عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
4561
 
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية

رضا الهجرسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة
القاهرة ..مصر

رقم العضوية
12158
02-15-2015, 11:24 PM
المشاركة 1
02-15-2015, 11:24 PM
المشاركة 1
افتراضي الغرفة ..الجزء الأول
الغرفة
تأليف: رضا الهجرسى
سأترك للقارئ الحكم على صدق هذه القصة أو عدم تصديقها. ..و سأدع بطلتها تقص عليكم قصتها..
الجزء الأول
..كانت فرحة أبى وأمى كبيرة عند نجاحى في الثانوية العامة ..وأنا وحيدتهما و كل آمالهما فى الحياة ..خبت تلك الفرحة عندما ألقانى التنسيق إلى إحدى جامعات المحافظات البعيدة. حاول أبى استخدام جميع معارفه لنقلي إلى إحدى كليات القاهرة ..فوعدوه .. لكنهم أكدوا عليه أن أذهب الى كليتي و أسجل نفسي و أحضر محاضراتى لحين نقلى ..و أكدوا له أن الأمر لن يستغرق أكثر من أسبوع أو أسبوعين..و أعطاه أحد أصدقائه المقربين كارت توصية إلى مشرفة بيت الطالبات حتى تمنحنى غرفة بصفة مؤقتة . سافرنا أنا و أبى و حين قابلتنا المشرفة.. لاحظت الامتعاض الشديد على وجهها و اعتذرت فجميع الغرف شُغلت بالكامل ..و أننا آتينا متأخرين و حاول أبي باستماتة أن يقنعها أن إقامتى لن تزيد عن أسبوع أو أسبوعين ..و لكنها أصرت ..و فوجئنا بصوت إحدى الطالبات التى كانت واقفة خلفنا و هى تقول ..
- يا أبله ..هناك غرفة خالية فى نهاية الممر ..
نظرت إليها المشرفة فى غضب شديد ..و صرخت فى وجهها و طلبت منها العودة إلى غرفتها ..وهنا صمّم أبى على الحصول على تلك الغرفة و إلا سيشكوها للوزارة و يتهمها بأنها تتصرف في الغرف و تحجزها لمعارفها ...و هنا أحسست باستسلام المشرفة ..و لكنها نظرت فى عيني نظرة انخلع لها قلبي وسألتنى المشرفة —
- هل تصلين ؟ وتقرأين القرآن؟ فرد أبى بحماس:
- إن ابنتى و الحمد لله لا تترك فرضا ..
مدت يدها إلى أحد أدراج مكتبها و أخرجت مفتاحا و ناولته لي بيد مرتعشة ..و أشارت ناحية غرفة فى نهاية الممر ..منعت أبى أن يصطحبنى حسب اللوائح التى تمنع دخول الرجال داخل الغرف ..فودّعنى أبى ليلحق بالقطار..و بدأت أسير نحو غرفتى و نظرات المشرفة التي كانت تتابعني بوجهها المصفر و رعشة يدها تزداد كلما اقتربت خطواتى من باب غرفتى.. وضعت المفتاح بالباب .. أفزعنى صوت ارتطام كرسى المشرفة بألارض..و هي تقف فزعة..تحملق فيّ برعب شديد فسرته ساعتها أنه غضب من فقدها الغرفة .. فتحت الباب و دخلت فأغلقته خلفي خوفا من تراجعها .
بدأت أستكشف المكان..غرفة رائحتها كريهة لعدم تهويتها ..بها سريران و دولاب ..و حمام داخلي ..وضعت شنطتى على أحد السريرين ..انخلع قلبى عندما سمعت صوتا من ناحية الحمام يقول..
- لا ..هذا سريرى ..ضعي شنطتك على السرير الآخر ..
استدرت فزعة .. فوجدت فتاة جميلة رقيقة الوجه..جعلتنى ابتسامتها أسترد بعض هدوئى ..و تقدمت نحوي و هي ما زالت تبتسم..و بصوت رقيق قالت :
- أنا زميلتك في الغرفة ..ألم تذكر لك الأبلهة المشرفة ..أن لك زميلة بالغرفة ؟
وقفت و مددت يدى لأسلم عليها و لكنها تجاهلتها و أعطتنى ظهرها فأرجعت يدى الى جانبي و قلت لنفسي لعلها لم تر يدي الممدودة إليها..و جلسنا نتعارف و نتسامر في ود وضحك و قد أحبها قلبى بسرعة لروحها الطيبة و مرحها المحبب.. بدأ النوم يداعبني من إرهاق السفر وأغلقنا النور بعد أن ذهبت كل منا الي سريرها ..و فورا استغرقت فى نوم عميق .. رأيت كابوسا مفزعا ..أوعزته إلى الإرهاق الشديد الذى تعرضت له . رأيت رفيقتى في الغرفة جالسة على سريرها و النار مشتعلة فى سريرها تحيط بها من جميع الجوانب و تنظر نحوي مبتسمة .. قمت مفزوعة صارخة و الخوف يكاد يقتلنى .. اعتدلت في سريري و العرق يتصبب مني .. نظرت فى اتجاة سرير رفيقتى فوجدته خاليا ..و كأن أحدا لم ينم عليه ..استغفرت و قرأت بعض الأيات القرانية لأزيل هذا الكابوس البشع عن نفسي ..و قمت لأجهز نفسي للذهاب إلى أولى محاضراتي الجامعية ..و أقنعت نفسي أن رفيقتى بالغرفة قدغادرت مبكرة لأمر يخصها ..و بعد أن ارتديت ملابسي و جهزت كتبي ..اتجهت ناحية الباب لأغادر ..فوجئت بطرق خفيف على الباب ..
و فتحت الباب . فوجدت امرأة عجوزا طاعنة فى السن تتحرك بصعوبة بالغة ..دخلت دون استئذان ..و جلست على سرير الفتاة وهي تنظر أليه بحب شديد وتتحسس عليه بكلتا يديها برقة .. رفعت طرف الملاءة و أخذت تشمه بأنفاس عميقة وهي تغمض عينيها ..و فجأة نظرت في اتجاهي بود شديد وطيبة..و بصوت مرتجف قالت :
- أطمئني ..يا ابنتى ..أنا أم رفيقتك في الغرفة..هل رأيتها ؟ هل تكلمت معها ؟
فى ود شديد رددت على سؤالها لأطمئنها على ابنتها .
- نعم رأيتها و تكلمت معها و هي بخير اطمئنى يا أمى..
وقفت بصعوبة ..و اتجهت نحوي و احتضنتنى و أخذت تشمني و كأنها تبحث عن رائحة ابنتها ..ثم نظرت في عيني برجاء شديد..
- إذا رأيتها مرة أخرى ..أستحلفك بالله ..أن تقولي لها ..أن أمها لا ذنب لها.. و أنها لم تكن تدرى أن زوج أمها الفاجر كان يعتدي عليها
و أن موتها قد هدّ حياتي.. و جعلني أعيش كالموتى..
وقفت فزعة و جسدي يرتعد و الخوف يكاد يُخرس لساني...
- ماذا تقولين أيتها العجوز المخرفة ؟ موت من ؟ و أقول لمن ؟
- ألم تذكر لك المشرفة ..أن ابنتى أشعلت النار في جسدها و ماتت محترقة على هذا السرير ..و في هذه الغرفة ...
لم أرد عليها ..
تركت كل شيء و خرجت مسرعة ، قدماي تصطدمان ببعضهما .. تكادان لا تحملانى ,و جسدى يرتجف..
أخذت أجري و قلبى يكاد ينخلع من صدري رعبا ..
في اتجاه محطة القطار .

.................................................. ....................................
لقاءنا يتجدد قريبا مع الجزء الثاني .