنشد أبو عمرو الشيباني في نوادره:
فقلت اسقياني من حليّة شربة ... بحسي سقته، حين سال سجالها
وسلّم على الأظبي الأوالف بطنها، ... وعبريها أجنى لهنّ وضالها
أجنى أي أثمر، والعبريّ: العظام من السّدر.
حَلْيٌ:
بالفتح ثم السكون، بوزن ظبي، قال عمارة اليمني: حلي مدينة باليمن على ساحل البحر، بينها وبين السرّين يوم واحد، وبينها وبين مكة ثمانية أيام، وهي حلية المقدّم ذكرها، قال أعرابيّ:
خليليّ حبّي سدر حلية موردي ... حياض المنايا، أو مقيدي الأعاديا
خليليّ، إن أسعدتما، فهممتما ... بأنّى ظلال السّدر فاستتبعانيا
فو الله ما أحببت سدرا ببلدة ... من الأرض، حتى سدر حلي اليمانيا )


والذي أراه أن وادي حلي ، كان يسمى ( حلية) في العصور الجاهلية ، وينقسم إلى قسمين ، حلية العليا و حلية الدنيا،
فحلية العليا هي حلي الجبل ، جهة رجال ألمع ثم محايل ، وحلية الساحل ، ما يعرف بحلي ابن يعقوب.
وسمي بحلي ابن يعقوب نسبة لأمير كبير يسمى ابن يعقوب ، قال ابن بطوطة في رحلته : (وبعد ستة أيام من خروجنا عن جزيرة سواكن وصلنا إلى مدينة حلي " وضبط اسمها بفتح الحاء المهمل وكسر اللام وتخفيفها "، وتعرف باسم ابن يعقوب وكان من سلاطين اليمن ساكناً بها قديماً وهي كبيرة حسنة العمارة، يسكنها طائفتان من العرب، وهم بنو حرام وبنو كنانة وجامع هذه المدينة من أحسن الجوامع، وفيه جماعة من الفقراء المنقطعين إلى العبادة منهم الشيخ الصالح العابد الزاهد قبولة الهندي)
وقوله عن جامع حلي : ( وفيه جماعة من الفقراء المنقطعين إلى العبادة منهم الشيخ الصالح العابد الزاهد قبولة الهندي)
دليل على وجود التصوف في حلي ابن يعقوب في زمن قدوم ابن بطوطة عليها.

وحلي ابن يعقوب مرسى على ساحل البحر الأحمر، معروف منذ الأزل ، ويمر به أحد طرق الحاج اليمني الثلاثة .

وأقدم من ذكر (حلي) بهذا الاسم ، في بداية القرن الثالث الهجري أي في العصر العباسي ، هو الرحالة بن خزداذبة ) (نحو 205 - نحو 280 هـ = نحو 820 - نحو 893 م)
في كتابه المسالك والممالك ، حيث قال:
( الطريق من خولان ذى سحيم الى مكّة: من خولان ذى سحيم الى العرش من جازان، ثم الى بيشة بعطان، ثم الى وادى ضنكان، ثم الى حلى، ثم الى بيشة ابن جاؤان، ثم الى قنونا، قال نصيب.:
مقيم بالمجازة من قنونا ...... وأهلك بالأجيفر فالثماد
ثم الى الحسبة (2)، ثم الى دوقة، ثم الى عليب (3)، ثم الى يبة (4)، قال الشاعر:
أمسى فؤادى بهم بمحسّبه ....... بين قنونا فعليب فيبه
ثم الى منزل، ثم الى اللّيث، ثم الى يلملم ميقات اهل اليمن، ثم الى ملكان، ثم الى مكّة) ( ج: 1 ، ص: 148)

وترتيب ابن خردذابة الذ مرَّ آنفاً ، فيه خطأ ، لأن (يَبَهْ) تقع شمال ( حلي) مباشرة ، وجاء تصحيحه منه ، حيث قال :
( وأما من مخلاف خولان إلى مكة فمنه إلى ذى سحيم ثم العرش ثم بيشة ثم ضنكان ثم حلى ثم يبه ثم ابن جاوان ثم عليب ثم الليث ثم منزل ثم يلملم ثم ملكان ثم مكة) (ج: 1، ص: 192).

