عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2014, 05:36 PM
المشاركة 124
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تركي عبدالغني
هو الشاعر الأردني تركي عبدالغني من مواليد ( كفريوبا) قضاء مدينة ( إربد ) التي يحمل منهاشهادة في الأدب الإنجليزي ، و تأريخ ميلاده حوالي عام 1970 للميلاد ، مقيم بدولة ألمانيا من عام 1494 للميلاد ، عرفته في منتديات منابر ثقافية في حوالي عام 2007 للميلاد ، و هو شاعر صوفي وجودي يؤمن بعقيدة (وحدة الوجود) و هي من عقائد الصوفية المتطرفة .
و لا بد من قول شيء عن عقيدة وحدة الوجود :

(وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هو الوجود الحق، ويعتبرونه - تعالى عما يقولون علواً كبيراً - صورة هذا العالم المخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.)
و عقيدة وحدة الوجود موجودة من قديم الزمان فهي في الهندوسية و الطاوية و النصرانية و اليهودية المحرفتين ، و في العصر الحديث ظهرت على يد الفيلسوف اليهودي سبينوزا حين قال:
(
ما في الوجود إلا الله، فالله هو الوجود الحق، ولا وجود معه يماثله لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان متماثلان.)
و بناء على ما سبق فأصحاب وحدة الوجود يرون كل الناس مؤمنين و لكن كلّ على طريقته فهم يساوون بين الأنبياء أولياء الله و بين أعداء الله كفرعون و النمرود ، و هدفهم هو الصول إلي ذات الله لا إلى رضا الله .
_ و من عقائدهم البشعة عقيدة ( الإنسان الكامل ) التي اخترعها ابن سبعين ، فالمتصوف أو السائر يسير و يتدرج بين الأحوال و المقامات حتى يصل للكمال حيث يكون هو الله و الله هو، و هناك لا يوجد فوق و لا تحت و لا يمين و لا شمال بل الله و الصوفي الوجودي و هم بزعمهم اتحدوا فصاروا شيئا واحدا ،نعوذبالله من هذه الزندقة
و مصداق هذا قول الحلاج:
أنا من أهوى و من أهوى أنا= نحن روحان حللنا بدنا

و من العجيب أنهم أودعوا عقائدهم الشعر ؛ و مرده لسهولة التخفي فالشعر يحتمل الغموض و الرمز ، و سموا هذا الشعر بالعشق الإلهي ، و في شعرهم يعبرون عن تجاربهم الذاتية مع ذات الله ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا .

و أسلوب تركي عبدالغني هو عين أسلوب الحلاج و ابن الفارض و ابن عربي و و جلال الدين الرومي و عبدالغني النابلسي و ابن سبعين ، و من قرأ أشعارهم عرف من اين يستقي تركي عبدالغني لفظه و معناه ، شارك في شاعر المليون في إحدى دوراته و نال المركز الثاني
نال عدة جوائز تقديرية خلال مشاركاته الكثيرة في البلدان العربية .

من شعره :
1. قصيدة (على قدر التعلق):


إِنِّي لأجْزِمُ أَنَّنَا
نصفان كلهُمَا أَنَا
لا خَلْقَ نَقْرِنُنا بِهِ
لِنَقولَ نُشْبِهُ غَيْرَنا
إنْ لَمْ نَكُنْ أحْلى الخَلا
ئِقِ كُلّها..فَكَأَنّنا
*
*
*
لا أفقَ كُنْتَ تمره
من أعيني..إلاّ انْثَنى
أوْ أَيَّ شَيْء كُنْتَ تَنْ
ظُرُهُ معي..إلاّ انْحَنى
*
*
ما كانَ ذاكَ تَكَهُّنا
لِيُقالَ كانَ تَكَهُّنا
أَوْ كانَ ذاكَ تَمَنِّياً
لِنَقولَ فيهِ..لَعَلّنا
*
*
كالضَّوْءِ نَحْنُ، أَلَمْ نَكُنْ!
فَعَلامَ لَمْ نَرَ ظِلَّنا؟
وبنا الشّمالُ مَعَ اليَمي
نِ وَما تَباعَدَ أوْ دَنا
وَلَقَدْ بَلَغْنَا مَبْلَغَاً
لاَ فَوْقَ إِلاَّ تَحْتَنَا
*
*
*
فتَركتَني في موضع
لا أنت فيه ولا أنا
فيما لدي من الخي
ال وما لدي من المنى
وكَأَنّني خَلْفَ انْكِسا
ري..مُنْحَنىً في مُنْحَنى
لا ضوء فيه ولا ظلا
ل ولا هناك ولا هنا
*
*
*
يا آخر الأشياء بي
ما كان فقدك هينا
بكَ ما تُعلّقُني به
فعلامَ يرحلُ ما بنا
وأنا الأشد تعلقا
بالشك من أن أوقنا
حتى جَهلتُ مِنَ الودا
عِ مَنِ المُوَدَّعُ بَيْنَنَا
*
*
*
فَأْذَنْ بتأْبينِ الكلا
مِ وقدْ عَقَدْتَ الألسنا
وأنا الأقل تحملا
للحزن من أن أحزنا
النَّاسُ تَذْرِفُ أَدْمُعَا
وَأَنَا ذَرَفْتُ الأَعْيُنَا


