عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011, 09:48 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




سيطرت النساء على الباليه الإبداعية مع وجود راقصين متميزين مثل الفرنسيين جول بيرو (1810- 1892)J.Perrot، وأرتور سان ـ ليون(1821-1870)A.Saint-Leon. ولكن تفوق الراقصات تاليوني وإلسلر وغريزي وأمثالهن جعلهن رمزاً للباليه الإبداعية. ويعد بيرو من أهم رواد الباليه الإبداعية. فقد صمم رقصات استوحاها من الرقص الشعبي وطورها تطويراً مميزاً.


ومن أهم أعماله: «حورية البحر»، و«إزمرالدة» Esmeralda، و«كاترينا» وقدمت كلها في لندن. وقد أصبح التركيز في باريس ولندن، بعد عام 1850، على البراعة والتفوق في الأداء على حساب العنصر الشاعري، ولم يقدم سوى القليل من أعمال الباليه الجديدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكانت باليه «كوبيليا» (1870)Coppelia لمصممها سان ليون الاستثناء الوحيد، وقامت بأدائها راقصة بديلاً عن الراقص الرئيسي.



وفي إيطاليا، دوّن الراقص كارلو بلازيس (1797- 1878) C.Blasis العناصر الأساسية النظرية والعملية لفن الباليه سجلها في كتاب نشر في ميلانو عام 1820. وأنشأ مدرسة لتعليم الرقص تخرج فيها أشهر الراقصين ومدرسو الرقص في أوروبا مثل: إنريكو تشيكّتي (1850-1928) E.Cecchetti وهو من أبرع مدرسي الرقص في بداية القرن العشرين وقد صار مديراً لأكاديمية مسرح «لاسكالا».



ومن تلامذته الشهيرين فاسلاف نيجينسكي (1890-1950) V.Nijinsky (روسي من أصل بولندي)، والروسية آنا بافلوفا (1881-1931)A.Pavlova، والإيرلندية نينيت دوفالوا (1898) N.de Valoisالتي صارت مديرة دار باليه لندن الملكية. واقتبست المدرسة الإيطالية تقاليد بلازيس التي تتضمن ابتكاراته واكتشافاته الشخصية. وفي نهاية القرن التاسع عشر، ظهر راقصون وراقصات مهرة من اللاسكالا، دفع تفوق الراقصات فيها إلى التركيز على الراقصة الأولى.


بزغ فن الباليه في روسيا على يدي الراقص والمصمم المبدع ماريوس بتيبا (1822-1910) M.Petipa الذي دمج المدرستين الإيطالية والفرنسية في مدرسة واحدة عرفت باسم «الباليه الروسية» وحافظت روسيا على مكانة الباليه إبان القرن التاسع عشر وأصبح بتيبا رئيساً لمصممي الرقص في فرقة الباليه الروسية الملكية، وأنتج أفضل أعمال الباليه للمؤلف الموسيقي تشايكوفسكي Tchaikowsky مثل: «الجميلة النائمة»، و«بحيرة البجع». تلاه بعد ذلك ميشيل فوكين(1880-1942) M.Fokine الذي دعا إلى تعبير أقوى وأصالة أكبر في التصاميم والمشاهد والثياب، وحقق أفكاره بوساطة فرقة الباليه الروسية التي أحدثها سيرغي دياغيليف (1872-1929) S.Diaghilev وكان فوكين المصمم والراقص الأول فيها. وقد أدهش دياغيليف المجتمع الباريسي بفن الباليه الروسي في مجموعة من الحفلات والمعارض الناجحة التي نظمها، وقدّم فيها أعمالاً من موسيقى الباليه الروسية.


وكانت فرقته تضم مجموعة من الراقصين والراقصات المتميزين الذين نشروا شهرة الباليه الروسية في أرجاء العالم. وقد بلغ فوكين قمة إبداعه في تصميم رقصات الباليه الواحدة تلو الأخرى لمؤلفين موسيقيين شهيرين مثل ريمسكي ـ كورساكوف Rimsky-Korsakov في «شهرزاد»، وسترافنسكي Stravinsky في «طائر النار» Fire bird، و«بتروشكا» Petrouchka.


وتعاون فوكين كذلك مع فنانين مختلفين شهيرين آخرين مثل الرسام بيكاسو Picasso، ومصمم الباليه الراقص بالانشين(1904-1983) Balanchine. وقد اقترنت الباليه الروسية بالتجديد والإثارة وحافظت على شهرتها مدة طويلة.


