عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1510
 
رشيد عانين
من آل منابر ثقافية

رشيد عانين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
47

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16150
08-19-2020, 10:21 PM
المشاركة 1
08-19-2020, 10:21 PM
المشاركة 1
افتراضي الابتسامة الباكية
الابتسامة الباكية
تتحرك في داخله عهود الأمس البعيد القريب، ويتحرك بين جوانحه حب كان قد لامس شغاف قلبه منذ اللحظات الأولى التي قرر أن يكون فيها تَلْمَذِيَ الهوى، وتسائله الليالي ـــ وهو يخلد إلى فراش يلفظه مرات عديدة رغم نعومته لأن حرارة الذكرى تأبى إلا ان تجعل من العين ساهرة تشارك سائر الجوارح في الالتياع ــــ تسائله عن بقايا ذلك الحب بين الضلوع، فينهض ململما شعثه والدمع يغسل أحزان الفؤاد، ينهض بخطوات متثاقلة وكأنها مأسورة إلى حمل ثقيل، وهو يجر وراءه أحلاما سطرتها أقلام بريئة واعدة يومئذ، يوم كان الأستاذ تلميذا يتهادى في صورة أستاذ. تمتد يده لتفتح نافدة من نوافد العالم الافتراضي عساه يهرب إلى المجهول لكن عهد ووعد تنتصبان أمامه وتقسمان عليه في جوف الليل أن يرحل معهما إلى الماضي الذي جرّح الأكباد وجمع من غير تنافر بين الأضداد، ترتعش يده أمام قسمهما وتسكن في أعماقه نغمة ذلك القسم، وصداه يتردد ويتحول دبدبات تسري في مفاصله لكن روعة ذلك كله ونهايته ابتسامة ترتسم على شفتين مبللتين بالدموع فيهرع إلى المرآة ليرى نفسه وهي تجتاحها اللحظات الأولى للذكرى، ولأول مرة يفهم معنى الابتسامة الباكية.