ثم تلاه الهمداني (280 - 334 هـ = 893 - 945)،فقال في صفة جزيرة العرب:
(محجة صنعاء إلى مكة طريق تهامة: من صنعاء صلِّيت من البون ثم الموبد ثم أسفل العرقة وأخرف ثم الصرحة ثم رأس الشقيقة ثم حرض ثم الخصوف من بلد حكم ثم الهجر ثم عثر ثم بيض ثم زنيف ثم ضنكان ثم المعقد ثم حلي ثم الجو ثم الجوينية من قنونا وتسمى القناة ثم دوقة وهي للعبديين من بقايا جرهم ثم إلى السَّرين ثم لمعجز ثم الخيال ثم إلى يلملم ثم ملكان ثم مكة، هذه طريق الساحل، والمحجة القديمة ترتفع إلى حلي العليا وتسمى حلية وإليها ينسب أسود حلية وهي التي يعني الشنفرى بقوله:
بريحانة من بطن حلية نوَّرت ... لها أرج من حولها غير مسنت
ثم إلى عشم ثم على الليث ومركوب إلى يلملم، ولطريق صنعاء هذه مختصر في بلد همدان من صنعاء إلى ريدة ثم إلى رأس الشُّروة من بلد وادعة ثم البطنة ثم خرج.
محجة عدن: من عدن إلى المخنق، ومن المخنق الحجار ومن الحجار المسيل، ومن المسيل عبرة، ومن عبرة إلى كهالة بئر ذي يزن مطوية بحجارة سود من رأسها إلى الماء طويلة، ومن كهالة الماجلية ثم المقعدية ثم إلى زبيد ثم إلى المعقر ثم الكدراء ثم المهجم وبالمهجم، تفضي محجة صنعاء على وادي سهام وهي بعيدة إلا أنها تسلك الأمان، ثم بلحة من وادي مور ثم الحسارة ثم العباية ثم الشَّرجة ثم العرش ثم عثر.
محجة حضرموت: من العبر إلى الجوف ثم صعدة، وينضم معهم في هذه الطريق أهل مأرب، وبيحان، والسَّروين، ومرخة، فهذه محجة حضرموت العليا.
وأما محجتها السفلى فمن العبر في شئيز صيهد إلى نجران شبه من ثمانية أيام، ثم من نجران حبونن، وهو واد يغيب من بلد يام من ناحية سمنان، وهي كثير الأرطى، وبه بئر زياد الحارثي جاهلية، وحبونن بكسر الحاء من مناهل العرب المشهورة) ( ج: 1 ص: 188)
ثم قال ابن ابن حَوْقَل (000 - بعد 367 هـ = 000 - بعد 977 م) ، في صورة الأرض:
(ثمّ عند منتهى البحر القلزم، وفى البحر من الجزائر سنجله ، سواكن، باضع، زيلع، وعلى ساحل البحر من الجانب المقابل يلى القلزم من المدن رايه ، ايله، عينونه، طبا، الجار، جده، السرين، حلى، الحمضه، عثر، الشرجه، الحرده، غلافقه ، المخا
عدن، ثمّ حضرموت ثمّ فى الزاوية بلاد عمان ، ....)(ج:1، ص: 21-22)
.............................................
مجمل تأريخ حلي ابن يعقوب:
ولأن هذا البحث يخص الشاعر ابن العُلَيْفِ الحَلوي ، فلن أسهب في سرد تأريخ حلي ابن يعقوب ، ولكن يكفي أن أشير إلى أني أقسم تأريخ حلي ، إلي قسمين :
الأول : من القرن الثالث الهجري ، حيث بداية ذكره في كتب الرحالة إلى خراب بلدة حلي على يد غازي بن متكلان ، قال ابن المجاور عن خراب حلي ، في تاريخ المستبصر :
(وإلى حلى سبع فراسخ، بلد فيه جامع ومنارة. وأول من أخربها غازي بن متكلان من بني حارث الكردي في أيام دولة سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، وبقى المكان على حاله إلى أن أعاد بناءه موسى بن علي بن عطية وهو إلى الآن مالكها، وجميع هذه الأعمال لبني كنانة. وإنما أشتق اسم حلى من الحلي الذي جمعه السامري من بني إسرائيل في أيام هرون بن عمران عليهما السلام وجعل صورة عجل كما قال الله تعالى: (فأخرجَ لهم عجلاً جسداً له خوارٌ.)
الثاني : من إعادة إعمارها على يد الأمير موسى بن علي بن عطية.
.......................................
الشاعر الحلوي ابن العليف:
اسمه و نسبه و نشأته:
هو الشاعر الأديب جَمالُ الدِّيِنِ أبو عبداللهِ مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسَلَّم ، بن مُحَيَّي ( يحيى) ، ابْنُ العُلَيْفُ الحَلَويُّ مولداُ و نشأةً ، المكيُّ وفاةً ، الشافعي مذهباً .
اتفق الرواة في اسمه إلى مُسَلَّم ، واختلفوا في جده الخامس ، فقيل ( يحي) ، و قيل ( محيي).
وورد أسم أبيه مرة ( الحسن ) و مرة ( حسن) ، وهذا يسير ، فالناس تقول حسن في الحسن و العكس ، ويزيد هذا اليقين عمدي تطابق النسب عند غالبة المترجمين له . و اتفاقهم على سنة الميلاد و الوفاة ، وهذا هو الفيصل .
وزاد إسماعيل باشا الباباني ،_ و تبعه عمر رضا كحالة _ اسم ( أحمد ) بين ( محمد ) و ( الحسن )،
قال الباباني (000 - 1339 هـ = 000 - 1920 م)، في هدية العارفين:
(ابْن العليف مُحَمَّد بن احْمَد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن احْمَد بن مُسلم جمال الدَّين المكى الشَّافِعِي شَاعِر بطحاء الشهير بِابْن العليف (بِضَم الْعين الْمُهْملَة مُصَغرًا) ولد سنة 742 وَتوفى بِمَكَّة سنة 815 خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة.) (ج: ص:180)
وتبعه ، عمر رضا كحالة ، فقال: ((محمد بن العليف (742 - 815 هـ) (1341 - 1412 م) محمد بن أحمد بن حسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم المكي، الشافعي، الشهير بابن العليف. أديب، شاعر. توفي بمكة. من آثاره: كشف القناع في وصف الوداع في توديع المحبوب من الادب، وأسئلة وأجوبة.)(ج: 8 ، ص: 251 )

