عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2016, 10:58 PM
المشاركة 47
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً استاذ ياسر

تقول في مداخلتك " هناك تعلق ذكرالحيوان بالأنثى و هناك تعلق الأنثى كما الذكر أيضا بصغارهما عند الحيوانات ، لكن هل يمكن التعبير هنا عن حبّ ، لا أظن ذلك ، هناك علاقة ما بين هذه المخلوقات تحفظ بقاءهم ، و هناك إشارات تدلّ على وجود مشاعر بين الحيوانات ، لكن هل يمكن أن نطلق عليها تلك المفاهيم الإنسانية ، هذا غير منطقي ، هناك أساس غريزي عند الحيوان يموضعه في إطاره الخاص ، لكن قدرة الإنسان هي عقلنة وجوده و تعقله ، وهنا أساسات العقل ، التفريق بين المشاعر ، يوما قرأت رواية مترجمة إلى العربية وهذا طبعا نسيته في مذكراتي فقد قرأتها و أنا في مدرسة التكوين ، عنوانها حب أم شفقة ، قصة غريبة جدّا أصابت الحيرة بطلها هل هو محبّ حقّا أم مجرّد شفقة وتعاطف مع البنت المصابة إن كنت أذكر بعرج أو ربما شلل في احدى رجليها . "
- نعم اتفق مع هذا التحليل الفلسفي للعلاقات الانسانية وبين الذكر والنثى ، واتفق انها مشاعر تحفظ البقاء ولذلك نستنتج ان الحب غبر موجود وانما هو فلسفة المشاعر التي تربط الذكر بالأنثى كما عند الحيوانات للكن ما يميز الانسان هو امتلاكه للغة ولذلك يستطيع ان يعبر عن تلك المشاعر بلغة تخرج على شكل قصائد او خواطر تصف هذه المشاعر وهذا ما ساهم في خلق وهم الحب حيث يميل عقل الانسان عند الحرمان الي المغالاة في وصف هذه المشاعر فتخرج على شكل ماسي او معلقات يتغني فيها صاحبها بالحبيب ويقف على اطلاله باكيا متحسرا .
.

وتقول " أحيانا لا نستطيع التمييز بين "الشيء" و الدافع ، مثلا أقول : "أنا أحب فلانة " هنا نطقت بكلمة أحب ، ربما تكون صادقة ، لكن الدافع إلى هذا الحب هو الذي يختلف ، أما الحب فهو موجود ، فمثلا هناك من يحب بنتا لأنها جميلة ، فيتعلق بها تعلقا رهيبا ، و ربما آخر يتعلق بميسورة و يحبها أيضا ، قد يكون الدافع هو حرمانه من المال و الجاه و لكن كل هذا نابع من "حب" الذات والحفاظ عليها ، فعلاقة حب الذات اتتخذت شكل حب المال ، و حب المال انتقل إلى حب صاحبة المال ، هكذا ينتقل الحب ليتجسد في علاقات كثيرة . في الأخير لا يمكن نفي هذا الحب لانه لا يستطيع الوقوف عند شيء معين ، بل وقوف هذه الغريزة ، التي لا تعرف الإشباع الحقيقي أبدا ، لأن القلق الوجودي يحول بينها وبين الإشباع ، فتتدقف باستمرار . و تتجسد في كل العلاقات "اللبدوية " التي تخترق الجماعات طولا وعرضا . و لا أعتقد إمكانية قيام علاقات دون هذه الغريزة القوية فعلا ، ولو توقفت لا أظن الإنسان سيبقى حيا و إن لم يتنحر .

- الموجود هو الدافع لكن قدرتنا على التعبير يجعلنا نعبر عن ذلك الدافع برومنسية لا مبرر لها سوى الحرمان وعدم القدرة على تلبية الحاجة لتحقيق التوازن وهنا نصنع الحب من بنات أفكارنا فنقع في وهم اننا نحب رغم ان ما يحركنا هو في الواقع الشهوة الجنسية التي لو أشبعت لزالت الحاجة للتعبير عنها بالكلمات.

لكن هذا الجزء من مداخلتك يطرح سؤال هل حقا ان هناك حاجة وراء كل حب ؟ ام ان الحب معادلة كيماوية غير واعية وغير عقلانية تحدث من غير وعي منا وبمجرد رؤيتنا لشخص اخر او سماع صوته كما يقول الشاعر والأذن تعشق احيانا ؟ فهل الحب تلبية لحاجات مادية ام هو عملية غريزية تتم دون تفكير ؟

. *