عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 11:06 PM
المشاركة 115
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

وادي السَّلام : إسمٌ للوادي الكبير الواقع بالجانب الشمالي الشرقي من مدينة النجف الأشرف في العراق، و وادي السَّلام هذا هو مقبرة عظيمة جداً، وربما عُدَّت أكبر مقبرة في العالم، أو من أكبر مقابر العالم نظراً لمساحتها الواسعة.

وهذه المقبرة بقعة مباركة تضمُّ مرقد النبيين هود وصالح(عليهما السلام)، كما تضمُّ قبور عدد كبير من أولياء الله الصالحين والعلماء الأبرار والمؤمنين الشيعة الذين دفنوا هناك منذ أن عُرف قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السَّلام) في النجف الأشرف في سنة 170 هجرية .

ومنذ أكثر من ألف سنة والشيعة تجهد في نقل جثث ورفاة موتاهم من شتى بلدان العالم إلى وادي السلام لِما وردت في فضيلته روايات كثيرة تدل على قدسيته وكرامته.

كما أن هناك روايات تؤكد على أن وادي السلام بقعة من بقاع جنة عدن، وأن أرواح المؤمنين تجتمع إلى بعضها في هذا الوادي.

فقد رُوِيَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السَّلام) إِلَى الظَّهْرِ[2] فَوَقَفَ بِوَادِي السّلامِ كَأَنَّهُ مُخَاطِبٌ لأقْوَامٍ، فَقُمْتُ بِقِيَامِهِ حَتَّى أَعْيَيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتَّى مَلِلْتُ، ثُمَّ قُمْتُ حَتَّى نَالَنِي مِثْلُ مَا نَالَنِي أَوّلا، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتَّى مَلِلْتُ، ثُمَّ قُمْتُ وَجَمَعْتُ رِدَائِي.

فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، فَرَاحَةَ سَاعَةٍ، ثُمَّ طَرَحْتُ الرِّدَاءَ لِيَجْلِسَ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لِي: "يَا حَبَّةُ إِنْ هُوَ إِلا مُحَادَثَةُ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤَانَسَتُهُ".

قَالَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّهُمْ لَكَذَلِكَ؟!

قَالَ: "نَعَمْ، وَلَوْ كُشِفَ لَكَ لَرَأَيْتَهُمْ حَلَقاً حَلَقاً مُحْتَبِينَ يَتَحَادَثُونَ".

فَقُلْتُ: أَجْسَامٌ أَمْ أَرْوَاحٌ؟

فَقَالَ: أَرْوَاحٌ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ فِي بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الأرْضِ إِلا قِيلَ لِرُوحِهِ الْحَقِي بِوَادِي السَّلامِ، وَإِنَّهَا لَبُقْعَةٌ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ"

وعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ[4](عليه السَّلام)قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَخِي بِبَغْدَادَ وَأَخَافُ أَنْ يَمُوتَ بِهَا.

فَقَالَ:"مَا تُبَالِي حَيْثُمَا مَاتَ، أَمَا إِنَّهُ لا يَبْقَى مُؤْمِنٌ فِي شَرْقِ الأَرْضِ وَغَرْبِهَا إِلا حَشَرَ اللَّهُ رُوحَهُ إِلَى وَادِي السَّلامِ".

قُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ وَادِي السَّلامِ؟

قَالَ: "ظَهْرُ الْكُوفَةِ، أَمَا إِنِّي كَأَنِّي بِهِمْ حَلَقٌ حَلَقٌ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ"

للشيخ صالح الكرباسي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)