وابن العليف ،من هَيْسٍ بن سليمان الشَّرايْلِيِّ الحَكَمِيِّ ، قال مرتضى الزبيدي في تاج العروس في ( هيس) :
(وهَيْسُ بنُ سُلَيمانَ بنِ عَمْرِو بنِ نافِعٍ الشّراحِلِيّ الحَكَمِيّ أَبو العُلَيْفِ بنُ هَيْسٍ: بَطْن من اليَمَن، مِنْهُم الجَمَالُ محمّدُ بنُ الحَسَن، وعِيسَى العُلَيْفِيّ، سَمِع على العِزِّ بنِ جَمَاعَة، وَمَات بمكّة.) (ج: 17، ص: 48)


مولده و نشأته:
ولد في حلي ابن يعقوب في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة هجرية ( 742 هـ) ، زار ملوك اليمن وأمراء مكة وينبع ، ومدحهم ، ونال استحسانهم و أغدقوا عليه الهدايا و الجوائز والثناء.
كانت آخر زيارة له لليمن في عام( 783) هجري ، ثم رجع لحلي ، ثم رحل إلى مكة المكرمة ، ثم ينبع ثم انقطع إلى حسن بن عجلان صاحب مكة.

صفاته:
لم أقف على صفاته الجسدية كالطول و اللون و الهيئة ، وهذا لا يهم فهو عربي محضٌّ ، وإن كان هذا مما يقرب صورته للأذهان ، فيساعد على فهم جوانب من تصرفاته و أدبه .
كان معتدا بنفسه ، معجبا بشعره ، حتى أنه يفضله على شعر أبي تمام و المتنبيّ ، وفيه تشيع .
تشيع ابن العليف:
اتفقت كتب التراجم على غلوه في التشيع ، والذي يظهر لي أن ابن العليف كان متشيعا جدا ، فيتعصب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه و يقدمه على ما سواه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا زين الدين المَلَطي في نيل الأمل في ذيل الدول ، يقول : (وكان متغاليا في التشيّع.) ، ولم يذكر عنه الرفض سوى الطيب بامخرمة ، وكلامه مردود عندي بعدة أمور منها:
1. أن الحجاز قد شاع فيه المذهب الشافعي ومذهب التصوف ، و الشافعية أهل سنة مشهورون ، والمتصوفة و إن كانوا مبتدعة من جهة اعتقادهم في أهل القبور إلا أنهم يعظمون صحابة رسول الله _صلى الله عليه و سلم – رضي الله عنهم أجمعين .
2. حلي ابن يعقوب مثله مثل الحجاز ، كانوا شافعية ، وظهر التصوف فيها ، وقد ذكر ذلك اليافعي تلميذ الشيخ علي بن عبدالله الطواشي ، الذي ألتقى به في حلي مرتين ، وذكر ذلك ابن بطوطة في رحلته حين زار حلي بن يعقوب مع أميرها عامر بن ذؤيب الكناني ، واثنى على متصوفة هناك كان يرأسهم قبولة الهندي و هو تلميذ علي الطواشي .
3. لو كان ابن العليف الأب ، رافضيا لتشرب أولاده مذهبه ، ولكن العكس ، فقد أثنى أهل التراجم على أبنائه و منهم ابنه : حسين ، قال عنه جلال الدين السيوطي (849 - 911 هـ، 1445 - 1505 م) ، في نظم العقيان في أعيان الأعيان : (حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم، بدر الدّين الحَلوي، الشَّافِعِي، الْمَعْرُوف بِابْن العليف، شَاعِر الْبَطْحَاء. ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع على المراغي وَغَيره، وَكَانَ عَالما فَاضلا أديباً مفتياً. مَاتَ فِي محرم سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة. وَمن نظمه: سل الْعلمَاء بِالْبَلَدِ الْحَرَام ... " وَأهل الْعلم فِي يمن وشام ")

4. والتشيع ثلاثة أقسام : تشيع معتدل ، و تشيع غالٍ ، وتشيع كفري وهو تشيع الروافض الذين يكفرون الصحابة و يلعنون أبابكر و عمر و عائشة رضي الله عنهم ، ويسموننا من خالفهم بالعوام ، و يعتقدون بمصحف غير هذا المصحف الذي في أيدينا .
والشاعر الحلوي ابن العليف ، كان فيه غلو في التشيع ، وهي بدعة صغرى ، قال شمس الدين الذهبي في ميزان الاعتدال: (البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة.
ثم بدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة)( ج:1، ص: 5_6)
5, أدركتُ رجلاً من أهلي حلي كان فيه تشيع غالٍ، كان يعملُ فَرَّاشَاً في إحدى مدارس حلي ابن يعقوب ، وكان يقدمُ علي بن أبي طالب على أبي بكر و عمر ، رضي الله عنهم ، و كان يثني على الشيخين : أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وهذا الذي أظنه في أمر الشاعر ابن العليف الحلوي .
.
....................

أسرة الشاعر ابن العليف و مكانتهم الأدبية :
عائلة ابن العليف أسرة أدبية بامتياز ، نبغ منها عدة أسماء مرموقة ، أشارت لها كتب التراجم اليمنية و المصرية والتركية و الحجازية بأصابع الثناء و الإجلال، ومن هؤلاء :
1.الشاعر الأديب محمد بن الحسن ابن العليف الحلوي ، صاحب الترجمة .
2. ابنه : علي بن محمد بن الحسن ابن العليف .
3. ابنه : حسين محمد بن الحسن ابن العليف .

