عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2010, 10:02 AM
المشاركة 18
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يشهد معه المشاهد كلها، يؤذن للصلاة، ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات الى النور،
ومن الرق إلى الحريّة..

وعلا شأن الاسلام، وعلا معه شأن المسلمين،
وكان بلال يزداد كل يوم قرباً من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصفه بأنه:" رجل من أهل الجنة"..

لكن بلالاً بقي كما هو كريماً متواضعاً،
لا يرى نفسه إلا أنه:" الحبشي الذي كان بالأمس عبداً"..!!

ذهب يوماً يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما:

"أنا بلال، هذا أخي عبدان من الحبشة..
كنا ضالين فهدانا الله.. ومنا عبدين فأعتقنا الله.. ان تزوّجونا فالحمد لله.. وان تمنعونا فالله أكبر.."!!





وذهب الرسول إلى الرفيق الأعلى راضياً مرضياً، ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق..

وذهب بلال إلى خليفة رسول الله يقول له:

" يا خليفة رسول الله..

إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله"..

فقال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال..؟

قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت..

قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟

قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع، إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.

قال أبو بكر: بل إبق وأذن لنا يا بلال..

قال بلال: ان كنت أعتقتني لأكون لك فليكن لك ما تريد.
وإن كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له..

قال أبو بكر: بل أعتقتك لله يا بلال..

ويختلف الرواة، فيروي بعضهم أنه سافر إلى الشام حيث بقي فيها مجاهداً مرابطاً.

ويروي بعضهم الآخر ،
أنه قبل رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة،
فلما قبض وولي عمر الخلافة استأذنه وخرج إلى الشام.


على أية حال، فقد نذر بلال بقية حياته وعمره للمرابطة في ثغور الاسلام،
مصمماً أن يلقى الله ورسوله وهو على خير عمل يحبانه.


ولم يعد يصدح بالأذان بصوته الشجي الحفيّ المهيب،
ذلك أنه لم ينطق في أذانه "أشهد أن محمدا رسول الله"
حتى تجيش به الذمؤيات فيختفي صوته تحت وقع أساه،
وتصيح بالكلمات دموعه وعبراته.

وكان آخر أذان له أيام زار أمير المؤمنين عمر
وتوسل المسلمون اليه أن يحمل بلالاً على أن يؤذن لهم صلاة واحدة.

ودعا أمير المؤمنين بلالاً، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها.

وصعد بلال وأذن..
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له..
بكوا كما لم يبكوا من قبل أبداً.. وكان عمر أشدهم بكاء..!!


ومات بلال في الشام مرابطاً في سبيل الله كما أراد.



وتحت ثرى دمشق يثوي اليوم رفات رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الوقوف الى جانب العقيدة والاقتناع


...... انتهت بحمد الله قصة بلال ( الساخر من الأهوال )