و كأنني قد جئت من بلد بعيد
لا شمس فيه و لا سماء
لا ليل فيه و لا ضياء
حتى الهواء
لا نسمة تحمل أشواقي إليك
لا برد فيه و لا شتاء
لا طعم فيه للحياة
كل الأيام سواء
كم أنهكتني غربتي
كم أشتاقك يا كل ما أتمنى
يا أجمل الكلمات قد قيلت
و ما زالت تداعب مقلتي
شوقا إليك
لسمائك الزرقاء تأخذني
لمدى بعيد
لشمسك المشرقة
لضيائك
لحنانك
لجنونك
أشتقت فيك لكل شيء
لدفاتري قلبتها في خاطرة
لدي
أنت التي قد صغتها من أجلها
أشتاق أنفاسك في صدري
أشتاق كلماتك في قلبي
أشتاق رعشتك التي تسري
في كل أوصالي
قد عذبتني تارة
لكنه أحلى عذاب
قد أسعدتني تارة
لكن ما أقسى الغياب
قد صادفتني كلما رأيتها
في كل وجه رسمتها
في كل حرف كتبتها
في كل نبض عشتها
و لم تغادر مهجتي
و كأنها
و كأنني
لكن ما أقسى الغياب
قد خط كل خرائطي
فلم أجد في غربتي
غير الترجي و العتاب
أعاتب الأيام
ما الأيام
أعاتب الأحلام
ما الأحلام
فلم أعد في أي وقت أراها
لا في الصحو و لا المنام
قد غادرتني غير مأسوف علي
و ودعتني دون همس
أو كلام
أو سلام
أو أشارة
و كأنها
و كأنني
لكن ما أقسى الغياب