عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
15602
 
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية

الدكتورة مديحة عتيق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
63

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10212
08-03-2011, 03:09 PM
المشاركة 1
08-03-2011, 03:09 PM
المشاركة 1
افتراضي الحمار الذهبي..أوّل رواية في التاريخ البشري
الحمار الذهبي ..أوّل رواية في التاريخ البشري
د.مديحة عتيق/الجزائر
تعدّ "الحمار الذهبي" أوّل رواية في تاريخ الإنسانية، وبلك فهي تسبق "دون كيشوت" لسرفانتس، و"روبنسون كروزو" لدانييل ديفو، فمن كاتبها؟ ومتى ألّفت؟ وما موضوعها؟ وما خصائصها السردية والجمالية؟ وما ملا شهرتها عالميا؟
مؤلفها:
هو أبوليوس المفكّر الأمازيغي (125م- 170م) من مواليد مدينة مداوروش بضواحي سوق أهراس شرق الجزائر، كان ضليعا في كلّ علوم عصره التي أخذها من قرطاج،ثمّ أثينا ثمّ إيطاليا و آسيا الصغرى، "هوية أبوليوس جزائرية المولد، وأفريقية المنبت، وأمازيغية الأصل، ولكنها رومانية الجنسية، وإغريقية الثقافة والفكر، وشرقية المعتقد"(1)
مضمون الرواية:
إنها قصة إنسان يهتم بالسحر، ويحب أن يتحول إلى طير، ولكنه يتحول إلى حمار. يتوجه شاب يوناني، يدعى لوكيوس، من مدينة كورنث، لأسباب عائلية إلى مدينة هيباتا بمقاطعة تيساليا. فيلتقي في طريقه إليها بمسافرين، سمع من أحدهما حكاية بشعة، ولكنها مثيرة عن الأعمال السحرية، حركت فضوله. وعندما وصل مدينة هيباتا، نزل ضيفاً على غني بخيل يدعى ميلو، والتقى في المدينة بصديقة لأمه، حذرته من الأعمال السحرية، التي تمارسها بامفيلا، زوجة مضيفه ميلو، وتمضي الأحداث لتمكنه الظروف من رؤية بامفيلا وهي تمارس أعمالها السحرية، وشاهدها كيف تأخذ بالمرهم الذي تدهن به جسمها للتحول إلى بومة، ومن حينها حرص لوكيوس أن يعيش هو نفسه تجربة تحول من هذا النوع، فألح على خادمة بامفيلا فأحضرت له المرهم المطلوب، إلا أنها أخطأت في تناول العلبة المناسبة، فكانت نتيجة ذلك هو أن تحول لوكيوس بعد أن دهن جسده إلى حمار بدل أن يتحول إلى طائر، وراح هو نفسه يشاهد كيف أخذت تبرز في جسمه كل أعضاء الحمار وكيف أخذ يتصف بجميع صفاته الظاهرة باستثناء عقله، الذي ظل عقل إنسان بما له من إحساس وإدراك وتدبير. وهنا تبرز المفارقة، وتأخذ الأحداث مجراها الممتع الذي يأخذ أبعاداً فلسفية نفسية اجتماعية تاريخية"(2)
ينتقل البطل من يد إلى أخرى فيستطيع بشكله الحماري وعقله البشري أن يطّلع على خبايا البشر و عيوبهم وحقدهم وقسوتهم، وفي ذلك تنديد قاس للانحطاط الأخلاقي الذي تدنّى له الإنسان، ورغم أنّ موضوع المسخ قديم إلا أنّ أبوليوس استطاع أن يضفي بصمته الخاصّة بما أضفاه على نصّه من قيم أخلاقية، " و يعبر تحول لوكسيوس إلى حمار عن فكرة المسخ الحيواني والعقاب القاسي لكل متطفل فضولي لم يرض برزقه وبشريته وإنسانيته، كما يحيل على ذلك الجزاء الذي يستحقه الزناة ومنحطو الأخلاق ،ذلك أن لوكسيوس سيدخل في علاقات جنسية غير شرعية مع خادمة مضيفه ميلون، وقد يدل هذا المسخ على انحطاط الإنسان وعدم سموه أخلاقيا. ولن يعود البطل إلى حالته البشرية إلا بعد التوبة والدعاء باسم الآلهة والتخلص من نوازعه الإيروسية وانفعالاته البشرية العدوانية وتدخل المنقذة إيزيس."(3)
لغة الرواية:
اختلف الدارسون في اللغة الأصلية التي كتبت به "الحمار الذهبي" فذهب بعضهم إلى أنّها كتبت بالأمازيعية، قال آخرون أنّها باللاتينية، وقال فريق ثالث أنها بالرومانية،وقال آخرون أنّها جمعت اللغات الثلاث بمستويات متفاوتة، لأنّ الشمال الإفريقي كان أمازيغي الأصول ومحتلا من قبل الرومان المتأثرين بالثقافة اليونانية..
شهرة الرواية وتأثيراتها:
نالت الرواية شهرة عالمية بتأثيراتها على الآداب الغربية والعربية على حدّ سواء فقد ألهمت غيرها بموضوع المسخ، والأجواء العجائبية، وتداخل الواقع بالخيال،..ومن الأدباء الذين تأثّروا بها نذكر على سبيل المثال لا الحصر: جيمـس جويـس و"كافكـا" وگوي دو موباسان وألفونس دوديه،
ومن الروائيين المغاربة الذين تأثروا كذلك بالحمار الذهبي محمد الهرادي في روايته (أحـلام بقـرة) ، وبنسالم حميش في روايته "سماسرة السراب"و "محن الفتى زين شامة"، ومحمد عز الدين التازي في روايتيه "المباءة" و"رحيل البحر"، وشغموم لميلودي في "عين الفرس"، ويحيى بزغود في روايته الرائعة "الجرذان"
الهوامش :
1- جميل حمداوي: -الحمار الذهبي- لأبوليوس أول عمل روائي في الفكر الإنساني والأمازيغي، مجلة الحوار المتمدّن، العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23
2 كتاب الحمار الذهبي أول رواية في تاريخ الإنسانية http://4kitab.com/book/734
3- جميل حمداوي: -الحمار الذهبي- لأبوليوس أول عمل روائي في الفكر الإنساني والأمازيغي