أما نيجينسكي، فقدم عروضاً دلّت على مهارته الفائقة وقدرته على الدوران في الهواء مدة غير قصيرة. كما صمم الكثير من الرقصات، بتشجيع من دياغيليف، لقطع موسيقية مختلفة مثل «تمهيد لما بعد ظهر إلهٍ للريف» prélude à l'Après midi d'un faune للمؤلف الموسيقي الفرنسي ديبوسي Debussy، و«ألعاب» Jeux و«تتويج الربيع» le sacre du printemps لسترافنسكي، استخدم فيها جميعاً تقنيات فنية تجاوزت ما كان قائماً قبله.


واستعان دياغيليف، عام 1914، بالراقص ليونيد ماسين (1896- 1979) L.Massine الذي حل مكان نيجينسكي بعد انفصاله عن الفرقة، وقدمه أول مرة في عمل للمؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد شتراوس R.Strauss في «أسطورة جوزيف». وقد صمم ماسين رقصات عدد كبير من الباليه مثل:

«القبعة المثلثة الزوايا» the three cornered hat للمؤلف الموسيقي الإسباني دِه فايا De Falla، و«المهرج» (بولتشينلاّ) Pulcinella لسترافنسكي على موسيقى لبرغوليزي (1710-1736)Pergolesi. أما بالانشين فكان آخر من تعاون مع دياغيليف، وكان له طابع خاص و تأثير شخصي قوي في تاريخ الباليه بعد موت دياغيليف.


تطور رقص الباليه الحديث في أوروبا وأمريكا في أوائل القرن العشرين، وتجاوز تقاليد الباليه التقليدية بظهور أساليب تعبيرية جديدة. وقد صمم الألماني كورت يوس (1901-1979) K.Joos باليه «الطاولة الخضراء» المناهضة للحرب، ونالت فكرة الرقص الخالص شعبية واسعة. وصمم ماسين في الثلاثينات من القرن ذاته «الباليه السيمفونية» التي عبرت عن المحتويات الموسيقية لسيمفونيات بتهوفن Beethoven وبرامز J.Brahms.


وفي بداية عام 1956 قدمت فرقتا الباليه الروسيتان «البولشوي» و«كيروف» أعمالهما في العالم الغربي، وكان للمشاعر الدرامية المكثفة، والبراعة التقنية العالية للراقصين الروس أثر كبير. وما يزال تأثير التقنيات الفنية العالية للباليه الروسية في تطوير فن الباليه مستمراً حتى اليوم.


اكتسبت الباليه منذ بداية الستينات من القرن العشرين شعبية كبيرة ودخل العنصر الشبابي إليها سواء من حيث الموضوع أو الأسلوب. وصار الطابع البطولي مستحباً في الرقص، كما في الرياضة. وصار استخدام الموسيقى الشعبية، مثل الروك أند رول وموسيقى الجاز، شائعاً في كثير من أعمال الباليه.


ويقدم أرشيف الباليه اليوم تنوعاً كبيراً، إذ إن هناك أعمال باليه قديمة تعاد بطابع وإخراج مسرحي جديدين إلى جانب الأعمال الحديثة موسيقى وتصميماً. ويسعى المصممون والراقصون في تجاربهم، سواء في الرقص الحديث أو التقليدي، إلى تطوير إمكانات الرقص التقنية وعناصره الفنية الفاعلة.


ومن أشهر راقصات الباليه و راقصيها الآخرين:

آنا بافلوفا: وهي روسية من أشهر راقصات الباليه في العالم، شكلت فرقة خاصة بها قامت بجولات فنية كثيرة في أرجاء العالم، ورقصت في كثير من المسارح العالمية. ونذرت حياتها للرقص وألهمت، بعبقريتها الفردية والمثل الشجاع الذي قدمته، جيلاً كاملاً من الشباب في بقاع مختلفة من العالم.


وكذلك مدام رامبير (1888-1982) M.Rambert: وهي بولندية الأصل عملت مع دياغيليف ثم ذهبت إلى إنكلترة وأسست مدرسة باليه تحمل اسمها فكانت إحدى مؤسسات الباليه الإنكليزية الحديثة.


وسيرغي ليفار (1905-1982) S.Lifar الذي ولد في كييف وانضم إلى فرقة دياغيليف ثم التحق بدار أوبرا باريس راقصاً أول، وصار مسؤولاً عن الباليه الفرنسية عدة سنوات.




أبية حمزاوي


الموسوعة العربية




- - - - -


مراجع:


سيريل بومون، روائع الباليه وأعلامه، ترجمة أحمد رضا (الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966).





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)