.........................
سيرته من كتب التراجم:
قال الطيب بامخرمة في قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر:
(( ابن العليف الأديب):
الأديب البليغ أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن العليف، أوحد شعراء عصره، وفصحاء دهره.
كان شاعرا فصيحا بليغا، حسن السبك، جيد المعاني، وكان معجبا بنفسه، مغاليا في استحسان شعره، حتى إنه ليفضله على شعر المتنبي وأبي تمام، ولا تنكر فصاحته وبلاغته، ولكن أين السّنام من المنسم؟ ! وفي شعره الغلو في الرفض والتشيع، ومن شعره في ذلك قوله: [من الوافر]
فقلت رضيت بالإسلام دينا … وتوحيدي لرب العالمينا
وتقديمي على زيد وعمرو … وتفضيلي أمير المؤمنينا
أقول لمن يقدمهم عليه … خطيبا قائما في المسلمينا
صددت الكأس عنا أمّ عمرو … وكان الكأس مجراها اليمينا
وقال يمدح الأشرف بن المفضل بقصيدة وازن بها قصيدة المتنبي العينية التي يمدح بها سيف الدولة، وأولها: [من البسيط]:
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع … إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا
فقال ابن العليف في أول قصيدته: [من البسيط]
الله لي عوض عن وصل من قطعوا … رزقي عليه فلا فقد لما منعوا
وقال يمدح الوزير علي بن عمر بن معيبد الأشرفي: [من الطويل]:
بنوا برمك كان وآل معيبد … عليّهم في الفضل أعلى مراتبا
تشابهت الأكفاء في كل أمة … فكانوا لقيطا في اشتباه وحاجبا
وهذا الذي أضحى وكل لفضله … مقر بأن الشمس تخفي الكواكبا
عظيم مهيب في العيون تخاله … على الأرض نورا في السماوات ثاقبا
ومن شعره ما كتبه إلى صديق له في وصف الشيب: [من الوافر]:
لقد بدلت كافورا بمسك … عهدناه بلمّتك الكريمه
وكان المسك أدنى منه عرفا … لناشقه وأغلى منه قيمه
وله أشعار كثيرة يمدح بها أمراء مكة: كعنان بن مغامس، وحسن بن عجلان وغيرهما، وأئمة الزيدية؛ كعلي بن محمد الهدوي، وولده الإمام صلاح، وملوك اليمن وغيرهم، ووصلوه بصلات جزيلة، وكان ضنينا بشعره، ومنقبضا عن الناس.
قال الخزرجي: (أقام مدة باليمن، ثم رجع إلى المخلاف، وكان آخر العهد به في سنة ثلاث وثمانين وسبع مائة) اه‍ (1)
ووجدت بخط شيخنا الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي: (أن المذكور ولد بأرض حلي بن يعقوب سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة، وتردد إلى مكة كثيرا، وسمع بها من القاضي عزّ الدين بن جماعة، وأنه توفي بمكة سابع رجب سنة خمس عشرة وثمان مائة، ودفن بالمعلاة) اه‍ )( ج: 6 ص: 371_372)
.....
قال التقي الدين الفاسي في العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين ،
(محمد بن حسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلّم ـ بتشديد اللام ـ العدنانى، الحلوى، يلقب بالجمال، ويعرف بابن العليف الشاعر:
نزيل مكة. وكان كثير الشعر يقع له فيه أشياء مستحسنة، وكانوا يغلو فى استحسانها، بحيث يفضل نفسه فيها على المتنبى وأبى تمام. وعيب عليه ذلك مع أشعار له تدل على غلوه فى التشيع.
وكان بينه وبين يحيى النشوشا، شاعر مكة مهاجاة، أقرع فيها النشوشا عليه.
وله مدائح كثيرة فى جماعة من الأعيان، منهم: الأشرف صاحب اليمن، والإمام صلاح بن على الزيدى صاحب صنعاء، وأمراء مكة: الشريف عجلان بن رميثة، وأولاده الأمراء شهاب الدين أحمد، وعلاء الدين على، وبدر الدين حسن، وابن عمهم عنان بن مغامس.
وأجازه عنان على بعض قصائده فيه، وهى التى أولها:
بروج زاهرات أو مغانى
بثمانية وعشرين ألف درهم على ما بلغنى.
ونال ـ أيضا ـ من الشريف حسن صلات جيدة. وله فيه مدائح كثيرة حسنة ، وانقطع إليه فى آخر عمره نحو اثنتى عشرة سنة، حتى مات بمكة فى ليلة الجمعة سابع رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة، ودفن فى صبيحتها بالمعلاة.
ومولده سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بحلى.) . ( ج: 2 ، ص: 161 _162).

