عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2014, 03:25 AM
المشاركة 44
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ أيوب يشرفني أن أجدك دائما بالقرب .

ليس من السهولة بمكان تناول موضوع الهوية الذي تتعدد قراءاته الفلسفية لكن الأبرز أن الهوية تعني بالضرورة التميز ، فمن الصعب التحدث عن الهوية بمعزل عن الذات الفردية و تمايزاتها عن الآخر ، فسؤال الهوية منطقيا هو كيفية التعبير عن الاختلاف ، انطلاقا من الاسم واللون و القامة والبنية و اللغة إلى غيرها من التمايزات ، فالهوية من هذا المنطلق تكاد تتماهى مع الاختلاف ، و تطرح بقوة مسألة تدبير الاختلاف ، على عكس الوعي الأيديولوجي للهوية ينقلها إلى شوفينية تتمظهر سياسيا في جماعات متعصبة عنصرية . كما أن الهوية عندما تنتحل ماهيات الماضي و تبتعد عن حاضرها تسقط في وهم الهوية المتعلق بطوبوية المستقبل ، مما يجعلها لا تحسن صياغة حاضرها .
فنيا قامت روان بنسج رواياتها بضمير الأنا ، رغم أن الهوية مستقاة من الهو ، لأن الأنا خير تعبير عن الهوية من جانب ، فكل منا يعبر عن ذاته من تلقاء أفعاله وأقواله ، ولأن الأنا السامية تسقط في الغالب في سلوكات منحرفة نتيجة التركيز على الذات والإيمان المفرط بأحقيتها ، يتمظهر ذلك جليا في رواية أحلام المطر ، ففنيا الرواية بنيت على فصول نجد كل شخصية محورية تقدم نفسها بضمير الأنا ، وكل حدث من أحداث النص نقرأه من زوايا مختلفة وفق هويات متعددة .
لا أعتقد أن روان أتت عبثا بهويات مختلفة و نسجت بها أعمالها الإبداعية ، وربطت أفعالها بهوياتها ، سواء الهوية الفطرية أو المكتسبة ، إلا للتعبير عن واقع متأزم ، يشهد قيام وحدات هواياتية مختلفة في الحيز الجغرافي المستهدف ، فهناك هويات أممية عالمية مرتبطة بالتدين أو الليبرالية ، وهناك هويات إقليمية مرتبطة بالدولة القطرية ، وهناك هوية لغوية ، كما هناك هويات عشائرية وعائلية ، كلها أنتجت في النهاية إنسانا فاقدا للسلوك السوي بإفراط أو بتفريط . إنسان لا يستطيع السيطرة على الأحداث ينهار من جراء سلوكات هو بعينه من يقدم عليها .

يتبع