عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2012, 10:49 PM
المشاركة 53
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
س9 – هل لك أن تحدثينا عن حكايتك مع الكتابة الإبداعية؟ ما الذي دفعك للكتابة ابتدءا؟ أي ما هو الدافع الإبداعي لديك في تصورك؟ من اين تأتي هذه الرغبة؟

هذا السؤال تضمن جملة ( الكتابة الإبداعية ) وهذه جملة كبيرة جداً
فأن يصل المرء لمستوى كتابة إبداعية .. فهذا يعني أنه وصل إلى القمة وتعدّاها .. وأنا بعد في أول الطريق
هذا من جهة ..
ومن جهة أخرى .. كل من يكتب من قلبه يكون كاتباً
فقد سئل أعرابي : لماذا لا تكتب الشعر ؟
قال : كيف أكتب الشعر وأنا لا أغضب ولا أطرب ؟!!
وهذا دلالة أكيدة على أن أي عمل أدبي لا يستحق القراءة إلا إذا كان نابعاً من عمق تجربة انفعالية
ويكون العمل الأدبي ولادة لمشاعر داخلية ترجمت إلى كلمة على شكل من أشكال الكتابات الأدبية
كالشعر والنثر والخطبة والرسالة والقصة وما إلى ذلك من ألوان الأدب ..
أما الذي دفعني للكتابة بداية كنت قد تحدثت عنه في مشاركة سابقة .. حين شعرت بالقهر والظلم .. فكتبت ( صرخة أنثى ) وكنت طفلة حينه لم أكمل الخمسة عشرة عاماً وكأنني بسطوري تلك رفعت مظلمتي لمن يقرؤني .. ولما نالت هذه السطور إعجاب الآخرين .. شُحنت ثقة ً بقلمي فبدأت أقرأ وأقرأ وكلما واجهتني أثناء القراءة جملة أعجبتني .. سجلتها في دفتر خاص بي .. وكنت أكرر قراءتها حتى أحفظها .. وشيئاً فشيئاً بدأت أكتب سطوراً كلما جاشت في نفسي خواطر .. ليس بالضرورة هذه الخواطر أنانية تخصني .. قد يكون الألم الذي يداهمني هو ألم تجاه غيري .. وعلى سبيل المثال ..
في أحد جولاتي في الأسواق أيام العيد .. رصدت مشاهداتي ونقلت مشاعري على الورق حينما رأيت الفقير وأهو يجر أولاده وزوجته خلفه وليس معه ما يكفي لشراء حاجيات العيد ..
قطعت جولتي وكتبت موضوع ( يتعب وليس يتبع ) ..
وإليكموه :

ابتسامة الفقير تهمني
ودموعه تعنيني فهل تعنيكم أنتم أيضاً ؟؟!!


في مثل هذه الأيام .. يستعد الناس في العادة لتهيئة أنفسهم استعداداً لاستقبال العيد
وكغيري من الناس .. أجد نفسي أحياناً مجبرة على النزول إلى الأسواق ومزاحمة المارة
لشراء حاجيات العيد ..
ولكنني - ربما - لست كغيري ..
فأنا أرقب الوجوه .. وأقرأ تعابيرها
وهذه الليلة كانت لي هذه القراءات أرجو مشاركتي

فهنا رجل يجر خلفه امرأته وأولاده الخمسة .. متأففاً من متطلبات زوجته التي زادت عن الحد
وفاقت احتمال مقدرة جيبه ومحتوياتها على الايفاء بمستلزمات العيد التي تفوق عما اعتاد عليه في الأيام العادية ..
ماذا يفعل ..؟
المبلغ الذي بحوزته لا يكفي بالكاد أن يسد حاجة اثنين منهم ..
فلهذا قميص و بنطال وحذاء ..ولذاك ربما أكثر من ذلك ..
أما البنات فربما حاجاتهن في العيد أكثر وأكثر ..

هذا الرجل .. قرأت في عينيه البؤس .. وتصرفاته شرحت حاله بدقة ..
إنه فقير .. لا يجد ما يسد حاجات الصغار .. فماذا يفعل ..؟
وأطفاله يشتهون كل ما تقع عيونهم عليه ..
بالتأكيد .. وجه لنفسه ألف ملامة أن خرج وأولاده وعرض نفسه لمثل هذا الموقف ...
فقد سمعته يقول : يكفي .. يكفي .. هيا إلى البيت ..
وغادر الصغار السوق ..ووجوههم مكدودة .. وعيونهم تغرق بدموعها ..
فوجدتني أغادر السوق ودموعي تشاطرهم الدموع .. وتقتسم الألم وإياهم
ولم أشتر شيئاً

هذه قراءة ما ....
يتعب ... وليس يتبع



أشكركم على القراءة ...
تحية ... ناريمان