وقال في سيرة عنان بن مغامس بن رميثة بن أبى نمى : (ومما سمح به لبعض الشعراء، وهو الجمال محمد بن حسن بن العليف، ثلاثون ألف درهم، جزاء على قصيدة مدحه بها أولها: بروج زاهرات أو مغانى) ( ج: 5 ، ص: 423)
..........
قال زين الدين المَلَطي (844 - 920 هـ = 1440 - 1514 م)، في نيل الأمل في ذيل الدول:
في أحداث سنة 815 هجري:
( وفي رجب مات الشاعر الأديب، الفاضل، جمال الدين بن العليف محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم بن يحيى الحلوي ، المكيّ.
وكان بارعا في النظم، إلاّ أنه كان عريض الدعوى، وكان متغاليا في التشيّع.بغته الأجل وله ثلاث وستون سنة)(ج:3، ص:241)
قال ابن العِماد الحنبلي (1032 - 1089 هـ = 1623 - 1679 م) ، في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، سنة خمس عشرة و ثمانمائة :
(وفيها جمال الدّين محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم المكّي الحلوي - بفتح المهملة وسكون اللام، نسبة إلى حلي كظبي مدينة باليمن، المعروف بابن العليف- بمهملة ولام وفاء مصغر-.
ولد بحلي سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، ونزل بمكّة، وسمع من العزّ بن جماعة، وكان غاليا في التشيّع وتعاني والنّظم فمهر فيه وفاق أقرانه إلّا أنه كان عريض الدّعوى ومدح ملوك اليمن، وأمراء مكّة، وينبع، وانقطع إلى حسن بن عجلان بمكّة.
ومن مدائحه في النّاصر لدين الله صلاح الدّين بن علي بن محمد صاحب صنعاء:
جادك الغيث من طلول بوالي ... كبروج من النّجوم خوالي
فقدت بيض أنسها فتساوى ... بيض أيامها وسود الليالي
قاسمتني وجدي بها فتساوى ... حالها بعد من أحبّ وحالي
وهي طويلة. وله فيه من أخرى:
يا وجه آل محمّد في وقته ... لم يبق بعدك منهم إلا قفا
لو كانت الأشراف آل محمد ... كتب العلوم لكنت فيها المصحفا
أو كانت الأسباط آل محمد ... يا ابن النّبيّ لكنت فيها يوسفا
وتوفي في سابع رجب)( ج: 9 ، ص:168)
........
قال الشوكاني في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع:
(مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم ، كمحمد ، بن محيي ، بِضَم الْمِيم وَفتح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء، ابْن العليف بِضَم الْعين الْمُهْملَة مُصَغرًا المالكي الشافعي وَيعرف بِابْن العليف ولد سنة 742 اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِبِلَاد حلي بن يَعْقُوب وَتردد إِلَى مَكَّة غير مرة سمع بهَا فِي بعض قدماته على الْعِزّ بن جمَاعَة وَقَالَ الشّعْر فمهر فِيهِ ونظم الْكثير وَانْقطع لى الشريف حسن بن عجلَان ومدحه بقصائد كَثِيرَة وَقدم إِلَى الإِمَام النَّاصِر صَلَاح الدَّين مُحَمَّد بن علي إِلَى الْيمن فمدحه بقصائد مِنْهَا القصيدة الْمَشْهُورَة الَّتِى يَقُول فِيهَا:
