عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
6096
 
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هند طاهر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,200

+التقييم
0.43

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة

رقم العضوية
9308
08-08-2011, 12:27 AM
المشاركة 1
08-08-2011, 12:27 AM
المشاركة 1
Thumbs up ۞ ۩ قطوف رمضانية ۩ ۞متجدد
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الله تبارك وتعالى قد فضَّل شهر رمضان على سائر الشهور، وكان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهم أكثر الأمة اجتهاداً وعبادةً واعتباراً واتعاظاً- يقدرون لهذا الشهر قدره؛ تأسياً واقتداءً بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فهذا الشهر هو شهر الصبر وشهر التقوى وشهر الكرم والجود، وإن ديننا هذا يقوم على أمرين: على الصبر وعلى الشكر، وأساس ذلك اليقين، لهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [[الصبر شطر الإيمان، واليقين الإيمان كله]].......
الاخوة والاخوات الكرام ,
يتجدد معكم اللقاء في رسالة جديدة من


۞ ۩ قطوف رمضانية ۩ ۞


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رسالتنا اليوم بعنوان :

رمضان شهر الصبر




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لأقوام السبيل, ونسأله أن يمدنا بعزم لا يأخذه فتور ولا ملل, وأن ينفي عن قلوبنا اليأس ويقوي منا الأمل, والصلاة والسلام على نبينا محمد المؤيد بأجل آية وأستطع برهان , الداعي إلى الدين الحق بأقوم حجة وأبلغ بيان , وعلى آله وأصحابه السادة الأمجاد والذين فتحو بحكمتهم القلوب, وبأسنتهم الوهاد والنجاد.

أمّا بعد :

فإن رمضان شهر الصبر, ومدرسة الصبر, فالصوم تعويد على الصبر, وتمرين عليه, ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر, وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال :
«الصوم نصف الصبر» [أخرجه الترمذي].

ثم إن الصبر ثلاثة أنواع :

صبر على طاعة الله, وصبر عن محارم الله, وصبر على أقدار الله المؤلمة, وتجتمع هذه الثلاثة كلها في الصوم, فإن فيه صبراً على طاعة الله, وصبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات, وصبراً على ما يحصل للصائم من ألم الجوع والعطش, وضعف النفس والبدن.

وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه, كما قال تعالى في المجاهدين : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة : 120] .

بل إن الصوم يضاعف مضاعفة خاصة, ذلك أن الله عز وجل يتولى جزاء الصائمين, فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف».

«قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به, إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي».

قال ابن رجب - رحمه الله – في الحديث : " فعلى هذه الرواية يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة, فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلّا. الصيام فإنّه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد, بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً بغير حصر عدد, فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10] " ا هـ.

وهكذا يتبين لنا عظم الإرتباط بين الصوم والصبر وأن الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأعلى منارة, وأكثر من ذكره في كتابه, وأثنى على أهله القائمين به, ووعدهم بالأجر الجزيل عنده.

قال تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ} [النحل: 127], وقال: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43], وقال عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ} [آل عمران:200], وقال : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءاً أعظم ولا أوسع من الصبر ».

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " وجدنا خير عيشنا بالصبر " .

وقال : " أفضل عيش أدركناه بالصبر , ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ".

وقال أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه : " الصبر مطية لا تكبو ".

وقال الحسن- رحمه الله -: " الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ".

فالصائم المحتسب يفيد دروساً جمة في الصبر من جراء صيامه, فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال صيامه, فيفيد درساً عظيماً في الصبر, حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وغيها.

والصائم المحتسب إذا أوذي أو شتم لا يغضب, ولا يقابل الإساءة بمثلها, ولا تضطرب نفسه.

الصائم المحتسب لا يثور لأتفه الأسباب كحال من لم يتسلحوا بالصبر, ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان, فيخرجون عن طورهم, وتثور نفوسهم, وتضطرب أعصابهم.

