الموضوع: أرض النساء
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2011, 04:52 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة معمقة لرواية " ارض النساء"

يبدأ الجزء الثاني من النص بلازمة شبيهه بتلك التي سبقت الجزء الأول...فيها شيء من التوطئه لما يدور في جسم النص على ما يبدو..
هناك تحت أضواء المدينة وبين زحام المارة .. أمنية لا تزال تلفظ أنفاسها .. تتمنىعلى النور أن يعطيها قبساً .. هو الحلم لا يزال حياً في قلوب النساء منذ أعوام .. ألف عام ولا تزال كما أنت .. أتيت من نجم بعيد .. لتحل بيننا كتمثال.. لكنه بديع ..


ومرة أخرى نجد أن الكاتبة تحشد عدد من الكلمات الرومانسية وكلمات ذات دلاله، فالمشهد (تحت أضواء المدينة وبين الزحام )، هناك (أمنية ما تزال تلفظ أنفاسها) ، ثم هناك ذكر للنور مرة أخرى وذكر لـ ( القبس... وهي كلمة توحي بالنور أيضا)، ثم هناك ذكر للحلم الذي ما يزال حيا في قلوب النساء وهو ما يؤشر إلى أن المرأة تقاد بقلبها فحتى الحلم يأتي من القلب عند بنات حواء حسب الكاتبة...حلم لرجل بديع يأتي من نجم بعيد...تنتظره النساء منذ ألف عام وفي ذلك كناية ربما عن معاناة المرأة التي تظل في انتظار الرجل فيكون للزمن معنى آخر...
ونجد أن الكاتبة تسخر الحركة في هذه الفقرة بذكر ( زحام المارة ) كما أنها تُسَخِرّ التضاد بذكر ( تلفظ أنفاسها + حيا )، وتضاد أخر يتمثل في (المرأة + والرجل)...ونجد الكثير من النور والإضاءة وكأننا في مشهد تصويري.
وفي النص تشخيص للأمنية وكأنها كائن حي يلفظ أنفاسه...وتتمنى على النور أن يعطيها قبسا..وفي نفس الوقت تنفي عن الرجل إنسانيته بأن تجعله مثل تمثال...وفي ذلك ما يشير إلى ذلك الصراع المبطن بين الذكر والأنثى...رغم أن الواحد منهما يظل في انتظار الآخر ولو لألف عام.