2. قصيدة ( اغتراب ) و منها:

أنا الأَحَدُ
.
أنا لَهَبٌ وَأَرْتَعِدُ
.أنا ثَلْجٌ على ثلج
.. وَأَتّقِدُ
.
.
أنا شَيْءٌ عَنِ الأشْياءِ مُنْفَصِلٌ
وَبالأشياءِ .. مُتَّحِدُ
وبي أفراحيَ الثكلى
وبي أحزانيَ الحُبلى
إذا ما زُحزحت ..
تلِدُ
.
أنا وَسَطِيَّةٌ
عَبَثِيَّةُ التَّكوينِ فيها الشكُ مُعْتَقِدٌ ..
وَمُعْتَقَدُ
.
أنا لُغْزٌ مُشَفَّرَةٌ تَراكيبي
وَأَقْطابٌ إذا اقْتَرَبَتْ ..
مِنَ الأقطابِ تَبْتَعِدُ
.
.
أنا روحٌ مُقدَّسةٌ
يُعاقِرُ طُهْرَها ...
جَسَدُ
.
***
***
***
.
أَنَـا نِصْفَانِ مِنْ قَلَقٍ
وَمِنْ خَوْفِِ
.
.
وَضَيْفٌ - حَلَّ فِي الإثْنَيْنِ - مِمْنُوعٌ
مِنَ الصَّـرْفِ
يُعَشِّشُ بَيْنَ أَنْسِجَتِي
وَيَكْبُـرُ فِي جِرَاحَاتِي
وَمِنْ نَزْفِـي
.
وَلِـي عَيْنَانِ تَتَّقِيَانِ بَعْضَهُمَـا
فأين هما .. لأنظرني
وأَيْنَ أَنَـا .. لأَعْثُرَ بِـي ..
عَلَـى نصفي !؟
كَأَنِّـي ... مَا نَظَرْتُ إِلـيَّ إلاَّ خِلْتُنِي
... خَلْفِـي
.
**
**
**
.
لأنَّ اسمَ ابنتي
عَفراءْ
ولي كوفيَّةٌ
من نسجِ أورِدتي
وشَعري أسودٌ، وملامِحي
سمراءْ
عَرَفْتُ بأنَّ آدَمَ لَم يَكنْ أبَتي
وأُمّي لمْ تكُنْ حوَّاءْ
.
**
**
.
وَعدْت أقول في نفْسي
أنا وَحدي
أنا المسموم مِنْ وِرْدي
أنا المزروع في
ضِدي
أنا مَنْ لست أفْهمه
كأنَّ سِوايَ في جِلْدي
.
**
**
.
فّأينَ أنا
وّكيفَ أتوه عَنْ إبِلِي
وكيْف تَتوه عنْ خِيَمي..
فوانيسي !؟
وأين أنا
لأخْجَلَ منْ يراعي ..
حينَ يَعْشَقُ سَرْجَ سابِحَة
ويرْكبُ أظْهرَ العِيس !؟
وأين أنا
ليقْتَلَ أحمدٌ
في عُقْرِ مُفْرَدَتي
وتَصغُرَ دمْعةُ الخنْساء في عَيْني
وأفْرُودِيت .. تَعْظُمُ في مَقاييسي !؟
وَما باريسُ ما مدريدُ ما روما
وَمَنْ سِيزيفُ يبْعَثُ في ..
كَراريسي !؟
3. قصيدة (يد الموت) و فيها يكرر أفكار ابن الفارض في تائيته :

قِيسي عَلَيْكِ بِغَيْرِ مِقْياسي
أنْتِ الغِوايَةُ لي وَوسْواسي
.
لي تَحْتَ عَيْنِ اللّهِ أَمْكِنَةٌ
والرّاحُ والأرواحُ جُلاّسي
.
فقَدِ اسْتَعَرْتُ فَماً لأُغْنِيَتي
وَوهَبْتُ قَلْبَ سِوايَ إحْساسي
.
***
***
.
خَبّأْتُ أحْرُفَهُ لِقافِيَتي
وَيَراعَهُ لِبَياضِ قِرْطاسي
.
وَمَشَتْ خُطايَ بِوَطْءِ خُطْوَتِهِ
واخْتَـــرْتُـــهُ رِئَـــةً لأَنْـفاسـي
.
.
فَوَضَعْتِني في غَيْرِ أمْكِنَتي
وَقَتَلْتِني بِرَصاص حُرّاسي
.
وَضَحِكْتِ حينَ أَمَتِّ ضِحكَتَهُ
وَبَكَيْتِ حينَ أَقَمْتُ أعراسي
.
***
***
.
ما كان ضَرَّكِ لَوْ أَقَمْتُ لَهُ
في مَسْجِدِ التّحريرِ قُدّاسي
.
.
صُلْبانُهُ وَأهِلّتي وَقَفَتْ
تَبْكي مَآذِنَهُ وَأَجْراسي
.
لَمْ تُدْرِكي مَعْنايَ في دَمِهِ
فَجَهِلْتِ مَعْنى اللهِ في النّاسِ

قلت: لو قرأ قارئ قول ابن الفارض في التائية قوله:

لقد صار قلبي قابلاً كل صورة = فمرعى الغزلان ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طائف = وألواح توراة ومصحف قرآن


لقلت : ما أشبه قول المتأخر بقول المتقدم ، و هذه عقيدة عندهم تسمى بـ (وحدة الأديان) فالكل مؤمن ولكن على طريقته و بهذا فهم يعتبرون اليهودي و المسيحي و البوذي و عابد القبور و عابد الصنم مؤمنين.