أما الصائم المحتسب فتراه هادئ النفس, ساكن الجوارح, رضي القلب.

والصائم المحتسب يطرد روح الملل, لأن صيامه لله وصبره بالله, وجزاءه على الله.

والأمة الصائمة المحتسبة تتعلم الإنضباط الصبر على النظام, والتحرير من أسر العادات.

وهكذا يتبين لنا أثر الصيام قي اكتساب خلق الصبر, فإذا تحلى الإنسان به كان جديراً بأن يفلح في حياته, وأن يقدم الخير العميم لأمته, ويترك فيها الأثر الكبير. وإن عطل من الصبر فما أسرع خوره, وما أقل أثره.

ثم إن الإنسان - أي إنسان - لابد له من الصبر إما اختياراً وإما إضرارا, ذلك أنه عرضة لكثير من البلاء في نفسه بالمرض, وفي ماله بالضياع, وأولاده بالموت, وفي حياته العامة بالحروب وتوابعها من فقدان كثير من حاجاته التي تعودها في حياته, فإذا لم يتعود الصبر على المشاق وعلى ترك ما يألف وقع صريع تلك الأحداث.

وكذلك حال الإنسان مع الشهوات, فهي تتزين له وتغريه, وتتمثل له بكل سبيل, فإذا لم يكن معه رادع من الصبر, ووازع من الإيمان أوشك أن يتردى في الحضيض.

وبالجملة فإن الصبر من أعظم الأخلاق, وأجل العبادات, وإن أعظم الصبر وأحمده عاقبة الصبر على امتثال أمر الله, والإنتهاء عمّا نهى الله عنه, لأنّه به تخلص الطاعة, ويصح الدين, ويستحق الثواب, فليس لمن قل صبره على الطاعة حظ من بر, ولا نصيب من صلاح.


وكما أن الأفراد بأمس الحاجة إلى الصبر فكذلك الأمّة, فأمة الإسلام - كغيرها من الأمم - لا تخرج عن سنن الكونية, فهي عرضة للكوارث, والمحن. وهي - في الوقت نفسه - مكلفة بمقتضى حكم الله الشرعي بحمل الرسالة الخالدة, ونشر الدعوة وتحمل جميع ما تلاقيه في سبيلها برحابة صدر, وقوة ثبات ويقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين.

وهي مطالبة بالجهاد في سبيل الله, لإعلاء كلمة ونشر دين الله, وإزاحة ما يقف في وجه الدعوة من عقبات, فلابد لها من الجهاد الداخلي الذي لا يتحقق إلّا بمجاهدة النفس والهوى.

وهذا الجهاد لا يتحقق إلّا بخلق الصبر, ومغالبة النفس والشيطان والشهوات, فذلك هو الجهاد الداخلي الذي يؤهل للجهاد الخارجي, لأنّ النّاس إذا تركوا وطباعهم وما أودع فيهم من حب للراحة, وإيثار للدعة, ولم يشيد أزرهم بإرشاد إلهي تطمئن إليه نفوسهم ويثقون بحسن نتائجه عجزت كواهلهم عن حمل أعباء الحياة, وخارت قواهم أمام مغرياتها, وذاب احتمالهم إزاء ملذاتها وشهواتها, فيفقدون كل استعداد لتحصيل العزة, والسمو, والمنزلة اللائقة.

فلهذا اختار الله لهم من شرع دينه ما يصقل أرواحهم, ويزكي نفوسهم, ويمحص قلوبهم, ويربي ملكات الخير فيهم.

ومن أعظم الشرائع التي يتحقق بها ذلك المقصود شريعة الصيام في شهر رمضان.

فيا أيّها المسلمون هذا رمضان يعلمنا الصبر, ويربينا على خلق الصبر, فليكن لنا منه أوفر الحظ والنصيب, وليكن زاداً لنا فيما نستقبله من أعمارنا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين.


المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار