عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3167
 
زياد عموري
من آل منابر ثقافية

زياد عموري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
109

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
قلب سوريا

رقم العضوية
10422
05-10-2012, 01:10 AM
المشاركة 1
05-10-2012, 01:10 AM
المشاركة 1
Red face من مذكرات مراهقة ...
أخبروني أنك حملتني بعد ولادتي ...
وأنك ضحكت مستبشراً ...
ودعوت الله أن يحميني ...
حدثوني عنك قصصاً شتى ...
حين كنت في طفولة الطفولة ...
كنت كلما كبرت أكثر ...
تعلمت منك شيئاً ...
وتعلمت كيف تغدق علينا الذاكرة بالعطايا ...
تعلمت مشيتي الأولى منك ...
ومعظم اللغة لقنتني أحرفها ...
تعلمت منك أغلب الأشياء ...
والعمر يسرع بي ملياً ...
كنتَ وقتها تحملني على ذراعك بلا خجل ...
وتغدق علي بالهدايا والألعاب ...
وكلما أطعتك في شيء ...
ضحكت فرحاً وقبلتني ...
أرأيت أني أذكر كثيراً من قصتنا معاً ...
أذكر يوم قلت لي بأنك ستخطبني عندما أكبر ...
وأنك ستأخذني إلى كل بقاع الأرض جمالاً ...
لذلك ...
أعرف عنك كل الأشياء والأسماء التي أخبرتني بها يوماً ...
وأعرف كل أسماء العطر التي استعملتها طوال عمري ...
أذكر كل التفاصيل ...
لا ...لا ...
أعيش كل التفاصيل ...
كأني بيوم دخولي المدرسة ...
حيث لم تنفع حيل أمي و أبي بإقناعي بيومي الأول ...
حتى هددوني بأنهم سيخبروك كم أتعبتهم ...
ودائماً كان عقابي مقترناً بالحرمان من هداياك ...
ودائماً كانت الشكوى إليك ...
وكأنك ولي أمري ...
وحدك من دون كل الناس ...
تملك من أمري ما تشاء ...
منذ الصف الأول ...
وحتى صفي الأخير ...
وأنت كما أنت ...
لم تتغير ...
لولا بياض شعرك الذي زادك بهاءً ...
كنت أمتلئ بك كل يوم ...
وأنت كما أنت ...
تدللني كطفلةٍ صغيرة ...
وتحتفل بعيد ميلادي في كل عام ...
ودائماً تكون هديتك الأغلى ...
اليوم صار عمري خمسة عشر ...
خمسة عشر وعداً ...
خمسة عشر حلماً ...
لم تعد تضمني إليك ...
لم تعد تحملني على ذراعيك ...
لم تعد تحتال عليَّ كما كنت ...
وأنا أحاول جاهدةً أن أسمع كلامك الذي لم تقله ...
آهٍ لو تدري ...
كم رأيتك في منامي ...
وكم شكوت إليك صمتاً ...
آهٍ لو تدري ...
كم انتظرت أن أكبر أكثر ...
لتعاملني كأنثى ناضجة مرةً واحدة ...
أردت كثيراً أن أخبرك أسراري ...
لكن خجلي من وقارك منعني ...
فجأةً ...
صرت أراك بشكلٍ مختلف ...
صرت أراك كرجل ...
وأنا الأنثى التي ترقبه ...
صبرت عليك حينها ...
كما صبرت عليَّ يوم علمتني المشي ...
وانتظرتك ...
والغيرة تأكلني ...
من معطفك ...
وتبغك الفاخر نفسه ...
وعطرك الزاخر نفسه ...
وحديثك المدجج بالنساء نفسه ...
هكذا أنت ...
مذ فهمت كلامك ...
واليوم أنتظرك ...
لتلحظني ...
يا رجلاً لم أعرف غيره طوال حياتي ...
يا رجلاً لم يعد يجرؤ على تقبيلي كما كان...
يا رجلاً لم يعد يحملني على كتفه خجلاً ...
سأنتظرك هكذا ...
حتى أعلّمك كيف تحملني من جديد ...


كفى بك داءً ...
أن ترى الموت دواء ...