(جادك الْغَيْث من طلول بوالي ... كبروج من النُّجُوم خوالي)
(فقدت بيض أُنْسُهَا فتساوى ... بيض أَيَّامهَا وسود الليلى)
وَمِنْهَا فِي الْمَدْح
(وَترى الأَرْض أذيهم بمغزى ... هى فِي رعدة وفى زلزالي)
قَالَ السخاوي يحْكى أنه لما فرغ مِنْهَا قَالَ لَهُ الإِمَام أحسنت لَا كَمَا قَالَ الْفَاسِق أَبُو نواس
(صدح الديك الصدوح ... فاسقني طَابَ الصبوح)
فَقَالَ للْإِمَام مَا يقنعني هَذَا إنما أُرِيد مِنْك أَن يحكم لي بأني أشعر من المتنبي فَقَالَ الإِمَام لَيْسَ هَذَا إِلَى هَذَا إِلَى السَّيِّد مطهر صَاحب الفص فَإِنَّهُ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي عُلُوم الْأَدَب ومعرفتها فَقَامَ إِلَيْهِ وَعرض عَلَيْهِ ذَلِك بِإِشَارَة الإِمَام فَقَالَ لَهُ هَذَا المتنبي يَقُول فِي صباه
(أبلى الْهوى أسفا يَوْم النَّوَى بدني)
ثمَّ قَالَ لَهُ يَا هَذَا إن للمتنبي ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ مثلا يتَمَثَّل بهَا الْخَلِيفَة فَمن دونه وَأَمْثَاله لَا اعْتِرَاض فِيهَا لأحد فائتنا أَنْت بِثَلَاثَة أَمْثَال لم يسْبق إِلَيْهَا فَقَامَ من عِنْده وَرجع إِلَى الإِمَام وَقَالَ لَهُ إن السَّيِّد لَهُ إلمام بالأدب ولي بِهِ إلمام فحسدني وَلم يقْض لى بشئ فَقَالَ لَهُ الإِمَام لَا يفضلك أحد على المتنبي بعده وَلَكِن أَقُول لَك يَا مُحَمَّد لَو نطقت فِي أذن حمَار لصهل
وَكَانَ معجبا بِشعرِهِ متغالياً فِي استحسانه بِحَيْثُ يفضله على شعر المتنبي فيستهجن لذَلِك وَمن مدحه فِي الإِمَام الْمَذْكُور
(يَا وَجه آل مُحَمَّد فِي وقته ... لم يبْق بعْدك مِنْهُ إلا قفا)
(لَو كَانَت الْأَبْرَار آل مُحَمَّد ... كتب الْعُلُوم لَكُنْت مِنْهَا مُصحفا)
(أَو كَانَت الأسباط آل مُحَمَّد ... يَا ابْن الرَّسُول لَكُنْت مِنْهُم يوسفا)
وَتوفى لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع رَجَب سنة 815 خمس عشرَة وثمان مائَة بِمَكَّة. )(ج:2، ص: 157_159)
قال إسماعيل باشا الباباني (000 - 1339 هـ = 000 - 1920 م)، في هدة العارفين:
(ابْن العليف مُحَمَّد بن احْمَد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن احْمَد بن مُسلم جمال الدَّين المكى الشَّافِعِي شَاعِر بطحاء الشهير بِابْن العليف (بِضَم الْعين الْمُهْملَة مُصَغرًا) ولد سنة 742 وَتوفى بِمَكَّة سنة 815 خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة.) (ج: ص:180)

