عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2016, 07:42 AM
المشاركة 63
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
وقال الحطيئة يهجو:
أغربالاً إذا استودعت سراً ... وكانونا على المتحدثينا
الإذن
قال زياد لحاجبه عجلان: كيف تأذن للناس؟ قال: على البيوتات، ثم على الأسنان، ثم على الآداب. قال فمن تؤخر؟ قال: من لا يعبأ الله بهم. قال: ومن هم؟ قال: الذين يلبسون كسوة الشتاء في الصيف وكسوة الصيف في الشتاء.
وكان سعيد بن عتبة بن حصين إذا حضر باب أحد من السلاطين جلس جانباً، فقيل له: إنك لتباعد من الآذن جهدك. قال: لأن أدعى من بعيد خير من أن أقصى من قريب، ثم قال:
وإن مسيري في البلاد ومنزلي ... هو المنزل الأقصى إذا لم أقرب
ولست وإن أدنيت يوماً ببائع ... خلاقي ولا ديني ابتغاء التحبب
وقد عده قوم تجارة رابح ويمنعني من ذاك ديني ومنصبي
وقال آخر:
رأيت أناساً يسرعون تبادراً ... إذا فتح البواب بابك إصبعا
ونحن جلوس ساكنون رزانة ... وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا
وقف الأحنف بن قيس ومحمد بن الأشعث بباب معاوية، فأذن للأحنف ثم أذن لابن الأشعث، فأسرع في مشيته حتى تقدم الأحنف ودخل قبله. فلما رآه معاوية غمه ذلك وأحنقه، فالتفت إليه، فقال: والله إني ما أذنت له قبلك وأنا أريد أن تدخل قبله. وإنا كما نلي أموركم كذلك نلي آدابكم، ولا يزيد متزيد في خطوه إلا لنقص يجده من نفسه.
وقال هشام الرقاشي:
أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة ... وفي العتاب حياة بين أقوام
قدمت قبلي رجالاً ما يكون لهم ... في الحق أن يلجوا الأبواب قدامى
لو عد قوم وقوم كنت أقربهم ... قربى وأبعدهم من منزل الذام
حتى جعلت إذا ما حاجة عرضت ... بباب قصرك أدلوها بأقوام
قيل لمعاوية: إن آذنك يقدم معارفه في الإذن على وجوه الناس. قال: وما عليه؟ إن المعرفة لتنفع في الكلب العقور والسبع الهصور والجمل الصؤول، فكيف في رجل حسيب ذي كرم ودين؟ وقالت الحكماء: لا يواظب أحد على باب السلطان فيلقي عن نفسه الأنفة ويحمل الأذى ويكظم الغيظ إلا وصل إلى حاجته.
وقالوا: من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وقال الشاعر:
كم من فتىً قصرت في الرزق خطوته ... أصبته بسهام الرزق قد فلجا
إن الأمور إذا انسدت مسالكها ... فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبةإذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
ونظر رجل إلى روح بن حاتم واقفاً في الشمس عند باب المنصور؛ فقال له: قد طال وقوفك في الشمس فقال: ليطول وقوفي في الظل.
ونظر آخر إلى الحسن بن عبد الحميد يزاحم الناس على باب محمد بن سليمان فقال له: أمثلك يرضى بهذا؟ فقال:
أهين لهم نفسي لأكرمها بهم ... ولا يكرم النفس الذي لا يهينها
وفي كتاب للهند: إن السلطان لا يقرب الناس لقرب آبائهم ولا يبعدهم لبعدهم، ولكن ينظر ما عند كل رجل منهم، فيقرب البعيد لنفعه ويبعد القريب لضره وشبهوا ذلك بالجرذ الذي هو في البيت مجاور، فمن أجل ضره نفي، والبازي الذي هو وحشي، فمن أجعل نفعه اقتني.
استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت، فقال: أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، وقل له يقول: السلام عليكم، أأدخل.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع.
وقال النبي عليه السلام الأولى أذن، والثانية مؤامرة، والثالثة عزمة، إما أن يأذنوا وإما أن يرجع.

(1/20)