عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2014, 10:49 PM
المشاركة 49
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إن كان سؤال الهوية يطرح نفسه بإلحاح في أعمال روان عبد الكريم ، فأدب روان يتخذ لنفسه هوية " من خلال التنوع " مع توالي الروايات ، فبين أدب الرعب و هواجس النفس ، وإطلالة على عالم الماورائيات و الأسطورة و أدب الواقع و الرواية السياسية ، تتنوع مناهل الهوية الأدبية لروان عبد الكريم .
في القصة كما في الرواية تنتهج روان أسلوبها المميز الذي يعتمد على الحبكة و قوة الشخصيات وحضورها الفاعل من خلال تعدد الأبطال مع إعطاء ثقل قوي للزمان والمكان .
تبتعد روان في أدبها عن اللغة غير المتداولة وعن المفردة المشوشة لانسيابية السرد ، كما لا تميل إلى كثرة الاستعارات والصور الشعرية التي قد تميل بالنص نحو النخبوية ، و تجنح بنصوصها نحو السلاسة والتشويق الذي يعتمد تقنيات الأعمال السينمائية والمسلسلات ، إذ هناك صعود للأحداث مع توالي الفصول والصفحات مما يتيح للقارئ متعة القراءة و حب الاستكشاف و لا تترك مجالا لتتسلل الرتابة والملل إلى القارئ .
تعتمد الكاتبة على حدسها القوي و خصوبة الخيال ، إذ سرعان ما تتفتح أمامها المشاهد المساندة لنقطة الانطلاق متواصلة و متكتلة و متعاضدة وهي تبني عمرانها الروائي في هندسة منطقية متقنة تسير في اطراد نحو نقطة الوصول ، التي تعطي للعمل قيمة كلية كبناء شامخ آسر .
ميزة تحضر بقوة في روايات روان هي غياب التكلف في البناء ، إذ لا تخونها السليقة الأدبية و حضور البديهة في كل مواطن أعمالها .

هذه مجرد قراءة بسيطة و غير وافية لأدب روان
و هذه أيضا نقطة انطلاق لمن يحب أن يشارك في قراءة هذه الأعمال لكاتبة تنقش اسمها على صخرة الأدب الصلبة بكثير من العزم و المثابرة و بموهبة لا تخلو من عبقرية .

و شكرا