القصف قد شمل المدينة
( مدائن البراءة العربية تستباح من أمراء حسبوها ميراثا لعقولهم المريضة)
يستهدف القصف المدينة ...
فاستعدوا يا رفاق .
لملموا أطباق حلو عشائكم ..
كسروا أكواب شاي لم تزل في دفئه بعض الأماني ..
مزقوا أوراقكم ...
أو فاتركوها تحترق ...
واجمعوا أطفالكم ...
من حولكم ...
أو فاتركوهم ... في الأزقة ...
كي تمزًق في المساء
لحومُهم ..
أحلامهم ..
أقلامهم ..
ويسيل حبر دمائهم ...
فوق الكراريس الصغيرة ..
استهدف القصف المدينة .
لا عدوٌ هاهنا .!!!
غير العصافير التي راحت تزقزق في المدى
تغدوا تروح ... وتلقط الحب المتاح
على شبابيك المنازل.. والمآذن ..
فوق أقبية النهار ..
على غصون أشجار حميمة ..
لا عدو ها هنا ... غير النهار ...
وألف ألف من حكايات الجدود..
استهدف القصف المدينة .
لا تقلقوا ....
لا ما عهدنا أن سيحنث باليمين أميرنا..
لا تحزنوا ...
فسلال خبز القمح ،
عقد الورد ،
أغلفة المصاحف ،
والمتاحف ..
سوف يأكلها اللهب ...
قربان حب للزعيم .
الآن تأتي لحظة الصدق العفيفة ..
لحظة الرعب الخجولة ..
هل نصدق ؟
جاءنا في الليل بارا بالقسم ..؟
أم جاءنا ... أملا تلفع بالعلم ؟
كي ما يضم ديارنا ويرد كيد المعتدين؟
كي ما يصون حياتنا ...
كي ما يوفر في العشاء عشاءنا ...
ويسد جوع المعوزين؟
هل جاء يوفي بالوعود ؟
لامعا في بزة الميدان ...
الطالما أخفى بهاء نجومها عن عين عين عدونا ؟
يا سادتي بل جاءنا ...
من منخريه تفوح رائحة الردى
وعيونه ملأى بخيط العنكبوت ..وبالشماتة والعقوق.
لملموا أطفالكم ... أو فاتركوهم فوق أرصفة الدماء ْ.
لا وقت، فلتسكت قبيل النوم أحجية المساء.
لا وقت ، فلنضبط عقاربنا لوجه الفجر أو وقت الدواء..
استهدفَ القصف المدينة .
لا تقلقوا .
قد أقسم الربان جهد يمينه ..
أن سوف يغرق في الدما هذي السفينة ..
فاستعدوا يا رفاق ...
واستقبلوا فرحا هداياه الثمينة ..
فالقصف قد شمل المدينة.