....................................
(1) و حلْيَةُ أو وادي العرج: وادٍ ، كذلك ، يقع بمحاذاة قرية حلية بمحافظة أَضَمَ ، في تهامة جنوب منطقة مكة المكرمة ، غرب المملكة العربية السعودية، وهو أكبر وادٍ في محافظة أَضَمَ، يمتد هذا الوادي من جبال الحجاز المطلة على ربوع العين ويمر بعدة قرى منها:
المحظر و كساب و أمّ حطب ، حتى يصل إلى الشَّاقَةِ ، عبورا إلى البحر الأحمر.
(2) الحسبة : تسمى اليوم الأحسبة.
(3) عليب : يسمى اليوم وادي الشاقة ، و الشاقة شاقتان : الشاقة الشامية ( شمال الوادي) جهة مكة ، والشاقة اليمانية (جنوب الوادي) جهة المظيلف والقنفذة و وادي حلي بن يعقوب.
(4) يبة : تسمى اليوم يَبَهْ ، تقع بين ( القوز والحبيل ) و حلي بن يعقوب ، وتبعد عن وادي حلي بني يعقوب بحوالي ثلاين كيلا ( 30 كم) شمالا . وليس بينها و بين بلدة القوز و الحَبِيْلِ ، سوى جسر ٍ يمر على وادي يبه المشهور .


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا