عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2011, 11:36 AM
المشاركة 171
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد صالح الجابري وكتابه " الادب الاجزائري في تونس

تمهيد://يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على مُصنَّفٍ مُهمٍ من مصنفات علم من أعلام الفكر والثقافة والأدب في وطننا العربي، وهذا المُصنف هو كتاب:«الأدب الجزائري في تونس» للدكتور محمد صالح الجابري،أحد مشاهير الأدباء والكتاب التونسيين، وأكثرهم خصباً وإنتاجاً في عصرنا الحاضر.
ويتناول هذا البحث في شقه الأول:
حياة محمد صالح الجابري وآثاره،وأما في شقه الثاني،فيتناول كتابه المذكور بالتعريف والتحليل،هذا الكتاب الذي يُعد من أهم الكتب التي عرّفت بالأدب الجزائري في تونس، في القرن العشرين.
سنستعرض التعريف بالكاتب ومصنفاته،والكتاب ودوافع تأليفه،ثم مصادره ومحتواه،وقيمته العلمية والأدبية والتاريخية، ونختم الدراسة بخاتمة نلخص فيها أهم الأفكار التي وردت في الكتاب.


أولاً:حياته وآثاره
توطئة:
في الأسبوع الأول من شهر يونيو(جوان)2009م،قمتُ برحلة علمية إلى تونس،إذ سافرتُ إلى العاصمة التونسية، وزرت أهم مكتباتها،كالمكتبة الوطنية، ومكتبة كلية الآداب بمنوبة، ومكتبة سحنون، وغيرها.وكان في برنامج زيارتي أيضاً الاتصال ببعض رجالات الفكر والثقافة والأدب التونسيين(1)،وبخاصة المهتمين بالأدب الأندلسي والمغربي(أدب المغرب الأدنى والأوسط والأقصى)،وذلك لأقترح على بعضهم نشر مصنفاتهم في مؤسسة بونة للبحوث والدراسات التي أسستها في مدينة بونة(عنابة) بالجزائر،سنة2004م،وكان من بين المصنفات التي فكّرت في طبعها بمؤسستنا كتاب:«الأدب الجزائري في تونس» للدكتور محمد صالح الجابري.عندما أنهيت عملي بالمكتبات،اتجهت إلى مقر اتحاد الكتاب التونسيين لمساعدتي في الحصول على عناوين وهواتف بعض هؤلاء العلماء والأدباء والباحثين، وهناك وجدت بعض الإخوة البررة،يهشّون ويبشون، ويسألون عن الحال، وقد زوّدوني بمعظم العناوين، وأرقام الهواتف التي طلبتها منهم، ومنها رقم الهاتف المحمول الخاص بالدكتور محمد صالح الجابري، فاتصلت به لمدة يومين في فترات مختلفة، ولكنه لا يجيب،فهاتفت* بعد ذلك الأستاذ الدكتور محمود طرشونة، وسألته عن عنوان الدكتور محمد صالح الجابري، فأخبرني بأنه يعمل في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الألسكو)، ومقرها قرب شارع محمد الخامس بتونس العاصمة، فاستقلت سيارة أجرة فوراً، واتجهت إلى مقر المنظمة، ولما وصلت سألت عن مكتبه، وهناك علمت بأنه يرقد في غرفة الإنعاش بأحد المستشفيات بتونس العاصمة،فدعوتُ الله أن يشفيه، وانصرفت مطأطئ الرأس مُفكراً في الإنجازات العلمية المتميزة لهذا الرجل العملاق، وبعد حوالي أسبوعين سمعت خبر وفاته، رحمهُ الله وطيب ثراه.


1
-حياته(موجز ترجمته):
هو محمد صالح الجابري، ولد بتوزر في تونس،سنة:1940م، وتوفي في العاصمة التونسية يوم الجمعة26جمادى الآخرة1430هـ،الموافق19يونيو(جوان)2009م،عن عمر يناهز السّبعين سنة.
بدأ تعليمه، كبقية الأطفال في مدينته، في الكُتّاب فحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، ثم دخل المدرسة الابتدائية بمسقط رأسه سنة 1947م، والمعهد الثانوي سنة1954م، وتخرّج منه سنة1957م.
- انتقل إلى تونس العاصمة لمواصلة دراسته بالزيتونة، وحصل على شهادة التحصيل عام1961م،
وبعدها اشتغل مدرّساً في الابتدائي لعدة سنوات،
ثم سافر إلى بغداد سنة1967م للدراسة الجامعية،على حسابه الخاص،والتحق بكلية الآداب في السنة نفسها، وتخرّج منها مُجازاً في الأدب العربي سنة1971م. عاد إلى وطنه تونس،وعمل أستاذاً للغة العربية وآدابها بثانوية المنستير،ثم طمحت نفسه لاستكمال الدراسة الجامعية،فالتحق بمعهد اللغة العربية وآدابها،بجامعة الجزائر سنة1977م، وسجل موضوع الدكتوراه عن محمود بيرم التونسي، بإشراف الدكتور عبد الله ركيبي، وناقشه سنة1980م،حيث حصل على شهادة الدكتوراه.
وقد انتدب الدكتور محمد صالح الجابري إلى وزارة الثقافة، بتونس،لإدارة مصلحة الآداب،ثم عُيّن مديراً للمركز الثقافي التونسي بطرابلس الغرب. وعند انتقال الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس، التحق الجابري بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو)،حيث أشرف على إدارة الثقافة، وظل يعمل فيها باحثاً بارزاً حتى وافته المنية، وقد عُيّن على رأس مشروع«موسوعة أعلام وعلماء العرب والمسلمين»، التي صدر منها حتى الآن تسعة عشر مجلداً(2).


2- آثاره: توطئة:
طرق محمد صالح الجابري معظم الفنون الأدبية النثرية المعروفة في عصره،كالقصة، والمسرحية، والرواية،بالإضافة إلى الدراسات العلمية.
أ.في الدراسة العلمية:
للأديب محمد صالح الجابري عدة دراسات علمية، ومؤلفات أكاديمية،متميزة،عمل بعض أهل العلم والفضل على نشرها، وإخراجها للوجود ليستفيد منها الطلاب والدارسون،نذكر منها:
1-ديوان الشعر التونسي الحديث(تراجم ومختارات)،الشركة التونسية للتوزيع،تونس،1976.
2-الشعر التونسي المعاصر خلال قرن،الشركة التونسية للتوزيع،تونس،1974.
3-القصة التونسية،أوائلها وروادها،دار عبد الكريم عبد الله،تونس،1975.
4-دراسات في الأدب التونسي الحديث،الدار العربية للكتاب،ليبيا-تونس،1978.
5-الأدب الجزائري في تونس،(جزءان)،المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات(بيت الحكمة)،تونس،1991.
6-رحلات الأدباء التونسيين إلى الجزائر،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،الجزائر،1983.
7-يوميات الجهاد الليبي في الصحافة التونسية(جزءان)،الدار العربية للكتاب،ليبيا-تونس،1982.
8-التواصل الثقافي بين الجزائر وتونس،دار الغرب الإسلامي،بيروت،1990.
9-النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس،الدار العربية للكتاب،تونس،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،الجزائر،1983.
10-محمود بيرم التونسي في المنفى،حياته وآثاره،(جزءان)،دار الغرب الإسلامي،بيروت،1987.
11-أبعد المسافات،مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله،تونس،1977.


ب.في الرواية:
للأديب الباحث محمد صالح الجابري ثلاث روايات مطبوعة فقط،فيما أعلم،هي:
1-يوم من أيام زمرا،الدار التونسية للنشر،تونس،1968.
2-البحر ينشر ألواحه،الدار العربية للكتاب،ليبيا-تونس،1975.
3-ليلة السنوات العشر،الدار العربية للكتاب،تونس،1982.


ج.في القصة:
كتب الأديب محمد صالح الجابري مجموعتين قصصيتين،هما:
1-إنه الخريف يا حبيبتي،الدار التونسية للنشر،تونس،1971.
2-الرّخ يجول في الرقعة،الدار العربية للكتاب،ليبيا-تونس،1977.


د.في المسرحية:
كان محمد صالح الجابري إذن،باحثاً، وروائياً، وقاصاً، وأدلى بدلوه أيضاً في فن المسرح،وقد وصلتنا من الأديب مسرحية بعنوان: كيف لا أحب النهار؟،الدار العربية للكتاب،ليبيا-تونس،1979.


ثانياً:كتابه«الأدب الجزائري في تونس1900-1962»
تقديم:
صدر هذا الكتاب عن منشورات المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات«بيت الحكمة» ،*** بتونس،سنة1991.وكتاب«الأدب الجزائري في تونس»،يقع في ست وثلاثين وسبعمائة صفحة(736)،من الحجم المتوسط،في جزءين، ويضم في طياته دراسة وافية عن الأدب الجزائري في تونس، من سنة1900 إلى سنة1962م، وقد بذل الباحث جُهداً كبيراً في جمع المادة ودراستها دراسة علمية.


1-دوافع تأليف الكتاب ومصادره:
لقد ورد في التقديم أن السبب في إنجاز هذا البحث يعود أساساً إلى غايتين،«وإن السبب في إنجاز هذه الدّراسة يعود أساساً إلى غايتين،أولاهما أن أساعد الدّارسين الجزائريين المتطلعين إلى استيفاء مصادر أدبهم،على الكشف عن بعض الصفحات المجهولة حقا من أدبهم، وُأنصف أولئك المبدعين الذين كان لهم شرف إرساء المعالم الأولى للأدب الجزائري الحديث،في صمت وفي ظروف عويصة مفعمة بالإحباط والخيبة، والحرمان، والعنت، وشظف العيش.