عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2011, 10:02 PM
المشاركة 59
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* العاصفة - يتيمتان ..(4)
كنت غارقة في تفاصيلك .. أنبش خفاياك التي نحتها طيشك على أوراق عمري .. أزفر بحدة وأعدك من الأموات أيضا , يتيمة أنا كهذه الغريبة .. وحيدة والعالم بأسره مضى معك ..
مازلت أتوشح بحداد اللوعة عليك .. ردائي حالك .. كسواد هذه العاصفة التي لا تكل ولا تهدأ أبدآ ..
- كيف حدث ذلك ؟
نظرت إليها مباشرة وتوغلت في عينيها المجهدتين , أحاول استشفاف ما وراءهما من أسرار ..
- قضوا في حادث مروري على الطريق ..
أجابتني الصغيرة مستسلمة لنوبة بكاء حادة تخللها نشيج مكتوم ..
- يا إلهي ..
انفلتت مني شهقة .. بينما أبعثر عليها حدقاتي الغائمة الغائمة بدمعة بلون الجحيم ..
فكرتَ أن أحتضنها , لأسرق منها حزنها وألمها .. كم تمنيت خلع قسمات الهلع عن وجهها المثير للشفقة ,
ولكن العاصفة وصوت المساء أحالاني إلى يتيمة أخرى كانت تتسمر مكانها ..
" أحلام" من أين أتيتِ أيتها الغريبة حتى أوقظتِ هذا العملاق النائم في صدري ؟ ..أي صدفة دفعتكِ إلى دروبي حتى تهيلي على رأسي بتراب الذكرى ..!
هذا العذاب .. هذا النشيج المعلق على حنجرتي ويتعاظم كل هنيهة حتى أضيق به ذرعا .. وذاكرة متخمة بطيف الراحل على متون الغيب .. كيف أمكنكِ وبكل براءة أن تستحضريهم
من أعماقي ..!
آه يا أحلام لو تدركين كم تماثلين ذلك الذي ملك علي قلبي .. كم تشبيهنه , كان كالأرض متناقضآ .. كصبح صيفي ساخن , كان يابسا ولينا .. صادقآ وكاذبا ..
رزينا وساخرا .. ذاك هو رجلي الذي تشبيهينه يا صغيرتي ..
- ومن يرعاكِ الآن يا عزيزتي ؟
أطلقت على مسامعها سؤالي الجديد .. وأطلقت معه بصرا زائغا كان يخترق الظلام .. حيث ثمة طيف تراءى لعيني بعد توقف المطر ..