4. قصيدة ( الله) و فيها يختم مراحل الصوفي في الترقي
حين يتحد بالجمال و هو كناية عن الله بزعمهم:

سَكَنَ الضَّجيجُ
فلا صُراخَ ولا صَدى
مُذْ جاءَ يُنْزِلُني التُّرابَ لأصْعَدا

.

سَكَنَ الضَّجيجُ وقدْ أناخَ على فَمي
زَمَناً ... على قِصَرِ المكوثِ تأبَّدا

.

وَلَدَيَّ ما اقْتَطَعَ الزّمانُ على يَدي
وَمِنَ المسافَةِ ما اقْتَنَصْتُ مِنَ المدى


*
*

ولقدْ تعاظمَ فِيَّ حتّى اجْتازني
في عُقْدَةٍ .. تزدادُ فِيَّ تَعَقُّدا

.

في لَحْظَةٍ كَبُرَتْ عَلَيَّ كأنّما
هَرِمَ الزَّمانُ على يَدي فَتَجَعّدا

.

فازْدادَ مِنّي .. بالْيَقينِ تَمَكُّناً
وازْدَدْتُ منهُ على اليَقينِ تَكَبُّدا

.

وأنا سليلُ الماءِ, قَلْبٌ مُتْرَفٌ
يخشى على الأيّامِ أنْ تُسْتَنْفَدا


.

وأنا دُخانُ المِلْحِ .. آخِرُ مَيِّتٍ
مِنّي , على الرّمَقِ الأخيرِ تَمَدّدا

.

وكَأنْ تَسَلّلَ كالكلامِ إلى فَمي
خَدَراً .. يَمُدُّ إلَيَّ مِنْ فَمِهِ يَدا

.
حتى انْسَكَبْتُ على يَدَيْهِ كأنّني
وَجَعٌ على التّعَبِ الأخيرِ تَمَرّدا

.

*
*
.

فَمِنَ التّجَدُّدِ أن نجيءَ عِنايَةً
وَمِنَ العِنايَةِ أنْ نَعودَ مُجَدّدا

.

والآنَ يُكْمِلُني الزّمانُ بِنَقْصِهِ
وَغَداً أُقابِلُ مَنْ .. أُفارِقُهُ غَدا

.
*
*
.

فَفَتَحْتُ عَيْنِيَ لِلْوُجودِ فَلَمْ أَجِدْ
بَيْني وبينَ الحُسْنِ باباً موصَدا

.

وَتَرَكْتُ قَلْبِيَ كَيْ يَشِفَّ فأرْتَقي
مِنّي إلَيْهِ مُجَرّداً .. مُتَجَرِّدا

.

حَتّى تَخَلّلَني هَواهُ .. كأنَّما
مِنْ كُثْرِ ما اسْتَغْرَقْتُ فيهِ .. تَجَسَّدا


*
*


فَهْوَ الهُدى وَهْوَ الدّليلُ إلى دَمي
وَدَمي دليلُ الكائناتِ إلى الهُدى

.

وَهْوَ الذي في كُلِّ ما اسْتَغْرَقْتُهُ
مَلِكٌ ... يَحِقُّ لِمِثْلِهِ أنْ يُعْبَدا

.

لَمْ ألْقَ في مَلَكوتِهِ إلّا الذي
أصْغى فَكَبّرَ واهْتَدى فَتَشَهّدا

.

رَبٌّ .. عَلِيٌّ .. مُطْلَقٌ .. مُتَفَرِّدٌ
فَرْدٌ .. على عَدَدِ القُلوبِ تَعَدّدا

*
*

لو كان لي أمْرُ الوجودِ عِنايَةً
لأَمَرْتُهُ ... بالحُبِّ أنْ يَتَزَوّدا

.

وَلَعَلَّ أجْمَلَ ما يكونُ عِبادَةً
قَلْبٌ .. تَوَحّدَ بالجَمالِ فَوَحّدا






و بالجملة فتركي عبدالغني مع كونه من المصرحين بوحدة الوجود فهو من أبرز شعراء المدرسة الصوفية وحدة الوجود بكل ملامحها المتمثلة في:
عذوبة المفردة و علو النغم و الجنوح للغموض و الرمز
و التعبير عن عقائد الوحدة في ثنايا الشعر بل شعرهم هو عقيدتهم ، و كل شاعر يعبر عن تجاربه في حضرة الذات المعشوقة أي ذات الله تعالى الله عن هذا القول علواً كبيرا.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا